حرية ـ (2/9/2024)
في الثاني من أيلول/ سبتمبر 2024 داخل محكمة في أفينيون، ظهر دومينيك (ب)، وهو رجل سبعيني (71 عاماً)، ذو شعر أبيض وملامح قوية مرتدياً قميصاً أسود وقائلاً “بيتي، كما تعلمون، هو السجن”. إنه الزوج والمتهم الرئيسي في قضية تخدير زوجته بمضادات القلق لمدة أكثر من 10 سنوات، ثم تقديمها للاغتصاب من قبل حوالي 72 شخصًا تم تجنيدهم عبر الإنترنت، علماً أن معظم هذه الوقائع تمّت في منزلهم في “مازان” في منطقة “فوكلوز” الفرنسية.
أما الضحية وهي جيزيل (ب) (72 عاماً) ذات الشعر الأحمر المموّج والنظارات الشمسية المستديرة، فوصلت إلى المحكمة محاطة بمحاميها وأطفالها الثلاثة، دون أن تنبس ببنت شفة.
وفقاً لمحاميها، فإنها “تعتزم مواجهة أنظار” 51 رجلاً، الذين تم إلقاء القبض عليهم بعد التعرف عليهم، تتراوح أعمارهم بين 26 و74 عاماً، من بينهم 18 في قفص الاتهام، والذين حكمت عليهم محكمة فوكلوز الجنائية بسبب وقائع يمكن أن تصل عقوبتها بالسجن لمدة 20 عاماً.
بعد حوالي نصف ساعة من اكتمال الحضور، أعلن رئيس المحكمة الجنائية روجر “أراتا “عن افتتاح هذه المحاكمة التي ستعقد نظريا حتى منتصف أو 20 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
بدأت الجلسة بالتحقق من هويات المتهمين، الذين يوجد 18 منهم قيد الحبس الاحتياطي، بينهم اثنان لتورطهما في قضايا أخرى.
وفي غرفة المحاكمة التي تسع لحوالي مائة شخص، بدأ المتهمون في تقديم هوياتهم محاطون بمحاميهم، وارتدى البعض منهم قناعًا مضادًا لفيروس كوفيد على وجوههم، والبعض الآخر نظارات شمسية.
قبل بدء المحاكمة، تظاهرت حوالي 15 امرأة من مجموعتين نسويتين”Les Amazones d’Avignon” و”Osez le feminisme 84″، أمام قاعة المحكمة هاتفين وهن يرتدين ملابس سوداء: “المغتصبون نراكم، والضحايا نصدّقكم”.
ورفعت النساء المتظاهرات لافتة من على جدار البلدة القديمة كُتب عليها: “الثورة ستكون نسوية”، بالإضافة إلى لافتاتٍ تحمل شعاراتٍ مثل “قولوا اغتصاب” و”عار على المغتصبين” و”أقصى عقوبة مطلوبة”.
في هذه القضية، تم، في المجمل، تسجيل 92 حادثة اغتصاب للزوجة على يد 72 رجلاً، وتمّ التعرف رسميًا على حوالي 50 شخصًا تجري محاكمتهم.
واعترف الزوج الجاني أنه في بعض الأمسيات كان يعطي زوجته مسكنات قوية للقلق دون علمها مثل مسكّن “تيمستا” في أغلب الأحيان. كما أنه أرّخ الوقائع الأولى في عام 2011، عندما كان الزوجان لا يزالان يعيشان في منطقة باريس، ثم استمرت حوادث الاغتصاب حتى خريف 2020، بعد أن انتقل الزوجان إلى مازان عام 2013، وكان الزوج يصوّر عمليات الاغتصاب بالفيديو، مما ساعد على التعرف على المتّهمين الماثلين حاليا في قفص الاتهام.