حرية – (2/7/2024)
اعتقلت السلطات التركية، الثلاثاء، 474 شخصا بعد أعمال عنف استهدفت مصالح سوريين في تركيا إثر اتهام رجل سوري بالتحرش بطفلة.
وقال وزير الداخلية التركي “علي يرلي كايا” على موقع إكس إنه “جرى توقيف 474 شخصا بعد الأعمال الاستفزازية” التي نفذت ضد سوريين في تركيا.
واندلعت أعمال العنف ضد متاجر وممتلكات السوريين بمدينة “قيصري” بوسط الأناضول الأحد، ثم امتدت إلى أنحاء أخرى في البلاد.
وأضاف الوزير التركي أن 285 من أصل 474 شخصا اعتقلوا “بعد الحادث القبيح في قيصري” لديهم سجلات بجرائم مختلفة. ودعا المواطنين إلى “عدم التحول إلى محرضين”.
اشباكات مسلحة في شمالي سوريا على خلفية الحادث
وانعكست أعمال العنف التي استهدفت السوريين في مدينة “قيصري” التركية، الأحد، على مناطق شمالي غرب سوريا الخاضعة لسيطرة تركيا.
وقُتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون إثر اشتباكات، وقعت أمس الإثنين، بين متظاهرين سوريين مسلحين والقوات التركية في تلك المنطقة الحدودية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إن المئات تظاهروا في جميع أنحاء المنطقة، في أعقاب حملة ضد الشركات والممتلكات السورية في وسط تركيا حيث اتهم رجل سوري بالتحرش بطفلة.
وأضاف المرصد، والذي لديه شبكة من المصادر داخل سوريا، إن “متظاهرين مسلحين والقوات التركية انخرطوا في اشتباكات مسلحة في مدينة عفرين” في شمال سوريا الذي تسيطر عليه تركيا.
وتحدث عن “اشتباكات بالأسلحة الرشاشة دارت بين متظاهرين مسلحين من جهة، وعناصر من القوات التركية من جهة أخرى، أمام مبنى السرايا في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي”.
وقال في وقت لاحق إن “أربعة أشخاص قتلوا في تبادل إطلاق النار بين المتظاهرين والحراس المتمركزين في المواقع التركية”، بعد أن أعلن في بداية الأمر عن مقتل شخص واحد.
وأضاف المرصد أن ثلاثة من الذين قتلوا في مدينة عفرين وآخر في جرابلس، وأصيب 20 آخرون.
وقال رئيس المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس إن المظاهرات “المصحوبة بأعمال عنف” انتشرت في “مناطق واسعة” من الشريط الحدودي الذي تسيطر عليه تركيا، كما امتدت الاحتجاجات إلى أجزاء من منطقة إدلب القريبة التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وحاول محتجون اقتحام نقاط تركية وقاموا بإنزال أعلام تركية، وفق المرصد، وردّ عليهم حرس النقاط “بإطلاق النار لتفريقهم” في مدينة الأتارب وبلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي.
وقال المرصد إن “عناصر من حرس الحدود التركي أطلقوا الرصاص الحي على متظاهرين اقتحموا معبر جرابلس الحدودي”.
“تحرش بطفلة”
وجاءت تلك المظاهرات غداة أعمال عنف اندلعت الأحد في تركيا إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة، واستهدف فيها غاضبون أعمالا تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية، واعتقلت السلطات التركية على خلفيتها 67 شخصا في ذلك اليوم.
وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا.
وقال: “بغض النظر عن هوياتهم، فإن إضرام النيران في الشوارع وفي منازل السكان هو أمر غير مقبول”، مشددا على وجوب عدم استخدام خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
وأشار وزير الداخلية التركي “علي يرلي كايا” إلى أن مواطنين أتراك ألقوا القبض على المشتبه به السوري، وسلموه إلى الشرطة.
وذكر “يرلي كايا” على منصة إكس بأنه يشتبه بأن السوري تحرّش بقريبته السورية. وأوضح أنه جرى اعتقال 67 شخصا بعد الهجمات.
ودعت السلطات المحلية المواطنين إلى التهدئة، وكشفت أن الضحية طفلة سورية تبلغ من العمر خمس سنوات.
وهزت تركيا، التي تستضيف حوالي 3.2 ملايين لاجئ سوري، أعمال عنف مرتبطة بكراهية الأجانب عدة مرات في السنوات الأخيرة، تثيرها عادة شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.
وسيطرت تركيا في العام 2016 مع فصائل سورية موالية لها، إثر عمليات عسكرية عدة، على مناطق حدودية في شمال سوريا.