حرية – (3/7/2024)
كشف الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء، عن تشكيل لواء جديد في منطقة الشمال أطلق عليه اسم لواء “الجبال – 810″، وينتشر من جبال مزارع شبعا وحتى جبل الشيخ، وقد أنهى تدريبات مكثفة على مدار ثلاثة أيام، الثلاثاء. وكُشف أنه في أول يوم له، الأحد الماضي، أصاب صاروخ أطلقه “حزب الله” 16 جندياً من اللواء، كانوا يستعدون للتدريبات، إصابة احدهم خطيرة، وفق الجيش.
وتم تشكيل هذا اللواء في مارس (آذار) الماضي ويعمل تحت الفرقة 210 في الجيش الإسرائيلي ويركز على مواجهة التحديات الخطيرة المحدقة باسرائيل واحتمال اتساع الحرب على لبنان.
وبحسب الجيش فإن التدريبات التي انتهت أمس الثلاثاء ركزت على حرب الجبال وفي مناطق مأهولة كما شملت سيناريوهات هجوم على لبنان. وأضاف الجيش أنه تم تجهيز لواء “الجبال – 810” للقتال على جبهتي لبنان وسوريا، في آنٍ واحد، مع إمكانية الدفاع والهجوم في مجموعة متنوعة من السيناريوهات، التي تتوافق والتضاريس الجبلية وحالة طقس صعبة وأيضا قدرات حزب الله”، وفق الجيش الإسرائيلي.
ونُقل عن قائد اللواء أن هناك تحديات صعبة ستواجههم من ناحيتي الدفاع والهجوم، وقال: “خلال التدريب درسنا جميع جوانب القتال في المناطق الجبلية والقاسية، وركزنا على تحسين التنسيق والكفاءة لجميع الوحدات التابعة للواء”.
ويضع اللواء، بحسب قائده، هدفاً مركزياً وهو ضمان عودة سكان الشمال النازحين عن بيوتهم منذ اندلاع حرب “طوفان الأقصى”. وأضاف في حديث له مع صحيفة “معاريف”، “سنكثف جهودنا لتغيير الواقع الأمني وإعادة السكان إلى بيوتهم في أقرب وقت ممكن. لن نعود إلى الواقع الأمني كما كان في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بحيث لا يتعرض سكان الشمال لأي تهديد”.
حرب بعد أسبوعين؟
وجاء اعلان الجيش الإسرائيلي عن تشكيل لواء “الجبال- 810″، متزامناً مع تصريحات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، التي أكد خلالها على تركيز القتال في قطاع غزة والتقدم نحو المرحلة الثالثة. وأعلن نتنياهو أن الجيش “يتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء عل حماس، سيكون هناك المزيد من ضرب من تبقى من الحركة”. وأضاف “هناك إنجازات مثيرة فوق الأرض وتحتها وستتيح الروح القتالية التي يتمتع بها قادة الوحدات العسكرية والجنود في القطاع إلى تحقيق جميع اهداف الحرب: القضاء على حماس وإعادة جميع الأسرى وضمان عدم وجود أي تهديد أمني على إسرائيل”.
في ذات الوقت تم الكشف عن خلافات عميقة بين قيادة الجيش والمستوى السياسي، تحديداً نتنياهو، حيث طالبت قيادة الأركان بإنهاء الحرب في غزة، فوراً، وإن كان ذلك من دون القضاء على حماس”.
كما أن نشر الجيش معلومات عن تشكيل لواء “الجبال – 810” وتدريباته واستعداده لاحتمال توسيع حرب لبنان إلى سوريا، تزامن مع تأكيد نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، على ضرورة منح الفرصة لانجاح الجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية وفي ذات الوقت عدم مصادقة المستوى السياسي، بعد، على الخطط التي وضعها الجيش لحرب على لبنان، بانتظار انتهاء القتال في رفح، حيث أكد أكثر من مسؤول أنه قد يستمر لأسبوعين على الأقل، ومن ثم سيتم البحث في وضعية الجبهة الشمالية.
