حرية ـ (2/9/2024)
قالت اليونان في رسالة وزعتها وكالة تابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة، إن تسرباً نفطياً محتملاً بطول 2.2 ميل بحري رُصد في منطقة مطابقة لموقع الناقلة “سونيون” في البحر الأحمر.
وأضافت اليونان أن هذه المعلومة مستندة إلى صورة التقطتها الأقمار الصناعية مساء أمس الخميس وحصلت عليها وكالة السلامة البحرية الأوروبية.
وذكرت اليونان في الرسالة التي تحمل تاريخ أمس ونُشرت اليوم، “موقع التسرب النفطي يتطابق مع موقع السفينة”.
وأضافت، “في ضوء الظروف المذكورة فإن حال الناقلة… تمثل خطراً بيئياً جسيماً على البيئة البحرية في البحر الأحمر”.
وقالت اليونان في الرسالة إنها “تحث جميع الدول وجميع الجهات المعنية الفاعلة على المساعدة في منع المخاطر البيئية وحل الوضع في أسرع وقت ممكن”.
عملية الإنقاذ معقدة
في الأثناء، ذكر مصدران مطلعان لوكالة رويترز” اليوم الجمعة أن عملية إنقاذ ناقلة النفط المسجلة في اليونان والعالقة في البحر الأحمر منذ هجوم شنه عليها المسلحون الحوثيون من المتوقع أن تبدأ في الأيام القليلة المقبلة.
وقال أحدهما “ما تقرر أمس هو خطة أولية للعملية المتوقع إطلاقها في غضون 48 ساعة”. وذكر المصدر الآخر أن العملية من المرجح أن تكون معقدة لأن الحوثيين زرعوا متفجرات على متن الناقلة.
وشنت جماعة الحوثي اليمينة هجمات عدة وقاموا بتفخيخ الناقلة “سونيون” المعطلة بالفعل والتي يبلغ طولها 274.2 متر وتحمل ما يقارب مليون برميل من النفط.
وقالت الجماعة المتحالفة مع إيران الأربعاء إنها ستسمح لطواقم الإنقاذ بسحب السفينة المشتعلة منذ الـ23 من أغسطس (آب) إلى منطقة آمنة. وأوضح المصدران أن أولوية العملية، سواء سحب السفينة إلى ميناء أو ترتيب نقل حمولتها، تعتمد على فحص حالتها.
وقال أحد المصدرين “ليست مهمة سهلة أن يتم نقل شحنة النفط إلى سفينة أخرى، بينما هناك متفجرات على متن (الناقلة). في كل الأحوال سفن ‘أسبيدس’ (مهمة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي) ستحمي السفينة وترافقها إلى ميناء آمن”.
وقال متحدث باسم الشركة المشغلة للناقلة ومقرها أثينا “دلتا تانكرز تبذل كل ما في وسعها لنقل السفينة (والشحنة). ولأسباب أمنية، لسنا في وضع يسمح لنا بالتعليق أكثر”.
وتضاربت الروايات في الأيام القليلة الماضية حول ما إذا كانت حمولة “سونيون” قد بدأت تتسرب. وأكد فريق “أسبيدس” عدم وجود تسريب، بينما تراجعت الولايات المتحدة عن تعليقات أولية وقالت إن التسرب لم يكن من الشحنة، بل من السفينة نفسها وفي المكان الذي تعرضت فيه للاستهداف. وفي حالة حدوث تسريب فمن المحتمل أن تكون الواقعة من بين أكبر حوادث التسرب المسجلة من السفن.
وقال مصدر في قطع الشحن “وافق الحوثيون على السماح بسحبها لأن أية كارثة بيئية ستؤثر في منطقتهم في نهاية المطاف”.
النيران مشتعلة
وأمس الخميس، قالت مهمة الاتحاد الأوروبي بالبحر الأحمر (أسبيدس)، إنه لم يتم رصد أي تسرب نفطي من ناقلة متضررة ترفع علم اليونان بينما بدأت عمليات الإنقاذ في وقت لا تزال فيه النيران مشتعلة على سطح السفينة بعد هجمات للحوثيين.
وتعليقا على سماح الحوثي بإنقاذ السفينة تحت ضغوط، قال الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات الصناعية “فيسبوتشي ماريتايم”، لارس ينسن، على موقع “لينكد إن”، “يبدو، في الأقل في الوقت الحالي أنه تم إحكام العقل”.
وأغرق الحوثيون سفينتين خلال حملتهم المستمرة منذ 10 أشهر ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ.
وتأتي هذه الهجمات في ما تقول الجماعة إنه تضامناً مع الفلسطينيين في حرب غزة، ومن المرجح أن تستمر إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وتعهدت “أسبيدس” بـ”تسهيل أي عمليات” بالتنسيق مع السلطات الأوروبية والدول المجاورة لتجنب أزمة بيئية كارثية وإنقاذ الناقلة سونيون.
تضرر السفينة
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سابرينا سينغ الخميس إن براميل النفط الخام على متن الناقلة سونيون سليمة وإن بعض النفط تسرب من السفينة نفسها من الجزء الذي تعرض للاستهداف. وأضافت أن حرائق عدة لا تزال مشتعلة.
وجاء قرار الحوثيين بالسماح لفرق الإنقاذ بالوصول إلى الناقلة بعد أن عبرت دول عدة عن مخاوف إنسانية وبيئية. وقد تساعد هذه الخطوة في تجنب ما حذر منه الخبراء من تسرب لنحو 150 ألف طن من النفط الخام إلى البحر الأحمر، وهو ما سيكون له آثار كارثية.
وتسرب نفطي بهذا الحجم سيكون أكثر من نصف حجم أكبر تسرب مسجل على الإطلاق من سفينة، وهو ما حدث عام 1979 بعد تسرب 287 ألف طن من النفط من السفينة “أتلانتك إمبريس”، وفقاً لاتحاد أصحاب ناقلات النفط الدولي لمكافحة التلوث.
وعلى رغم توقف الهجمات موقتاً، فإن الأخطار التي تهدد أفراد الطاقم والسفن والبيئة بسبب هجمات الحوثيين لا تزال قائمة.
وقال ينسن “حتى لو أمكن قطر (سونيون) وتجنبنا كارثة بيئية فإن التهديد لم يختف”، مضيفاً أن هناك العشرات من ناقلات النفط وغيرها من السفن التجارية لا تزال تعمل في مناطق عالية الخطورة بالبحر الأحمر وخليج عدن.