حرية – (9/7/2024)
أظهرت صور حديثة التقطت عبر الأقمار الاصطناعية توسعات كبيرة في منشأتين إيرانيتين رئيستين للصواريخ الباليستية، وقدر باحثان أميركيان أن الهدف من التوسعات زيادة إنتاج الصواريخ، وهو ما أكده ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار.
ويأتي توسيع المنشأتين عقب اتفاق أبرم في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 وافقت بمقتضاه إيران على تقديم صواريخ لروسيا، التي كانت تسعى إلى الحصول عليها من أجل حربها ضد أوكرانيا.
وقال مسؤولون أميركيون إن إيران تزود أيضاً الحوثيين في اليمن وجماعة “حزب الله” اللبنانية بالصواريخ، وكلاهما في محور المقاومة المدعوم من إيران ضد إسرائيل.
سواتر ترابية
وكشفت الصور التي التقطتها شركة “بلانيت لابز” للأقمار الاصطناعية التجارية لحامية “مدرس” العسكرية في مارس (آذار) الماضي ومجمع “خوجير” لإنتاج الصواريخ في أبريل (نيسان) الماضي، أكثر من 30 مبنى جديداً في الموقعين القريبين من طهران.
وأظهرت الصور التي اطلعت عليها وكالة “رويترز” أن عدداً من المباني محاط بسواتر ترابية كبيرة.
وقال جيفري لويس من معهد “ميدلبري” للدراسات الدولية في مونتيري إن مثل هذه الأعمال مرتبطة بإنتاج الصواريخ ومصممة للحيلولة دون أن يؤدي انفجار في إحدى البنايات إلى تفجير مواد شديدة الاشتعال في مبان قريبة.
وذكر لويس بناء على صور المنشأتين أن التوسعات في “خوجير” بدأت في أغسطس (آب) 2023، وفي حامية “مدرس” في أكتوبر 2023.
ويقول خبراء إن الترسانة الإيرانية هي الأكبر بالفعل في الشرق الأوسط، وتقدر بأكثر من 3 آلاف صاروخ من بينها طرز مصممة على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية.
وأكد ثلاثة مسؤولين إيرانيين طلبوا عدم نشر أسمائهم لأنهم غير مخولين بالتحدث علناً، حدوث توسعات في حامية “مدرس” ومجمع “خوجير” لزيادة إنتاج الصواريخ الباليستية التقليدية.
وقال أحد المسؤولين “ولم لا؟”.
مضاعفة إنتاج المسيرات
وذكر مسؤول إيراني ثانٍ أن بعض المباني الجديدة ستتيح أيضاً مضاعفة إنتاج الطائرات المسيرة، وأضاف المصدر أن طائرات مسيرة ومكونات صواريخ ستباع لروسيا، وسيُزود الحوثيون بطائرات مسيرة و”حزب الله” بصواريخ.
ولم تتمكن “رويترز” من التأكد بصورة مستقلة من تصريحات المسؤولين الإيرانيين.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة على طلب من “رويترز” للتعليق على توسعة المنشأتين، ونفت طهران في السابق تزويد روسيا والحوثيين بطائرات مسيرة وصواريخ، ولم يرد المكتب الإعلامي لـ”حزب الله” أيضاً على طلبات للتعقيب.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام إن زيادة إنتاج إيران من الأسلحة لن يكون لها أي تأثير في اليمن لأن الحوثيين يصنعون طائرات ويطورونها بصورة مستقلة عن إيران.
وحلل لويس صور “بلانيت لابز” مع محلل الأبحاث المشارك ديكر إيفليث بمركز الأبحاث “سي إن إيه” في واشنطن ضمن إطار مشروع ميدلبري الذي يراقب البنية التحتية الإيرانية للصواريخ.
وأضاف لويس “نعلم أن روسيا تسعى إلى الحصول على قدرات صاروخية منخفضة الكلفة، وقد توجهت إلى إيران وكوريا الشمالية”.
قدرات صاروخية
ونفت موسكو وبيونغ يانغ إرسال صواريخ من كوريا الشمالية إلى روسيا، ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن أو بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة على طلبات للتعليق.
وقال الباحثان الأميركيان في مقابلتين منفصلتين، إن الصور لم تظهر أنواع الصواريخ التي ستنتج في المنشأتين الجديدتين، وهما قيد الإنشاء على ما يبدو.
وأي زيادة في إنتاج إيران من الصواريخ أو الطائرات المسيرة ستكون مصدر قلق للولايات المتحدة، التي تقول إن الطائرات المسيرة الإيرانية تساعد روسيا في مواصلة هجومها على المدن الأوكرانية، ومصدر قلق أيضاً لإسرائيل في وقت تتصدى فيه لهجمات الجماعات المدعومة من إيران مثل “حزب الله”.
ورفض مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية التعليق على تحليل الباحثين.
كما رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تأكيد تقديراتهما، وقال إن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات مختلفة تشمل فرض عقوبات بهدف الحد من إنتاج إيران للصواريخ والطائرات المسيرة وتصديرها.