حرية ـ (3/9/2024)
قال مسؤولان إن شخصين، من بينهما طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، قتلا في هجمات روسية على منطقة زابوريجيا في جنوب شرقي أوكرانيا، كما لقي شخص ثالث حتفه في هجوم صاروخي على مدينة دنيبرو بوسط البلاد.
إسقاط 27 طائرة مسيرة
في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 27 من أصل 35 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال هجوم الليلة الماضية.
وأضافت القوات الجوية، في بيان على تطبيق “تيليغرام”، أن القوات الروسية استخدمت ثلاثة صواريخ باليستية وصاروخاً موجهاً في الهجوم.
أكبر تقدم
في هذا الوقت، حققت القوات الروسية في أغسطس (آب) الماضي أكبر تقدم شهري لها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022 في أوكرانيا بسيطرتها على 477 كيلومتراً مربعاً، وفق بيانات نشرها معهد دراسة الحرب وحللتها وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته حقق الجيش الأوكراني تقدماً سريعاً في مطلع أغسطس في روسيا في منطقة كورسك على مساحة تزيد على 1100 كيلومتر مربع في أسبوعين وعلى بعد أقل من 35 كيلومتراً من العاصمة الإقليمية، إلا أن هذه الجبهة بدأت تشهد جموداً تدريجاً مع تقدم يتراوح ما بين 1150 و1300 كيلومتر مربع خلال الـ15 يوماً الماضية.
وفي أغسطس أحرزت القوات الروسية تقدماً في أوكرانيا يزيد معدله على 15 كيلومتراً مربعاً في اليوم معظمه في منطقة دونيتسك، وتم تحقيق معظم هذه المكاسب باتجاه المحور اللوجيستي المهم لكييف في مدينة بوكروفسك، والتي بات الجيش الروسي على بعد أقل من سبعة كيلومترات منها مساء الأحد.
وتعود المرة الأخيرة التي استولت فيها موسكو على هذا القدر من الأراضي في شهر واحد إلى أكتوبر 2022 حين ردت على الهجوم الأوكراني المضاد حول خاركيف (شمال شرق) عندما كان خط المواجهة أكثر تقلباً من الآن.
ومنذ بداية 2024 استأنفت موسكو تقدمها في الأراضي الأوكرانية مع سيطرتها على 1730 كيلومتراً مربعاً إضافياً، ما يعادل أكثر بثلاثة أضعاف مكاسبها في عام 2023، والتي استعادتها أوكرانيا منذ ذلك الحين بفضل هجومها المضاد.
لكن في الأشهر الأخيرة تحاول القوات الأوكرانية جاهدة صد الهجوم على أراضيها، وتمكنت خلال 8 أيام من استعادة أراضٍ أكثر من تلك التي سيطر عليها الروس مع تقدم طفيف للغاية يبلغ بضعة كيلومترات مربعة.
وبحلول الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري باتت روسيا تسيطر على 66266 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية.
رجل يتفقد الأضرار في موقع تعرض لهجوم صاروخي في كييف
وبإضافة شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 والمناطق الشرقية الخاضعة بالفعل لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا قبل الهجوم فإن التقدم الذي أكدته موسكو أو طالبت به يمثل 18 في المئة من أراضي أوكرانيا في عام 2013.
هجمات بعيدة المدى
من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الإثنين إن أوكرانيا “أكثر تفاؤلاً” في شأن احتمالات الحصول على إذن من حلفائها الغربيين لتنفيذ هجمات بعيدة المدى على أهداف داخل روسيا.
وأضاف في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف في مدينة زابوريجيا بجنوب شرقي أوكرانيا، “في الوقت الحالي السماح فقط ليس كافياً أيضاً”.
ومضى زيلينسكي قائلاً إن على الحلفاء أن يوفروا الأسلحة لمثل هذه الهجمات.
زيلينسكي ورئيس الوزراء الهولندي ديك شوف في مدينة زابوريجيا
“قطاع الطرق”
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين بتقدم قواته في شرق أوكرانيا، معتبراً ذلك دليلاً على أن العملية العسكرية التي بدأتها كييف الشهر الماضي في منطقة كورسك الحدودية الروسية مصيرها الفشل.
وفي حين سعى الخطاب الروسي الرسمي إلى التقليل من شأن هذا الهجوم الأوكراني منذ بدئه أعلن بوتين أمس الإثنين أنه “سيتولى أمر” الجنود الأوكرانيين المنتظمين فيه.
وقال بوتين، “علينا تولي أمر قطاع الطرق هؤلاء الذين تسللوا إلى الأراضي الروسية في منطقة كورسك ويحاولون زعزعة استقرار الوضع في المناطق الحدودية بالمجمل”. وأضاف أن أوكرانيا تسعى إلى “وقف عملياتنا الهجومية في أجزاء رئيسة من منطقة دونباس. النتيجة معروفة. لم ينجحوا بوقف تقدمنا في دونباس”. وتابع، “النتيجة واضحة. نعم، يعاني الناس صعوبات خصوصاً في منطقة كورسك، لكن الهدف الرئيس الذي كان لدى العدو هو إيقاف هجومنا في دونباس، ولم يحققه”. وقال، “أنا متأكد من أن هذا الاستفزاز سيفشل”، في إشارة إلى العملية الأوكرانية في كورسك.
ويتقدم الجيش الروسي في شرق أوكرانيا منذ فشل الهجوم الأوكراني المضاد الكبير في صيف عام 2023 وسقوط مدينة أفدييفكا التي كانت بمثابة موقع حصين للجيش الأوكراني في فبراير (شباط) الماضي، وتسارع هذا التقدم بصورة ملحوظة في الأسابيع الأخيرة.
وتعلن القوات الروسية السيطرة على قرى جديدة بصورة شبه يومية، وهي حالياً على بعد أقل من 10 كيلومترات من مدينة بوكروفسك التي تعد محوراً لوجيستياً مهماً لكييف وتشكل هدفاً رئيساً لموسكو.
ويبدو أن رهان السلطات الأوكرانية خاسر، إذ هدفت من خلال الهجوم على كورسك إلى دفع روسيا لإعادة نشر قواتها في هذه المنطقة وثنيها عن هجومها المستمر في شرق أوكرانيا.
وأكد بوتين أن القوات الروسية تتقدم حالياً عدة كيلومترات مربعة خلال كل هجوم تشنه، بينما كانت تتقدم بضع مئات من الأمتار في السابق. وشدد على أن موسكو تحقق تقدماً “بوتيرة لم نشهدها منذ مدة طويلة” في دونباس.