حرية – (28/8/2024)
أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج يعتزمان إجراء مكالمة هاتفية خلال الأسابيع المقبلة، وذلك بعد مناقشات وصفت بـ”الموضوعية والبناءة” في بكين بين مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية الصيني وانج يي، الذي انتقد نهج واشنطن تجاه تايوان، والرسوم الجمركية التي تستهدف شركات صناعة الرقائق الصينية.
واتفق وانج وسوليفان خلال المحادثات التي استمرت من الثلاثاء إلى الخميس، على “إجراء مكالمة هاتفية بين قادة الجيشين في المستقبل القريب”، بحسب ما ذكره البيت الأبيض في بيان.
واعتبر البيان، أن “الاجتماع جزء من الجهود الجارية للحفاظ على قنوات الاتصال وإدارة العلاقة بين الولايات المتحدة والصين بشكل مسؤول، كما ناقشها بايدن وشي في قمة وودسايد (في ولاية كاليفورنيا) في نوفمبر 2023”.
ووصف البيت الأبيض المناقشات بين وانج وسوليفان، بأنها “صريحة وموضوعية وبناءة حول مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية”.
ورحّب الجانبان بـ”الجهود الجارية للحفاظ على خطوط الاتصال المفتوحة، بما في ذلك التخطيط لمكالمة على مستوى القادة خلال الأسابيع المقبلة”، مشددين على “أهمية الاتصالات العسكرية المنتظمة المستمرة”، كما خططا لـ”عقد اتصال هاتفي مع قادة الجيشين في المستقبل القريب”، بحسب البيان الأميركي.
ووفقاً لوكالة “شينخوا” الصينية، اتفق وانج وسوليفان على الترتيبات اللازمة لإجراء مكالمة فيديو بين قادة مسارح العمليات في الجيشين الصيني والأميركي، ولعقد الجولة الثانية من الحوار بين حكومتي البلدين بشأن الذكاء الاصطناعي، في التوقيت المناسب.
وأوضح سوليفان، أن “الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع استخدام التقنيات الأميركية المتقدمة من قبل الصين، ما يقوض أمننا القومي”، معرباً عن مخاوف بلاده بشأن “سياسات التجارة غير العادلة، والممارسات الاقتصادية غير السوقية للصين”، وفق وصفه.
واعتبر المسؤول الأميركي، أن “حل قضايا المواطنين الأميركيين المحتجزين ظلماً أو الخاضعين لحظر الخروج في الصين يظل أولوية قصوى”، مؤكداً “التزام الولايات المتحدة الطويل الأمد بحقوق الإنسان، والحريات الأساسية”.
تايوان والرسوم الجمركية
كما شدّد سوليفان على “أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”، مشيراً إلى “المخاوف بشأن دعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، وتأثيرها على الأمن الأوروبي والأمن عبر الأطلسي”.
وأكد مستشار الأمن القومي، “التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”، معرباً عن قلقه “إزاء الإجراءات المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها الصين ضد العمليات البحرية الفلبينية القانونية في بحر الصين الجنوبي”.
ولدى مانيلا وواشنطن معاهدة دفاع مشترك، كما تعهدت الولايات المتحدة بمساعدة الفلبين ضد الهجمات على سفنها وجنودها في بحر الصين الجنوبي.
من جهته، دعا وانج الولايات المتحدة إلى “عدم التهرب من مسؤوليتها تجاه الجانب الصيني، فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا، وفرض عقوبات أحادية الجانب غير قانونية دون تمييز”.
وأعرب وانج عن استياء بكين من الرسوم الجمركية الأميركية على مجموعة من السلع المصنعة وقيود التصدير التي تستهدف شركات صناعة الرقائق الصينية، وحضّ على “عدم تقويض السيادة الصينية بحجة المعاهدات الثنائية، وعدم التغاضي عن أعمال الفلبين المخالفة في بحر الصين الجنوبي”.
وتطرّق وزير الخارجية الصيني إلى تايوان، قائلاً إنها “تنتمي إلى الصين، وستتم إعادة توحيد تايوان”، معتبراً أن “استقلال تايوان هو الخطر الأكبر على السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.
وشدّد على ضرورة أن “تضع الولايات المتحدة التزامها بعدم دعم استقلال تايوان موضع التنفيذ، ووقف تسليح تايوان ودعم إعادة توحيد الصين سلمياً”.
وأشار البيت الأبيض، إلى أن الجانبين ناقشا المخاوف المشتركة بشأن كوريا الشمالية وبورما والشرق الأوسط، كما شددا على “أهمية هذه القناة الاستراتيجية للاتصال على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية”، والتزما بـ”الحفاظ على الدبلوماسية رفيعة المستوى، والمشاورات على مستوى العمل على أساس مستمر”.
جاءت هذه التصريحات في أعقاب اليوم الثاني من المحادثات بين سوليفان ووانج ومسؤولين آخرين، بهدف تهدئة التوترات بين القوتين العظميين قبل الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل.
ومن المقرر أن يجتمع مع مسؤولين صينيين آخرين خلال المحادثات المقررة من اليوم الثلاثاء حتى يوم الخميس، بشأن قضايا خلافية بين البلدين من بينها الأوضاع في الشرق الأوسط وأوكرانيا وادعاءات الصين بالسيادة على تايوان وبحر الصين الجنوبي، فضلاً عن العلاقات التجارية بينهما.
ويسعى سوليفان إلى ترقية المحادثات المباشرة بين القوات العسكرية الأميركية والصينية إلى مستوى القيادة، وهي خطوة تأمل واشنطن في أن تساعد في منع نشوب صراع في مناطق معينة مثل مضيق تايوان.
ويراقب الجانبان أيضاً بحذر احتمال تحول حرب غزة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقاً، بحسب وكالة “رويترز”.