حرية – (5/8/2024)
أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، نظراءه من دول مجموعة السبع أن واشنطن تعتقد أن هجوماً إيرانياً على إسرائيل قد يبدأ خلال ما بين 24 إلى 48 ساعة، بحسب تقارير أكسيوس، نقلا عن مصادر مطلعة على المكالمة.
ويفيد التقرير بأن بلينكن تحدث مع نظرائه وسط جهود الولايات المتحدة لتهدئة التوتر في المنطقة ومنع اندلاع حرب شاملة.
ونظرا لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم الإيراني أمر لا مفر منه بعد اغتيال كبار مسؤولي حزب الله وحماس الأسبوع الماضي، فقد أخبر بلينكن المسؤولين في المكالمة أن “الضغط على طهران للحد من هجومها هو أفضل طريقة لتجنب الحرب الإقليمية”.
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة لا تعرف التوقيت الدقيق للهجوم الإيراني المخطط له، لكنها تعتقد أنه قد يبدأ قريبا.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيعقد اجتماعا لفريق الأمن القومي في غرفة العمليات يوم الاثنين لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط. وأضاف البيت الأبيض أنه سيتحدث أيضاً مع العاهل الأردني الملك عبد الله.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض يوم الأحد إن الولايات المتحدة ستنشر قدرات عسكرية إضافية في الشرق الأوسط كإجراء دفاعي “بهدف تهدئة التوتر في المنطقة”.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني يوم الأحد إن وزراء خارجية دول مجموعة السبع دعوا جميع أطراف الصراع الحالي في الشرق الأوسط إلى تجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى التصعيد.
وأفاد مكتب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان أنه تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الأحد، وناقشا “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس” ضد التهديدات من إيران وحلفائها، والخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة لتعزيز الحماية لإسرائيل، وقواتها في المنطقة، كما جاء في البيان.
وفي إطار جهود دولية تبذل لنزع فتيل انفجار إقليمي محتمل، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني الأحد إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط “بأي ثمن”.
ونقلت صحيفة إسرائيل هيوم أن الولايات المتحدة أقرّت شحنة قنابل ثقيلة كانت قد علقت حتى قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر تشرين الأول الماضي.
“إيران لا تريد تصعيد التوتر في المنطقة”
وتقول إيران إنها لا تريد تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، لكنها تعتقد أنها بحاجة إلى معاقبة إسرائيل لمنع المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
وجاء تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، وسط مخاوف من تصعيد كبير وشيك.
وأشار كنعاني، إلى أن بلاده تحتفظ بحقها “في الدفاع عن أمننا الوطني وسيادتنا على أراضينا، ولا يحق لأحد أن يمنع إيران من حق الرد على من ارتكب انتهاكا ضدها”.
وقال إن إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة قائلا: “الكيان الصهيوني الغاصب هو مصدر التصعيد للتوتر في المنطقة ويرفض كل الجهود المبذولة لإرساء الاستقرار فيها”.
وشدد كنعاني على أن ايران تبحث عن الاستقرار في المنطقة، وقال: “هذه القضية تتحقق من خلال معاقبة المعتدي وخلق رادع ضد المغامرات التي يقوم بها الكيان الصهيوني الغاصب، وعلى المجتمع الدولي دعم معاقبة المعتدي بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني بالوكالة،علي باقري كاني، على “ضرورة” رد إيران على إسرائيل على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في 31 يوليو/تموز في طهران.
وجاء ذلك في اجتماع مع وزير الخارجية الأردني الزائر أيمن الصفدي.
وقال باقري في بيان وزارة الخارجية الإيرانية إن الاغتيال عطل الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وانتهك سلامة أراضي إيران وسيادتها الوطنية، مما يجعل “ضرورة الرد الحاسم على هذه الجريمة” أكثر إلحاحا.
وأضاف باقري لنظيره الأردني “يجب أن تتلقى إسرائيل ردا حاسما وحازما لتدرك أن الوحشية التي تنتهك الأمن تكلف غاليا”.
وأكد أن “دعم” الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية كان “العامل الرئيسي” وراء استمرار وتكثيف تصرفات إسرائيل.
لماذا لا ترغب الدول الأوروبية في إدانة الاغتيال؟
وقال علي باقري كني، إن طهران فوجئت بعدم رغبة الدول الأوروبية في إدانة اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في مجلس الأمن الدولي، وذلك في اتصال هاتفي مع وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فاجون.
وتشغل سلوفينيا حاليا مقعد عضو غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2024-2025.
وكان الأعضاء الأوروبيون، إلى جانب الولايات المتحدة، قد امتنعوا عن إدانة اغتيال هنية في اجتماع طارئ عقد في نفس اليوم.
وقال باقري للمسؤولة السلوفينية إن طهران “ستمارس بلا شك حقها المشروع” في الدفاع عن أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها، و”خلق الردع” ضد إسرائيل، والسعي إلى الاستقرار والأمن الإقليميين، بحسب بيان وزارة الخارجية الإيرانية.
وفي الوقت نفسه، أكدت فاجون على “حق إيران في الدفاع عن النفس”، وفقا للبيان، مضيفة أن بلادها تدين “جميع انتهاكات القانون الدولي”، وتأمل في أن تحافظ جميع الأطراف على ضبط النفس والحكمة وتتخذ خطوات نحو الاستقرار الإقليمي.
