حرية – (22/8/2024)
تناولت صحف إقليمية ودولية تطورات الأحداث في حرب غزة والمواجهة المرتقبة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، والذي زعم تقرير إسرائيلي أنه يخزن الأسلحة والصواريخ في مناطق سكنية، فضلا عن تحذيرات صحيفة الغارديان من اتهام دول بارتكاب “جرائم حرب” لتزويدها إسرائيل بالوقود.
نبدأ الجولة من صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، والتي تحدثت عن تخزين حزب الله اللبناني للأسلحة الخطيرة خاصة الصواريخ ومنصات إطلاقها في أماكن تعرض حياة المدنيين للخطر، بحسب تحليل للمواقع الجغرافية رصد أماكن وجود هذه الأسلحة.
ونقلت الصحيفة عن المحلل الجغرافي بين تسيون مالكاليس، قوله إنه تم تحديد موقع إحدى القاذفات على مسافة 620 مترا من “قاعدة اليونيفيل (القوات الدولية في لبنان)”، وذلك في تحليل بعنوان “هكذا يعرض تخزين حزب الله للأسلحة المدنيين للخطر، بحسب خبير تحديد المواقع الجغرافية”، للكاتب أوهاد مارلين.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، يوم الثلاثاء، تدمير منصتين لإطلاق الصواريخ تابعتين لحزب الله في منطقتي المنصوري والطيبة في جنوب لبنان، وأنهما كانتا جاهزتين للاستخدام الفوري.
وذكرت الصحيفة أن تحديد الموقع، الذي تم اختياره لمنصات الإطلاق، يثير بعض الأسئلة الحرجة.
وقال ماكاليس، وهو محلل جغرافي مستقل وخبير تحديد المواقع الجغرافية، للصحيفة إنه وفقا لاستنتاجاته، اختار حزب الله “إخفاء أسلحته ومعداته بين السكان المدنيين”، مثلما تفعل “حماس في غزة”.
وأضاف أن “مستودع الأسلحة المدمر في سهل البقاع كان يقع أيضا في منطقة ريفية زراعية، مما أثر على الحقول والمنشآت المحيطة به”.
وأوضح أنه في يوليو/تموز الماضي، دمرت القوات الإسرائيلية مستودعاً آخر “بين المباني المدنية في صور”، وأُصيب عدة أشخاص بجروح طفيفة، مما يدل على “قرب هذه الأسلحة” من المدنيين، ويعرض القرى والبلدات المجاورة للخطر.
وزعمت الصحيفة الإسرائيلية أن مواطنين مسيحيين من قرية رميش في جنوب لبنان، “تحركوا ضد مسلحين” مشتبه بهم من حزب الله خططوا لاستخدام القرية كمنصة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، في أبريل/نيسان.
وذكرت أن بعضهم اتهموا الحزب، المدعوم من إيران، بوضع منصات إطلاق بالقرب من الكنائس والمدارس. وفي المقابل، أطلق آخرون حملة على الإنترنت تحت عنوان “رميش ترفض أن يتم استغلالها كمنصة للحرب!”
ونقلت الصحيفة عمن سمّته خبيرا في معرفة المواقع أن تحديد الموقع الجغرافي طريقة لإعطاء إحداثيات للأشياء والصور والأحداث والعناوين على الكرة الأرضية، وأن عمله يقوم على “التقاط الصور” من مستوى الأرض والجو، ومعظمها من الأحداث الجارية، وتحديد موقعها الجغرافي على الإحداثيات”.
والمفتاح الرئيسي في التوصل لأماكن الأسلحة ومنصات الصواريخ، هو “تجميع عناصر كافية من كل إطار لمقارنتها بصور الأقمار الصناعية لنفس المنطقة”.
“جرائم حرب جديدة”
أما صحيفة الغارديان البريطانية، فتناولت الأطراف المتورطة بشكل غير مباشر في الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة، وقالت إن تلك الأطراف قد تواجه اتهامات بارتكاب “جرائم حرب”.
وحذرت الصحيفة في تقرير بعنوان، “خبراء يحذرون من أن الدول التي تغذي حرب إسرائيل على غزة قد تكون متواطئة في جرائم حرب”، كتبه نينا لخاني وأجيت نيرانجان، من أن هناك بحثاً تتبع عشرات الشحنات من النفط والوقود التي كان من الممكن أن تساعد إسرائيل في حربها على غزة.
وبحسب البحث فإن الدبابات والطائرات والجرافات الإسرائيلية التي تقصف غزة وتدمر المنازل في الضفة الغربية المحتلة تغذيها أعدادٌ متزايدة من الدول التي وقعت على اتفاقيات الإبادة الجماعية وجنيف.
ودفع هذا خبراء قانونيين للقول إن هذا التعاون مع إسرائيل قد يورط هذه الدول في “ارتكاب جرائم خطيرة” ضد الشعب الفلسطيني.
وحصلت الصحيفة على بيانات تؤكد شحن أربع ناقلات تحمل وقود طائرات أمريكياً، يستخدم في المقام الأول للطائرات العسكرية، إلى إسرائيل منذ بدء قصفها الجوي لغزة في أكتوبر/تشرين الأول.
