حرية – (21/8/2024)
أحمد عبدالتواب
لم يتمكن دونالد ترامب وفريقُه، حتى الآن، من إجراء التعديلات الضرورية التى كان يجب أن يقوموا بها فى حملتهم الانتخابية، بعد انسحاب جو بايدن من منافسته فى انتخابات الرئاسة، برغم مضى شهر كامل على قرار الانسحاب! فقد فُصِّلَت الحملة تفصيلاً على حالة بايدن، خاصة بالتركيز على نقاط ضعفه الأساسية، فى تدهور حالته الصحية، بدنياً وذهنياً، بما يعجز معه عن تولى مسئوليات الرئاسة، إضافة إلى المفارَقات الكوميدية فى نسيانه ولعثمته واضطراب خطواته وغفلته عن قواعد البروتوكول الأساسية..إلخ! وكان ترامب يعرض كل هذا بطريقة ساخرة تجد تجاوباً جماهيرياً. وما كان يُفتَرَض لترامب أن يظن إمكانية أن يكون الاستمرار فى نفس المنهج مجدياً برغم تغيير شخص المنافس له، فقد كان مُلزَماً تلقائياً بتغيير المستهدفات الشخصية التى كانت موضوعة ضد بايدن بما يتوافق مع المنافس الجديد، إلا أنه استمر فى السخرية، ولكن من الضحكة الهستيرية لمنافسته الجديدة كامالا هاريس، والتهكم عليها بأنه أجمل منها..إلخ. فى حين أن هاريس تطرح نفسها بشكل جاد، وتهاجمه موضوعياً، وتعتبره خطراً حقيقياً على البلاد، وعلى ديمقراطيتها، إضافة إلى تعمدها ذكر القضايا ضده المنظورة فى المحاكم.
وبالتالى، فقد كانت حصيلة الشهر الأخير أن اكتسبت هاريس أرضية جديدة وارتفعت أسهمها، فى وقت لم يحقق ترامب مكاسب حقيقية، برغم أن شعبيته كانت زادت بنسبة 40 بالمائة بسبب محاولة اغتياله فى 13 يوليو الماضى، وهى فرصة واتته من حيث لم يُخَطِّط، إلا أنه لم يستطع أن يحتفظ بها، وأن يبنى عليها، وبالتالى ضاق فارق الشعبية بينهما لصالح هاريس.
كان أنصار هاريس يتخوفون من أن يكون تركيز ترامب أكثر على نقاط قوية ضدها تُضعِف موقفها بما يعود عليه بفوائد جمة: مثل مسئوليتها فى كل أخطاء بايدن، إضافة إلى اشتراكها فى التكتم على تدهور حالته الصحية، وخطورة هذا على مصلحة البلاد، خاصة أن بعض كبار قادة حزبها، مثل أوباما، نُقِل عنهم أن هذا كان سبب إصرارهم على استبعاد بايدن، وأنها تضامنت معهم، حتى إنها وافقت على تفعيل التعديل 25 فى الدستور الذى يقضى فى مثل حالة بايدن بتوليها، كنائبة للرئيس، سلطة الرئاسة!