وقالت إن سلوفينيا مستعدة دائمًا لتسهيل الحوار لمنع التصعيد في الشرق الأوسط.
ويأتي ذلك في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران الأسبوع الماضي وقائد كبير في جماعة حزب الله اللبنانية، التي تعهدت بالانتقام لمقتلهما.
وحث عدد متزايد من الدول ــ من بينها الولايات المتحدة والسعودية ــ مواطنيها على مغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن.
بلينكن يحث العراق على منع التصعيد
وبحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة عبر الهاتف.
وقال السوداني لبلينكن إن “منع التصعيد في المنطقة يتوقف فقط على وقف العدوان على غزة ومنع امتداده إلى لبنان وردع وكبح جماح نتنياهو وحكومته ومنع سلطات الاحتلال الصهيوني من مهاجمة دول المنطقة”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وحث السوداني بلينكن على وضع حد لانتهاكات إسرائيل المتكررة للقانون الدولي وسيادة الدول ومحاولاتها لتمديد الصراع وتوسيع نطاق الأزمات.
وأبرز بلينكن رغبة واشنطن في أن يؤدي العراق دورا في منع التصعيد الإقليمي.
وفي الوقت نفسه، نقل موقع شفق نيوز الخاص عن “مصادر مطلعة” قولها إن بلينكن نقل رسالة شديدة اللهجة إلى السوداني بشأن عزم الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران التصعيد في مواجهة القوات الأمريكية في العراق والمنطقة.
وأكد بلنكين – بحسب الموقع – أن الإدارة الأمريكية مستعدة لفعل أي شيء لحماية قواتها ومصالحها.
وأكد السوداني أنه يعمل جاهدا لمنع أي تصعيد من جانب الميليشيات المناهضة للمصالح الأمريكية.
وأفاد موقع شفق بأن السوداني في المقابل ضمانات أمريكية بعدم شن هجمات جديدة على عناصر الحشد الشعبي والفصائل التابعة له، حتى يتمكن من السيطرة على الهدوء بين الجانبين.
إصابة جنديين إسرائيليين
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديين أصيبا في هجوم صاروخي أطلق من لبنان. لكن بيانا وصف إصابات الجنديين بأنها متوسطة. ومازالت القوات الإسرائيلية ومقاتلو حزب الله يتبادلون إطلاق النار في المنطقة منذ عدة أشهر.
وكانت جماعة حزب الله قد أعلنت مسؤوليتها صباح اليوم الاثنين عن غارات جوية ليلا قالت إنها استهدفت مقر الفرقة 91 للجيش الإسرائيلي في ثكنة آيليت هاشاهار، التي تقع بجوار مرتفعات الجولان المحتلة.
وقالت الجماعة عبر موقعها الإلكتروني إن العملية كانت ردا على الضربات الإسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع على قرى دير سريان وحولا والبازورية في جنوب لبنان، التي أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة عدد آخر.
ونقلت قناة الميادين الموالية للحزب تقريرا عن قناة إسرائيلية لم تسمها يفيد بأن الضربة الليلية لم تكن جزءا من رد إيران وحلفائها الإقليميين على الاغتيالات الأخيرة لزعيم حماس إسماعيل هنية والقائد في حزب الله فؤاد شكر.
الجيش الإسرائيلي يعزز قواته في الضفة
أفادت تقارير أن الجيش الإسرائيلي أرسل تعزيزات إلى البلدات الإسرائيلية الوسطى المتاخمة للضفة الغربية في منطقة “هاشارون”، “خشية من تكرار هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول”، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وفقاً لإذاعة الجيش، فإن هذا يرجع إلى معلومات استخباراتية وردت عن نية لتنفيذ هجمات تسلل فلسطينية من الضفة الغربية في القريب العاجل، بتوجيه من إيران وحماس، وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن القوات الإسرائيلية دخلت بالقوة مدينة نابلس صباح اليوم واعتقلت شابين بعد مداهمة منزليهما في البلدة القديمة.
جاء ذلك بعد أن قامت القوات بدخول المدينة مساء أمس والانتشار في محيط “قبر يوسف” لحماية باصات المستوطنين التي دخلت لزيارة الموقع بحسب المصادر.
وأضافت أن النيران اشتعلت في سوق الخضار بالمدينة، جراء تعمد الجيش الإسرائيلي إلقاء إطارات مشتعلة داخل السوق.
أدت العملية، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى إصابة أربعة صحفيين بالاختناق.
قالت كتيبة نابلس التابعة لسرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الإسلامي أن مقاتليها تصدوا للقوات الإسرائيلية بالرصاص والعبوات الناسفة.
وأفاد شهود عيان، بأن القوات الإسرائيلية دخلت المنطقة الشرقية من المدينة ومحيط قبر يوسف، “تمهيداً لاقتحام مستوطنين المنطقة”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأضافوا أن اشتباكات اندلعت في المكان، أطلق خلالها جنود إسرائيليون الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وأعلنت سرايا القدس – كتيبة نابلس أن مقاتليها “تصدوا لقوات العدو والمستوطنين قرب قبر يوسف وأمطروهم بالرصاص وفجروا عبوة ناسفة بالجنود”.
في جنين أفادت مصادر طبية بوفاة امرأة كانت قد أُصيبت خلال اعتقالها من قبل القوات الاسرائيلية قبل نحو شهر.
أما في بلدة بيتين شمال رام الله، أفادت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية داهمت عدة منازل في البلدة واعتقلت أربعة شبان قبل انسحابها.