حرية ـ (14/9/2024)
تأتي زيارة ستارمر إلى الولايات المتحدة في وقت تضغط كييف للسماح لها باستخدام الأسلحة، وقد اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي الغرب بأنه “خائف” حتى من مساعدة أوكرانيا في إسقاط صواريخ يتم إطلاقها على أراضيها، خلافاً لما يفعله مع إسرائيل.
قال الرئيس الروسي السابق والمسؤول الأمني الكبير حالياً ديميتري ميدفيديف اليوم السبت إن بلاده بوسعها تدمير العاصمة الأوكرانية كييف بأسلحة غير نووية، رداً على استخدام أوكرانيا لصواريخ غربية بعيدة المدى.
وأضاف أن موسكو لديها بالفعل أسس رسمية لاستخدام أسلحة نووية منذ توغل أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، لكن يمكنها بدلاً من ذلك استخدام أسلحة تكنولوجية متطورة جديدة لديها لتحول كييف إلى “كتلة منصهرة عملاقة” عندما ينفد صبرها.
وأرجأ الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اتخاذ قرار في شأن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى تلقتها من الغرب ضد روسيا، وهي خطة دفعت موسكو إلى التهديد بأن ذلك قد يدفعها إلى مواجهة مع دول حلف شمال الأطلسي.
وقال ستارمر للصحافيين في البيت الأبيض إنه أجرى “نقاشاً واسعاً في شأن الاستراتيجية” مع بايدن، موضحاً أن هذا اللقاء “لم يكن اجتماعاً يتعلق بقدرات معينة”.
وقبل الاجتماع، قال مسؤولون إن ستارمر سيضغط على بايدن لدعم خطته لإرسال صواريخ “ستورم شادو” البريطانية إلى أوكرانيا لضرب العمق الروسي مع تزايد قلق الحلفاء في شأن الوضع في ساحة المعركة.
لكن زعيم حزب العمال أشار إلى أنه وبايدن سيناقشان الخطة الآن خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في الأسبوع ما بعد التالي “مع مجموعة أوسع”.
وبينما اجتمعا مع فريقيهما في البيت الأبيض، قلل بايدن من أهمية تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن السماح لأوكرانيا بإطلاق الأسلحة يعني أن الغرب “في حالة حرب” مع روسيا.
وقال بايدن في معرض تعليقه على التهديدات الأخيرة التي أطلقها بوتين في شأن خطر اندلاع حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “لا أفكر كثيراً في بوتين”.
وكان الرئيس الروسي قد حذر الخميس من أن سماح الغربيين لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بواسطة صواريخ بعيدة المدى، سيعني “انخراط دول حلف شمال الأطلسي في حرب مع روسيا”.
وندد البيت الأبيض الجمعة بتصريحات الرئيس الروسي، الذي اعتبر أن حلف شمال الأطلسي سيكون منخرطاً في حرب مع موسكو إذا سمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد أراض روسية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار في تصريح لصحافيين إن “ذاك النوع من الخطابات بالغ الخطورة”.
“بوتين لن ينتصر”
وعلى رغم تأكيد بايدن أنه “من الواضح أن بوتين لن ينتصر في هذه الحرب”، فإن الرئيس الأميركي متردد حيال السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأميركية لضرب أراض روسية.
ويعتقد مسؤولون أميركيون أن الفارق الذي ستحدثه الصواريخ سيكون محدوداً في ما يتصل بالعمليات العسكرية لأوكرانيا، إضافة إلى أن واشنطن تريد ضمان عدم نضوب مخزوناتها من هذه الصواريخ.
وذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن وستارمر عبرا خلال اجتماعهما عن القلق بخصوص إمداد إيران وكوريا الشمالية لروسيا بأسلحة قاتلة في حربها الدائرة مع أوكرانيا.