وتم رصد مغادرة ثلاث شحنات وقود طائرات من تكساس نحو إسرائيل، بعد صدور أمر محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني، بمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة. وأشار الحكم إلى مسؤولية الدول الموقعة على اتفاقية الإبادة الجماعية، بأن لديهم “مصلحة مشتركة في ضمان منع وقمع ومعاقبة من يتورط في الإبادة الجماعية”.
وبشكل عام، فإن 80 في المئة من وقود الطائرات والديزل ومشتقات البترول التي نقلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل على مدى الأشهر التسعة الماضية، جاءت بعد الحكم الصادر في يناير/كانون الثاني، وفقا للبحث الجديد الذي كلفت به منظمة أويل تشانج إنترناشونال، غير الربحية وحصلت عليه الغارديان حصريا.
وقام الباحثون بتحليل سجلات الشحن والصور الفضائية وغيرها من بيانات الصناعة مفتوحة المصدر لتتبع 65 شحنة من النفط والوقود إلى إسرائيل بين 21 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي وحتى 12 يوليو/تموز.
وتشير البيانات إلى أن بعض الدول، منها أذربيجان وكازاخستان والغابون ونيجيريا والبرازيل ومؤخرا جمهورية الكونغو وإيطاليا، زودت إسرائيل بحوالي 4.1 مليون طن من النفط الخام، ونصف هذه الكمية تم شحنها بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية.
وتعتمد إسرائيل بشكل كبير على واردات النفط الخام والبترول المكرر لتشغيل أسطولها الضخم من الطائرات المقاتلة والدبابات والمركبات العسكرية الأخرى والعمليات، فضلاً عن “الجرافات المتورطة في تطهير المنازل الفلسطينية وبساتين الزيتون لإفساح المجال للمستوطنات الإسرائيلية غير القانونية”، حسبما يقول التقرير.
وتعليقا على النتائج الجديدة، دعا خبراء الأمم المتحدة وغيرهم من خبراء القانون الدولي إلى فرض حظر على الطاقة لمنع المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني، والتحقيق في أي نفط ووقود يتم شحنه إلى إسرائيل تم استخدامه للمساعدة في أعمال الإبادة الجماعية المزعومة وغيرها من الجرائم الدولية الخطيرة.
وقالت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية المحتلة: “بعد حكم محكمة العدل الدولية الصادر في 26 يناير/كانون الثاني، لا يمكن للدول أن تدعي أنها لم تكن تعلم ما كانت تخاطر بالمشاركة فيه”، مضيفة أنه بموجب القانون الدولي، فإن الدول ملزمة بمنع الإبادة الجماعية واحترام وضمان احترام اتفاقيات جنيف.
وأضافت ألبانيز للغارديان، “أوصيت بتعليق توريد الأسلحة والنفط إلى إسرائيل إلى أن يتوقف الهجوم الحالي على غزة. وكما هي الحال مع كل العقوبات، فإن هذا قد يأتي بثمن، ولكن هذه هي الوظيفة الرادعة التي ينبغي للعقوبات أن تؤديها أيضاً”.
هل فوّض السّنوار أمر التّفاوض إلى إيران؟
وفي صحيفة النهار العربي اللبنانية، تساءل الكاتب عبدالوهاب بدرخان، عن حقيقة تفويض يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الجديد، أمر التفاوض مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة إلى إيران.
وقال بدرخان في مقاله، إن الولايات المتحدة تريد “اتفاقا بين إسرائيل وحماس” الآن، حتى من دون إنهاء حرب غزة، مشيرا إلى تسريبات تشير إلى تطابق التوجهات والتقديرات بين الإدارة الأمريكية والمؤسسة الأمنية (لا السياسية) الإسرائيلية، ومنها مثلا أن العمليات العسكرية في غزّة “انتهت”، وأن الطريقة الوحيدة لاستعادة الرهائن “أحياء” هي التفاوض.
وأضاف أن الولايات المتحدة ضاعفت ترسانتها العسكرية وجنّدت الحلفاء والأصدقاء وقلّصت إلى حدٍّ كبير احتمالات الانتقال إلى حرب “كبرى” أو “شاملة” أو “إقليمية”، وطرحت البديل: وقف إطلاق النار وصفقة تبادل للرهائن. وبذلك وُضعت إيران، أمام خيار المواجهة مع “تحالف غربي للدفاع عن إسرائيل”، أو القبول بتسوية تتمثّل بمفاوضات الهدنة وتجاوز الانتقام لاغتيال هنيّة وانتهاك سيادتها.
وبعدما قالت طهران إنها تقبل ما تقبل به “حماس” فإذا بـ”حماس” تختار (ربما بطلب إيراني) ألا تشارك، وبالتالي يكون يحيى السنوار قد فوّض أمر التفاوض إلى إيران وسيقبل ما تقبل به. ويضع هذا التفويض غير المعلن إيران افتراضياً على الطاولة، حسبما يرى الكاتب.