حرية ـ (11/9/2024)
تواجهت كامالا هاريس ودونالد ترمب بشراسة بشأن الهجرة والإجهاض وإسرائيل والنهج السياسي، في مناظرتهما قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وكانت المناظرة الأولى بينهما أكثر حيوية من تلك التي جرت قبل شهرين في أتلانتا عندما كان الأداء الكارثي لجو بايدن من أبرز الأسباب التي دفعته بعد نحو الشهر للانسحاب من السباق ودعم هاريس لتحلّ بدلاً منه كمرشحة الحزب الديمقراطي.
وفي ما يأتي خمس نقاط رئيسية يمكن تلخيصها من المناظرة التي جرت في فيلادلفيا.
كانت القواعد التي وضعتها محطة “أي بي سي” التلفزيونية للمناظرة تهدف للحفاظ على آداب السلوك، لكن المرشحَين تشاجرا وقاطع كل منهما الآخر في بعض الأحيان، وبدا واضحاً أن هاريس التي استعدت جيداً، أثارت غضب منافسها بشأن قضايا عدة.
وهاجمت هاريس ترمب على خلفية سجله وأسلوبه المبالغ فيه و”مجموعة الأكاذيب” التي كثيراً ما يطلقها، وقالت بعبارات حادة إنها عملت مع بايدن على “تنظيف فوضى دونالد ترمب”.
واتهمت ترمب بأنه “يواجه وقتاً عصيباً جداً في تقبّل” خسارته في انتخابات 2020، وفي تعليقات أغضبت بوضوح الملياردير الجمهوري، سخرت منه بسبب مغادرة بعض المؤيدين تجمعاته الانتخابية مبكراً.
ورد ترمب قائلاً “مهلاً، أنا أتحدث الآن” عندما قاطعته هاريس ليسهب في الحديث عن سياسات الهجرة والاقتصاد “المجنونة” لإدارة بايدن.
وقلما نظر ترمب إلى هاريس عندما كانت تتحدث، وكثيراً ما كانت نائبة الرئيس تنظر باتجاه منافسها إما لتوجيه انتقاد أو لرفع حاجبيها تشكيكاً لدى تصريح ما لترمب.
كانت المواجهة الأولى بينهما حول حقوق الإنجاب، ومع إلغاء المحكمة العليا التي تضم ثلاثة قضاة معينين من ترمب الحماية الفيدرالية للإجهاض، سعى ترمب إلى تعديل موقفه من هذه المسألة.
وقال إنه نجح في إعادة قضية الإجهاض إلى كل ولاية لاتخاذ القرار الخاص بها بهذا الشأن.
وأضاف إن مسألة الإجهاض “أصبحت الآن رهناً بتصويت الناس، إنها ليست مرتبطة بالحكومة الفيدرالية، لقد أسديت خدمة عظيمة في القيام بذلك، لقد تطلب الأمر شجاعة للقيام بذلك”.
وكرر ادعاء كاذباً عن أن بعض الولايات تسمح بالإجهاض “ربما بعد الولادة” وهو إجراء غير قانوني على مستوى البلاد.
وردت عليه هاريس بينما كان يحدق إلى الأمام بوجه جامد “أهذا ما يريده الناس؟ نساء حوامل يرغبن في استكمال الحمل حتى نهايته، يجهضن ويُحرمن من الرعاية في غرفة الطوارئ لأن مقدمي الرعاية الصحية يخشون السجن والمرأة تنزف في سيارة في موقف السيارات؟”.
وكرر ترمب مزاعم تم تكذيبها حول قيام مهاجرين بأكل حيوانات أليفة عائدة لمواطنين أميركيين، وتصريحات بشأن سرقة انتخابات 2020 منه.
وخاض في نظرية مؤامرة تقول إن مهاجرين من هايتي في مدينة صغيرة بولاية أوهايو يسرقون حيوانات أليفة من أجل أكلها.
وقال بغضب “في سبرينغفيلد، المهاجرون يأكلون الكلاب، الأشخاص الوافدون يأكلون القطط، يأكلون الحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك، هذا ما يحدث في بلدنا”.
وعندما رد عليه المشرفون على المناظرة بالقول إن مسؤولي المدينة لم يجدوا أي دليل موثوق على مثل هذه الجرائم، أجاب أن “أشخاصاً على التلفزيون” قالوا ذلك.
ولم تأخذ السياسة الخارجية حيزاً مهماً من المناظرة على رغم أن كلاً منهما استغل الفرصة لمهاجمة الآخر بشأن الدبلوماسية وعرض رؤية مختلفة جذرياً للعالم.
ووصفت هاريس ترمب بأنه “ضعيف ومخطئ” في ما يتعلق بالأمن القومي، وأثارت استياءه عندما قالت إنه “أضحوكة” لزعماء العالم.
وحذرت من أن ترمب “سيسلّم” أوكرانيا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين “الدكتاتور الذي سيكون لقمة سائغة له”.
في المقابل اعتبر ترمب أن “إسرائيل ستزول” إذا ما أصبحت هاريس رئيسة للبلاد، مشدداً على أنها “”تكره إسرائيل، إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين”.
وكان البعض يخشى أن تتعثر هاريس تحت وطأة هجمات ترمب، لكن المرشحة الديمقراطية، عرضت حججها فيما وضعت منافسها في موقع الدفاع، وفق محللين.
وقال أستاذ السياسة بجامعة فيرجينيا لاري ساباتو إن “أداء ترمب كان رديئاً وفازت هاريس بسهولة”، مضيفاً أنها “انتقمت لخسارة بايدن في المناظرة الأولى”.
من ناحيته، قال الخبير الاستراتيجي الجمهوري ليام دونوفان إن “نائبة الرئيس نفذت استراتيجيتها على أكمل وجه، إذ تصدت لأسئلة المشرف على المناظرة وسددت ضربات إلى ترمب، وأثارت غضبه”.
ووصف الأستاذ بجامعة برينستن جوليان زيليزر المناظرة بأنها “دقة وتخطيط من جانب هاريس في مواجهة فوضى وغضب وتضليل” من جانب ترمب.