تزامناً، ومع الكشف عن إنهاء تدريبات لواء “الجبال – 810″، روجت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحذيرات مسؤولين إسرائيليين لصحيفة “بيلد” الألمانية من احتمال شن الجيش الإسرائيلي حرب على لبنان في منتصف شهر يوليو (تموز) الحالي، كما تعلن جهات عدة في إسرائيل، وهو موعد استبعده أمنيون وسياسيون إسرائيليون في ظل استمرار القتال في غزة.
واعتبرت القناة “12” الإسرائيلية أن نشر هذا الموعد للحرب “يبعث برسالة حول خطورة نوايا إسرائيل، سواء للأعداء في الشمال أو للدول الغربية، حتى يفهموا خطورة الوضع وينظروا في ما إذا كانوا يضغطون على الإيرانيين و”حزب الله” لوقف هجماتهم، مما يقرب إسرائيل من عملية خطيرة”.
في هذا الجانب أشار مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي إلى أن القيادة السياسية لم تحدد أهدافاً وأفقاً استراتيجياً لأهداف القتال في غزة ونقطة نهايتها ويحذرون من التورط في لبنان في وقت يتواصل فيه القتال في غزة، مع عدم وجود نهاية في الأفق.
البحث عن حلول لمسيرات “حزب الله”
من جهتها، أعلنت أجهزة الأمن أنها ما زالت تبحث عن حلول لمواجهة تهديد مسيرات “حزب الله” المتنوعة والدقيقة “التي تمكنت من اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي”، وفق تقرير إسرائيلي أكد أن سياسة تل أبيب، حتى اليوم، هي احتواء الأحداث، وفي ذات الوقت، ينفذ سلاح الجو هجمات على أهداف “حزب الله” وناشطي الحزب وقادته، “في مختلف أنحاء لبنان وحتى في عمقه”.
وفي تقرير حول التحقيقات التي يجريها سلاح الجو الإسرائيلي حول تسلل مسيرات “حزب الله” إلى الشمال، جاء أن سلاح الجو يواصل التحقيق في تسلل الطائرات المسيرة إلى الشمال خصوصاً تلك التي تحمل أوزاناً كبيرة من المتفجرات، واتضح من التحقيقات التي جرت أخيراً في الحوادث التي تمكنت فيها المسيرات من اختراق نظام الدفاع وإصابة الجنود، بحسب التقرير الإسرائيلي، أنه ما زالت هناك صعوبة في كشف ومواجهة هذه المسيرات لخفض ارتفاعها وإطلاقها تحت الرادارات الإسرائيلية ما أدى، في عدد كبير من الحالات، إلى عدم دفاع الجنود عن أنفسهم ودخولهم المخابئ أثناء الهجوم”. وأضاف التقرير أن “هذا على رغم حقيقة أنه في بعض حالات اطلاق المسيرات يتيح الكشف وقتاً كافياً للدفاع إلا أنه في بعض الحالات أدى انخفاض الانضباط من جانب الجنود إلى إصابات، بما في ذلك الوصول إلى مناطق السقوط بدافع الفضول الذي تسبب في وقوع إصابات بينهم”.
وأشار التقرير إلى أنه في بعض الحالات تُطلق مسيرات تجمع المعلومات وتجد الأهداف، يليها إطلاق طائرات مسيرة “انتحارية” أو صواريخ مضادة للدبابات”.
حرب شاملة وتوسيع بنك الأهداف
وبحسب الخبير العسكري، أمير بوحبوط، فإن السيناريوهات التي تتوقع أن تتسع الحرب على لبنان إلى مواجهة شاملة استدعت توسيع الجيش بنك أهدافه ليشمل الدولة اللبنانية “وهذا بحد ذاته معضلة في إسرائيل، ما اذا ينحصر بنك الأهداف في ضرب البنى التحتية لحزب أو يشمل البنى التحتية لدولة لبنان”.
