حرية – (17/7/2024)
التغيرات في أنماط المناخ مثل ظاهرة النينيو والتذبذب الجنوبي وثنائي القطب في المحيط الهندي يمكن أن تجعل تلوث الهواء أسوأ، حسب ما توصلت إليه الأبحاث.
وخلصت دراسة جديدة إلى أن الجسيمات الدقيقة القاتلة الصامتة PM 2.5 أدت إلى 135 مليون حالة وفاة مبكرة حول العالم بين عامي 1980 و2020، كما سلط البحث الضوء على دور ظواهر التقلب في تفاقم مستويات التلوث.
وتشير الوفيات المبكرة، كما تم تعريفها في الدراسة، إلى الوفيات التي تحدث في وقت أبكر من المتوقع بناءً على متوسط العمر المتوقع. غالباً ما تكون هذه الوفيات ناجمة عن أمراض يمكن الوقاية منها أو علاجها، والتي تسببها أو تتفاقم بسبب عوامل بيئية مثل تلوث الهواء.
ما هو PM2.5
هي جزيئات ملوثة مجهرية تأتي من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك انبعاثات المركبات والعمليات الصناعية والحرق الزراعي. بمجرد استنشاقه، يمكن أن يخترق عمق الرئتين وحتى يدخل مجرى الدم، ما يسبب مشكلات في الجهاز التنفسي وأمراض القلب ومضاعفات صحية أخرى.
تفاصيل الدراسة
ونشرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة “نانيانغ” التكنولوجية Nanyang Technological University في سنغافورة، في مجلة البيئة الدولية التي يراجعها النظراء. وقام العلماء بتحليل 40 عاماً من البيانات لتقديم رؤى جديدة حول العلاقة المعقدة بين المناخ وجودة الهواء من خلال دراسة كيفية تأثير أنماط مناخية محددة على تلوث الهواء في مناطق مختلفة.
وقام الباحثون بتحليل بيانات الأقمار الصناعية من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء بالولايات المتحدة الأميركية حول مستويات PM2.5 في الغلاف الجوي للأرض. واستخدموا أيضاً بيانات من معهد القياسات الصحية والتقييم في الولايات المتحدة حول الوفيات العالمية وحدوث الأمراض المرتبطة بالتلوث، والتي تشمل التهابات الجهاز التنفسي السفلي، سرطان القصبة الهوائية والقصبات الهوائية والرئة، مرض الانسداد الرئوي المزمن، السكتة الدماغية، وأمراض القلب الإقفارية.
وقدرت الدراسة أنه في الفترة من 1980 إلى 2020، ارتبط ثلث الوفيات المبكرة بالسكتة الدماغية (33.3 في المئة)، وثلث آخر بمرض نقص تروية القلب (32.7 في المئة)، وكانت الوفيات المتبقية بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن، والتهابات الجهاز التنفسي السفلي. وسرطان الرئة.
كما وجدت الدراسة تبايناً جغرافياً كبيراً في عبء الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء، وتبرز آسيا باعتبارها المنطقة الأكثر تضرراً، حيث يقدر أن 98.1 مليون حالة وفاة مبكرة تعزى إلى تلوث PM2.5 خلال فترة الدراسة. وتصدرت الصين والهند المجموعة بـ49 مليوناً و26.1 مليون حالة وفاة على التوالي.
وعانت دول جنوب آسيا الأخرى مثل باكستان وبنغلاديش وإندونيسيا واليابان خسائر كبيرة بسبب التعرض لجسيمات PM2.5.
وحدد الباحثون 363 حادثة رئيسية لتلوث الهواء في جميع أنحاء العالم على مدى العقود الأربعة الماضية، بمتوسط تسع حلقات سنوياً. استمرت هذه الحلقات ما بين شهرين وتسعة أشهر، وشهد عام 2002 أكبر عدد من الحلقات (15 حلقة)، يليه عاما 2004 و2006 (14 حلقة لكل منهما).
ويقدرون أن الظواهر الجوية الثلاث تسببت مجتمعة في ما يقرب من 7000 حالة وفاة مبكرة إضافية سنوياً. وكان للمحيط الهندي ثنائي القطب التأثير الأكبر على عدد الوفيات، يليه تذبذب شمال الأطلسي ثم ظاهرة النينيو.
نتائج الدراسة
أن التغيرات في أنماط المناخ يمكن أن تجعل تلوث الهواء أسوأ، كما أكد الباحث الرئيسي البروفسور المشارك ستيف ييم من جامعة NTU في سنغافورة، في بيان له.
“عندما تحدث بعض الحوادث المناخية، مثل ظاهرة النينيو، يمكن أن ترتفع مستويات التلوث، ما يعني أن المزيد من الناس قد يموتون قبل الأوان بسبب تلوث PM2.5. وهذا يسلط الضوء على الحاجة إلى فهم هذه الأنماط المناخية وتفسيرها عند معالجة تلوث الهواء لحماية صحة سكان العالم”.
ويشير الباحثون إلى أنّ هذه النتائج تؤكّد أهمية التدابير الاستباقية للحد من التلوث والتخفيف من آثاره الصحية، ما يساعد في نهاية المطاف أنظمة الرعاية الصحية على الإدارة وتخفيف عبء الأمراض المرتبطة بالتلوث على المجتمعات.