حرية – (25/8/2024)
عبد المنعم سعيد
أصعب ما يوجه لى من أسئلة فى الشأن العام الداخلى والخارجى هو الذى يتعلق بنهاية أمر زاد ألمه وطال زمنه فوق ما يمكن تحمله. أسئلة من نوعية متى تنتهى حرب غزة؟ وما هى نهاية حالة عدم الاستقرار والفوضى فى المنطقة والعالم؟ولماذا يستمر الغلاء إلى ما لا نهاية؟ وإلى متى يستمر المجتمع الدولى فى تجاهل آلام البشر من الفقر والحاجة؟ هذه النوعية من الأسئلة تفترض أولا أن الوطن والمنطقة والبشرية تعيش حالة استثنائية لا كان لها قبل ولا تاريخ. وثانيا أن سائل السؤال بريء من القضية براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وثالثا أن هناك مؤامرة وراء ما يجرى، ونهايتها تكون بفض أسرارها المستحيلة. ورابعا أنه رغم نهاية عصر المعجزات فربما لا تزال هناك معجزة حتى تكون النهاية سعيدة، وفى الأفلام يتزوج البطل والبطلة فتكون السعادة قائمة. وخامسا أن إجابة هذه الأسئلة ممكنة إذا ما تغير الإنسان من الشر إلى الخير، والمناخ من الاحتباس الحرارى إلى نسمات لا تتغير فى انتعاشها؛ وإذا كان ذلك كذلك فإن «المجتمع الدولي» سوف يقيم السلام، والأغنياء سوف يقدمون للفقراء ما ينقذ وربما ما يسعد.
ما يبدو على وجه السائل أن لديه جواباً جاهزًا؛ الدولة مسئولة عن كل شيء فى الداخل؛ وأمريكا عن كل أمر فى العالم؛ والحظ لا يأتى أبدا إلا للمحظوظين والذين إذا وجدوا فإنهم لن يسألوا هذه الأسئلة. وعلى الأغلب أن طارح التساؤلات ليس لديه صبر لمعرفة الأسباب الجذرية للتضخم، مثل ضعف المنافسة التى تتسبب فى زيادة الأسعار؛ ولن يكون على استعداد للتوقف عن التدخين الذى يمثل ثلث دخل الفرد الحائر فى حالة الفقر؛ وعلى الأغلب فإنه لن يصدق أن ما يشاهده من حروب عرفها العالم كلها من قبل، سواء فى حرب عالمية أو فيتنام أو الجزائر، ورغم ذلك فإن سكان العالم بلغوا رغم كل الحروب ثمانية مليارات نسمة !