حرية – (28/7/2024)
كشف موقع “قوات الجو والفضاء” الأمريكي أن القاذفة الجوية الإستراتيجية من طراز “بي -52” حلقت من أوروبا عبر سماء الشرق الأوسط في 25 تموز/ يوليو الجاري برحلة لمدة 32 ساعة، بعدما تعرضت القوات الأمريكية لهجمات في العراق وسوريا يومي 25 و26 من الشهر نفسه.
ونقل الموقع الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين، وعن بيانات للرحلات الجوية، قولهم في تقرير، إن القاذفة “بي-52” أقلعت من رومانيا، وطارت شرقاً فوق البحر الأبيض المتوسط، ثم عبرت إلى منطقة عمليات القيادة المركزية الأمريكية “سينتكوم” لتحلق في سماء الأردن والسعودية وقطر لتصل إلى الخليج، ثم عادت متجهة إلى المحيط الأطلسي.
رحلة في سماء المنطقة
ولفت التقرير إلى أن “بي-52” عادت لاحقاً إلى قاعدة باركسديل الجوية بولاية لويزيانا في 26 تموز/ يوليو الجاري.
ونقل التقرير عن القوات الجوية المركزية (AFCENT) قولها في بيان إن مهمة “بي-52” استعرضت في تحليقها هذا “خيارات واسعة. نشر قوة جاهزة للقتال لحماية المنطقة والدفاع عنها من عدوان الخصم”، مشيراً إلى أنها تظهر أيضاً التدريب على دعم القوة النارية البحرية.
ولفت التقرير إلى أن مهمة “بي-52” تضمنت أيضاً التحليق مع طائرات من طراز “أي-10” تابعة لسلاح الجو الأمريكي من قاعدة سيلفريدج للحرس الوطني الجوي في ميشيغان، وطائرات “كيسي-135” من قاعدة فيرتشايلد الجوية في واشنطن وقاعدة ماكونيل الجوية في كنساس.
ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي قوله إن “بي-52” لم تهبط أثناء تواجدها في منطقة القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، لكنها التقت وحلقت مع طائرات “أف-15 كيو أي” تابعة لسلاح الجو القطري، مضيفاً أن مهمة كهذه هدفها “تعزيز قدرة الولايات المتحدة على الاندماج مع قوات التحالف والشركاء الإقليميين مع إظهار قدرة أسطول القاذفات الإستراتيجية على العمل في أي مكان وبتأثيرات حاسمة”.
الطائرة الوحيدة
وبرغم ذلك، أشار التقرير إلى أن الأمور لم تجري وفقاً للخطة، مضيفاً أن تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي “X” نشرت تتضمن بثاً إذاعياً واضحاً من الطائرة “بي-52” أثناء عودتها إلى الولايات المتحدة لوحدها، حيث ذكر الطاقم أن “الطائرة الثانية واجهت مشكلة ميكانيكية ولم تقلع”، في حين أن السفارة الأمريكية في الدوحة كانت تحدثت عن أن طائرتين من طراز “بي-52” ستحلقان فوق قطر.
ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة تحاول ردع إيران والجماعات التي تدعمها، بما في ذلك الحوثيين والميليشيات في العراق وسوريا وحزب الله اللبناني، من توسيع الصراع في الشرق الأوسط.
وأوضح التقرير أن طائرات “بي-52” سبق وأن حلقت فوق السعودية المتاخمة لليمن، وتدخلت في الحرب الأهلية بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
إيران والسعودية وإسرائيل
كما لفت إلى أن السعودية وإيران خصمان، في حين تواصل الولايات المتحدة مساعيها للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بشكل كامل بين إسرائيل والمملكة السعودية، وهي صفقة تخشاها إيران.
وذكرّ التقرير بتصريح لقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل إريك كوريلا في بيان صدر يوم 24 تموز/ يوليو الجاري بعد زيارة إلى المنطقة، عندما قال إنه “يجب على القيادة المركزية الأمريكية أن تعتمد على شركائنا في المنطقة لحلّ التحديات المعقدة التي تواجهها المنطقة”.
وبعدما ذكرّ التقرير بهجمات الحوثيين في خليج عدن والبحر الأحمر، ومحاولات الولايات المتحدة التصدي لهم، وتكثيف الحوثيين أيضاً هجماتهم على إسرائيل على غرار هجومهم بطائرة مسيرة على تل أبيب في 19 تموز/ يوليو الجاري، لفت إلى أن روسيا ربما تفكر في تزويد الحوثيين بصواريخ مضادة للسفن لدعم هجماتها المستمرة على الشحن في البحر الأحمر.
القوات الأمريكية في العراق
كما أشار التقرير إلى استمرار الميليشيات المدعومة من إيران بالضغط في أنحاء المنطقة كافة، مضيفاً أنه في أكبر تهديد مباشر للقوات الأمريكية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استهدفت الميليشيات المتحالفة مع إيران القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن، وشنت أكثر من 170 هجوماً، وقتل ثلاثة جنود أمريكيين في وقت سابق من هذا العام.
إلا أن التقرير قال إنه في 25 تموز/ يوليو الجاري، أي في اليوم الذي تمت فيه رحلة القاذفة “بي-52″، جرى إطلاق صاروخين على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق، وذلك بعد يومين من المحادثات حول مستقبل القوات الأمريكية في العراق.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أنه في 26 تموز/ يوليو الجاري، تم إطلاق صاروخين على موقع للقوات الأمريكية في سوريا.
ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي قوله إنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار، وليس من الواضح من هي الجماعات التي نفذت هذه الهجمات.