حرية – (28/7/2024)
تلقى دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي أوامر بإلغاء خطط السفر والحفلات وتأجيل أعمال الصيانة في أماكن إقامتهم، بعد تجاوز النفقات، حدود ميزانيتهم بشكل كبير هذا العام، ما أثر على طموحات ذراع السياسة الخارجية للكتلة، وفق “فاينانشيال تايمز”.
ونقلت “فاينانشال تايمز”، عن 5 مسؤولين مطلعين على الأمر قولهم، إن الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، والتي تعتبر بمثابة وزارة الخارجية للكتلة، تلقت أوامر بتقليص ميزانيتها نحو 5%، أو 43 مليون يورو، بعد تجاوز حدود الإنفاق المُتفق عليها.
وتوقع مسؤولون، أن تتفاقم الضائقة المالية في العام المقبل، ما يجعل من المستحيل الحفاظ على التواجد الدبلوماسي الحالي للاتحاد في المناطق التي تعاني من ارتفاع التكاليف الثابتة وضغوط التضخم، مثل إفريقيا وأميركا اللاتينية، حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية.
وأقرت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، بأن الميزانية المُقترحة ستتطلب “إجراءات تقشفية شديدة”، وأن ذلك سيضطرها إلى بيع ممتلكات لتحقيق التوازن المالي. وذكر مسؤول آخر أن الأمر قد يتطلب أيضاً إغلاق بعض البعثات.
وشعرت الشبكة الدبلوماسية بالفعل بآثار تشديد النفقات، إذ تم تقليص كل شيء، من السيارات الفاخرة إلى المستلزمات المكتبية. واشتكى مسؤول قائلاً: “لم يعد بوسعنا تنظيم الفعاليات والأنشطة التوعوية”.
وأشارت “فاينانشال تايمز” إلى إلغاء الحفل السنوي الذي تقيمه الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي وصفه دبلوماسيون بأنه ضروري لإقناع الدول النامية بالوقوف إلى جانب الاتحاد في قضايا مثل الحرب في أوكرانيا.
“ضائقة شديدة”
وعلق مسؤول ثان قائلاً، إن الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية تمر بـ”ضائقة شديدة”، مضيفاً أن “العالم بحاجة إلى مزيد من الدبلوماسية، وليس أقل”.
وقال متحدث باسم الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، إن الدائرة خفضت “جميع النفقات التي يُمكن تخفيضها”، وقلصت ميزانيات المكاتب الخارجية إلى النصف “رغم الآثار الشديدة على انتشارنا العالمي”.
وفي المقابل، لا تزال المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، لديها أموالاً للإنفاق. وقال المسؤول الأول: “يمكن لموظفي المفوضية السفر عبر البلاد، لكن السفير الأوروبي لا يستطيع؛ لأن ميزانيته تأتي من الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية”.
وتعاني نحو 50 بعثة من البعثات الدبلوماسية للدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، البالغ عددها 145، من مشكلات أمنية حاسمة. ولكن لا توجد أموال لتحديث أنظمة الحماية أو تركيب الكاميرات، وفقاً للمسؤول.
“فجوة كبيرة”
وأشارت “فاينانشيال تايمز” أيضاً، إلى صعوبة إجراء أعمال الصيانة، وقالت إن بعض أماكن الإقامة غير صالحة للسكن ولا يمكن إصلاحها، ما يضطر السفراء لدفع إيجارات للعيش في أماكن أخرى بينما تظل مساكنهم غير مستخدمة.
واتخذ جوزيب بوريل، كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، قراراً هذا الأسبوع بتنظيم الاجتماع غير الرسمي التقليدي لوزراء الخارجية، الذي يُعقد مرتين سنوياً، في بروكسل، بدلاً من عقده في المجر كما كان مخططاً، ما يعني أن الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية ستتحمل تكلفة هذا الحدث، وفق مسؤول آخر.
وقال المسؤول إن كلفة الترجمة فقط في هذا الاجتماع تتجاوز 70 ألف يورو. وقال مسؤول ثالث: “ثمة فجوة كبيرة يتعين علينا الآن سدها”.
ويمتلك الاتحاد الأوروبي، 145 بعثة دبلوماسية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في بربادوس، وكابو فيردي، والفاتيكان.