حرية ـ (3/9/2024)
تستعد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لمواجهة الجمهوري دونالد ترمب في السباق الرئاسي الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهي تأمل بأن تجني ثمار انضمامها إلى ناد جامعي قبل أربعة عقود.
قالت العضوة في الجمعية الأخوية الجامعية التي انضمت إليها كامالا هاريس، تانيا باهام، أثناء حضورها المؤتمر الوطني الديمقراطي الأخير “أياً كان ما تحتاج إليه من جمعياتنا، سوف نساعدها في إنجازه”.
تنتشر الجمعيات الأخوية النسائية والذكورية في مختلف جامعات الولايات المتحدة بأسمائها ذات الحروف اليونانية، وعضوياتها الحصرية.
جمعية “ألفا كابا ألفا” التي انضمت إليها هاريس، وهي جمعية نسائية سوداء تاريخياً، توفر لحملتها اتصالاً مباشراً بشبكة تضم 360 ألف امرأة في جميع أنحاء البلاد، وعدد منهن متحمسات لرؤية واحدة منهن في البيت الأبيض.
كما يتابع الحزب “الديمقراطي” الأمر باهتمام لا سيما أن النساء والناخبين السود يعدون من الأساسيين في قاعدته الانتخابية.
وبينما تعد الجمعية الأخوية غير حزبية بذاتها، فإن عدداً من عضواتها مثل باهام، مستعدات للتحرك بصورة فردية وتحفيز شبكة علاقاتهن لجمع التبرعات وتسجيل الناخبين في انتخابات حاسمة.
وترى باهام وهي عاملة اجتماعية في لويزيانا “سنتأكد من أن الشباب والبالغين وكبار السن، يحصلون على فرصة للتسجيل ثم الذهاب إلى صناديق الاقتراع”.
انضمت كامالا هاريس إلى “ألفا كابا ألفا” في جامعة هوارد، وهي تاريخياً جامعة سوداء في واشنطن إذ تأسست الجمعية الأخوية عام 1908 فكانت أول جمعية من نوعها للجامعيات السود في الولايات المتحدة.
وعلى مدار العقود التالية، ظهرت جمعيات أخوية سوداء للرجال والنساء، مما وفر ملاذاً للطلبة الأميركيين من أصل أفريقي في ظل العنصرية ولتشكل قواعد لتنظيم حركة الحقوق المدنية.
ولدى “ألفا كابا ألفا” قسم للجامعيات وآخر للخريجات، وهذا يجعلها أكثر بكثير من مجرد جمعية طلابية.
بصفتها نائبة للرئيس، استضافت هاريس قادة الجمعيات الأخوية السوداء النسائية والرجالية في البيت الأبيض، وقبل أن تصير مرشحة الديمقراطيين للانتخابات، شاركت في مؤتمر الجمعية في تكساس في يوليو (تموز) الماضي.
وبعد أيام من انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي، شاركت في مؤتمر لجمعية نسائية سوداء أخرى، وهي “زيتا في فيتا” في إنديانا.
وكانت عضوات جمعية هوارد من بين المشاركين في الحملة التي جمعت 1.5 مليون دولار خلال مكالمة عبر منصة “زوم”. وتقود الرئيسة السابقة للجمعية غلنداغجلوفر، جهود التواصل مع الكليات السوداء لتأييد حملة هاريس.
وفي سابقة تاريخية، شكلت جمعية “ألفا كابا ألفا” لجنة عمل سياسية لجمع التبرعات للمرشحين السياسيين.
وأكدت مسؤولة مقاطعة في أيلينوي شاركت في مكالمة “زوم”، دونا ميلر، في حديث إلى صحيفة “شيكاغو صن تايمز”، “نحن مستعدات جميعنا للعمل، لقد شحذ ذلك همم الكثير من الناس من الشباب والكبار، من مختلف الأجيال، ومن مختلف الأعراق”.
وبينما توفر الجمعيات النسائية السوداء شبكة يمكن لكامالا هاريس الاستفادة منها، من الصعب قياس مدى تأثير ذلك للتحول إلى أصوات تصب لمصلحتها في الانتخابات الرئاسية.
فالجمعية الأخوية وعضواتها لزمن الصمت ورفضت الكثيرات منهن الحديث في شأن الانتخابات.
ويرى أكاديمي متخصص في العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، دانييل هوبكنز، “إن التعبئة من خلال الجمعيات النسائية لن تسبب ضرراً”.
لكنه قال إنه “يوجد عدد محدود من الناخبين في الولايات المتحدة بصورة عامة الذين يلتحقون بالجامعات التي تستغرق الدراسة فيها أربعة أعوام، والذين هم أعضاء في هذه الجمعيات”.
وعلى رغم أن الأميركيين من أصل أفريقي يشكلون غالبية ساحقة من الناخبين الديمقراطيين، فإنهم بدؤوا في الابتعاد عن الحزب في الأعوام الأخيرة لا سيما بين الناخبين الأصغر سناً وغير المنتظمين، وفق بحثه.
من جهتها، تقول الأستاذة المساعدة للتعليم العالي في جامعة سنترال فلوريدا والتي درست الناخبين السود، أماندا ويلكرسون، إن المنظمات مثل الجمعيات الأخوية للطالبات والطلبة السود هي “أجهزة خفية”، وغالباً ما يتم تجاهلها في استطلاعات الرأي أو وسائل الإعلام.
وأكدت أن أعضاءها وخريجيها على دراية جيدة بالحملات الانتخابية، وأن انتخابات عام 2024 ليست المرة الأولى لهم وقد نظموا أنفسهم خلال الانتخابات السابقة.
وتشير ويلكرسون إلى أن هاريس “هي أول مرشحة قادرة على الاستفادة من شبكات الدعم هذه” موضحة “لكنه ليس أمراً جديداً تماماً”.