الحرب في غزة
وقال الزعيمان إنهما ناقشا أيضاً الحرب في غزة، إذ علقت بريطانيا تسليم أسلحة لإسرائيل على خلفية مخاوف من إمكانية استخدامها بما يؤدي إلى انتهاك القانون الإنساني الدولي.
وأحجمت الولايات المتحدة، الداعم العسكري والدبلوماسي الرئيس لإسرائيل، عن اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن وستارمر اتفقا على “التزامهما القوي” تجاه إسرائيل، لكنهما أكدا “الحاجة الملحة” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار و”حاجة إسرائيل إلى بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين” في غزة.
وكان البيت الأبيض قد قلل من احتمالات اتخاذ أي قرار فوري خلال محادثات بايدن وستارمر الذي يجري زيارته الثانية إلى الولايات المتحدة منذ توليه منصبه في يوليو (تموز).
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “لا أتوقع أن تفضي المناقشات إلى أي إعلان بارز، بالتأكيد ليس من جانبنا”.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حض الحلفاء الغربيين لكييف على بذل مزيد من الجهود لدعم بلاده.
زيلينسكي يتهم الغرب بـ”الخوف”
واتهم زيلينسكي الغرب بـ”الخوف” حتى من مساعدة أوكرانيا في إسقاط الصواريخ التي تنهال عليها، خلافاً لما يفعله مع إسرائيل.
وقال إنه سيجتمع مع بايدن “هذا الشهر” لعرض “خطة للنصر” في شأن كيفية إسدال الستار على عامين ونصف العام من الحرب مع روسيا.
وأبدت روسيا غضبها إزاء احتمال إمداد الغرب أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى.
وفي مؤشر إضافي يدل على تزايد التوترات، سحبت روسيا أوراق اعتماد ستة دبلوماسيين بريطانيين اتهمتهم بالتجسس، في خطوة وصفتها لندن بأنها مزاعم “لا أساس لها”.
وحذر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في مداخلة منفصلة من أن السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى سيغرق حلف شمال الأطلسي في “حرب مباشرة مع… قوة نووية”.
الانتخابات الأميركية
في الأثناء، تنتظر أوكرانيا وحلفاء الولايات المتحدة بفارغ الصبر نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تشهد حملتها تنافساً محتدماً، والتي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل وقد تقلب نتائجها سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا رأسا على عقب.
وتأتي محادثات الجمعة في وقت تشرف فيه ولاية بايدن على الانتهاء، بينما تشير الاستطلاعات إلى تنافس محتدم بين المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر.
وبدا دعم الرئيس الجمهوري السابق لكييف فاتراً. ونفى ستارمر أن يكون قلقاً في شأن فوز ترامب، قائلاً إن الحاجة إلى مساعدة أوكرانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة كانت ملحة.
طائرات من طراز “أف-35”
وسط هذه الأجواء، أعلنت الخارجية الأميركية أنها أعطت موافقتها على بيع أكثر من 30 طائرة مقاتلة من طراز “أف-35” إلى رومانيا العضو في حلف شمال الأطلسي، في صفقة تصل قيمتها إلى 7.2 مليار دولار.
ويغطي العقد الذي لا يزال يحتاج إلى مصادقة الكونغرس الأميركي شراء بوخارست 32 طائرة “أف-35 أي” من إنتاج شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية العملاقة في مجال الطيران والدفاع.
واعتبر بيان للخارجية الأميركية أن “هذه الصفقة المقترحة تدعم أهداف السياسة الخارجية وأهداف الأمن القومي للولايات المتحدة، من خلال تحسين أمن حليفة ضمن حلف شمال الأطلسي تعد قوة مهمة للاستقرار السياسي والاقتصادي في أوروبا”.
ويأتي الإعلان عن الصفقة في الوقت الذي يبدأ فيه طيارون أوكرانيون التدرب في مركز خاص في رومانيا هذا الأسبوع على قيادة طائرات “أف-16” الأميركية الصنع التي وافقت واشنطن على أن تستخدمها كييف لمواجهة القوات الروسية.