حرية – (27/8/2024)
أخيرا.. أصبحت الأهرامات الشفافة الضخمة التي تنزلق على جانبي متحف “غوغنهايم” في أبوظبي مرئية للمارة الذين يسافرون بسرعة عبر طريق المدينة السريع. من المقرر أن يكون حجمها حوالي 12 ضعف حجم نظيرتها في نيويورك.
بالقرب من ذلك، توجد هياكل معدنية شاهقة تشبه أجنحة الصقر فوق سقف متحف زايد الوطني الجديد، على بعد أميال فقط من متحف التاريخ الطبيعي القادم وفرع متحف اللوفر الذي افتتح في عام 2017.
من حولنا وفي كل مكان، تظهر علامات متزايدة على طفرة بناء ضخمة تغير وجه هذه الإمارة (أبوظبي) الهادئة والغنية بالنفط، والتي تمتلك تحت رمالها حوالي 6 بالمئة من احتياطيات النفط الخام العالمية، كما أنها تتحكم في 1.5 تريليون دولار من الاستثمارات والثروات في صناديقها السيادية، بحسب وكالة بلومبرغ.
وكانت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي قد أعلنت في مارس الماضي، عن استكمال 65 بالمئة من الأعمال التطويرية والإنشائية لمتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي “غوغنهايم” الذي سيكون الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط عند اكتمال أعماله الإنشائية بنهاية عام 2025 في المنطقة الثقافية في السعديات.
يمتد المتحف على مساحة 35 ألف متر مربع، ويأخذ زوّاره في رحلة عبر الزمن لـ 13.8 مليار عام من تطوُّر عالمنا، ما يتيح لهم التعرُّف على نشأة الكون ومستقبل الأرض.
تنتشر الحدائق الترفيهية الشاسعة والفنادق الخمس نجوم والمنازل الفاخرة والمجمعات الرياضية وأبراج المكاتب الراقية بسرعة فائقة في أبوظبي مع إنفاق الحكومة مليارات الدولارات لتنويع الاقتصاد وتلبية احتياجات الشركات المالية العالمية العملاقة مثل شركة بريفان هوارد لإدارة الأصول وشركة كيركوسوالد لإدارة الأصول التابعة لجريج كوفي، اللتين أنشأتا مكاتب ومقرات لهم في أبوظبي.
ويعد متحف غوغنهايم جزءاً من حملة تزيد عن أكثر من 10 مليارات دولار لتعزيز السياحة والنشاط الثقافي في عاصمة الإمارات العربية المتحدة. وفي الوقت نفسه، تضخ أبوظبي مليارات أخرى في بناء مشاريع سكنية مترامية الأطراف لجذب المغتربين الأثرياء للعيش والعمل في الإمارة. ويقبل المشترون الأثرياء من المملكة المتحدة والهند وإسبانيا وغيرها على شراء الفلل المطلة على البحر والتي تكلف ملايين الدولارات.
ويستعرض المتحف تاريخ الحياة على كوكب الأرض، ليسلِّط الضوء على الأصناف الطبيعية المحلية من الحيوانات والنباتات، إضافة إلى التاريخ الجيولوجي للمنطقة.
وتروي بعض المقتنيات والقطع الأثرية المهمّة بعضاً من أهم القصص عن عالمنا الطبيعي، التي ستُقدَّم للجمهور من خلال عروض غامرة، مبنية على أساس البحث والتحليل العلمي.
ويشرف على انتقاء مقتنيات متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي فريق متخصِّص، بالتعاون مع أبرز العلماء وخبراء التاريخ الطبيعي على مستوى العالم.
وسيُشكِّل متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي مؤسَّسةً للتعليم والأبحاث تسهم في دعم المعرفة العلمية، وتوفِّر مركزاً فكرياً للابتكار المستقبلي والتكنولوجيا الناشئة. ومن المقرَّر تخصيص أحد المرافق للأبحاث والدراسات العلمية المبتكرة في علم الحيوان وعلم الأحافير وعلم الأحياء البحرية، إضافة إلى أبحاث علم الأحياء الجزيئي (الحمض النووي والبروتيوميات) وعلوم الأرض.
وينضمُّ المتحف الجديد إلى المتاحف والمؤسَّسات الثقافية التي تحتضنها المنطقة الثقافية في السعديات، والتي تضمُّ متحف اللوفر أبوظبي، ومن المقرَّر أن تضمَّ قريباً متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومتحف غوغنهايم أبوظبي، الذي يركِّز على الفن العالمي الحديث والمعاصر، وبيت العائلة الإبراهيمية، الذي يضمُّ مسجداً وكنيسة وكنيساً يهودياً ضمن مجمّع متكامل، وهو منارة ثقافية ومعمارية تعكس التعايش الإنساني بين الأديان السماوية الثلاثة، وتيم لاب فينومينا أبوظبي، حيث تمتزج الهندسة المعمارية الفريدة مع أحدث التقنيات لتشكِّل مساحة لالتقاء الفنون مع التكنولوجيا.