وإزاء هذا الوضع يرى بوحبوط أنه يتعين على الجيش الإسرائيلي الاستعداد لسيناريوهات عدة بما في ذلك تلك السيناريوهات التي تشمل خطط احتيال وخداع. ويقول، “في الآونة الأخيرة، ألمح رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، إلى أن بنك أهداف الجيش في الحرب ضد “حزب الله” يشمل بالأساس البنى التحتية على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود الإسرائيلية وفي حالات استثنائية حتى في نطاق مئة كيلومتر وشملت مراكز مراقبة، ومعسكرات ومواقع إطلاق، ومراكز قيادة وسيطرة، ومواقع لإنتاج الأسلحة، ومنصاب لإطلاق المسيرات، وبطاريات صواريخ أرض جو، ومجمعات قتالية تدعم خطة هجوم قوة الرضوان على الجبهة الداخلية في إسرائيل”.
لكن، يضيف بوحبوط، “في حال اتساع القتال إلى حرب شاملة يتطلب من الجيش الإسرائيلي توسيع بنك أهدافه ليشمل كل لبنان، مع التركيز على موقعين: بيروت ووادي البقاع”.
في هذا الجانب يحذر طال بيري، رئيس قسم الأبحاث في معهد “علما” من مهاجمة البنى التحتية للدولة اللبنانية، ويقول “يجب أن نكون حذرين من استهداف البنى التحتية لدولة لبنان، التي تدعمها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، ما قد يقوض الشرعية الدولية لعملية إسرائيلية حتى ضد المنظمة الشيعية”، وفق تعبيره. ويضيف بيري، “يجب أن يركز بنك أهداف الجيش الإسرائيلي فقط على حزب الله. فاذا كان هناك مستودع للأسلحة والذخائر في مطار بيروت؟ من الواضح أنه يجب مهاجمته. لكن من الخطأ إتلاف المسارات. واذا كانت هناك محطة كهرباء تابعة لحزب الله؟ من الواضح أنه يجب مهاجمتها، ولكن ليس محطة كهرباء لبنانية في الزهراني وطرابلس وبيروت، مثلاً”. ويتابع “لا شك في أنه إذا كانت هناك أسلحة مجاورة لتلك البنى التحتية التابعة لدولة لبنان، فهذه قصة مختلفة”.
وبحسب ما يملكه الجيش من بنك أهداف لـ “حزب الله” وتضمنه التقرير الإسرائيلي هناك محطات وخزانات وقود وديزل تابعة للحزب وبنيته التحتية المالية، التي تشمل مكاتب الصرافة وشبكة البنوك إضافة إلى نظام اتصالات الحزب ويشمل: الهوائيات والبدالات الهاتفية والقنوات التلفزيونية ومحطات الإذاعة والصحف والمواقع الإلكترونية”.
إضافة إلى ذلك، يشمل بنك الأهداف محطات المياه التابعة للحزب، التي تخدم مقاتليه، بحسب التقرير الإسرائيلي الذي أضاف أنه “في بعض المواقع، يدير حزب الله نظاماً شمسياً مستقلاً في جميع أنحاء لبنان حتى لا يعتمد على أنظمة الدولة اللبنانية”.
ثلاثة مواقع تستهدفها اسرائيل
وجاء في التقرير الإسرائيلي أن الجيش سيشمل في خطته القتالية مع “حزب الله” ثلاثة محاور:
الأول وهو الاستراتيجية: وتشمل الصواريخ الباليستية، والصواريخ الدقيقة، وأنظمة صواريخ أرض- جو، ومستودعات الطائرات بدون طيار، والبنى التحتية البحرية من أجل منع الغارات والهجمات، وفق التقرير.
المحور الثاني ويشمل منصاب إطلاق الصواريخ والمسيرات، ومستودعات الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، ومستودعات الذخيرة، والمقرات والمعسكرات ومراكز القيادة والسيطرة في الضاحية الجنوبية لبيروت (أحد أهم معاقل الحزب) وسهل البقاع ومناطق أخرى
المحور الثالث في جنوب لبنان ويشمل: الصواريخ قصيرة المدى وبعيدة المدى المضادة للدبابات، المواقع والمقرات وأماكن اختباء قوة الرضوان “لمنعها من الهجوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.