حرية ـ (16/9/2024)
ما بين المطالبة بتوسيع اتفاقيات أبراهام والتطبيع بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة على رأسها السعودية، وتسليط الضوء على معاناة أطفال غزة بسبب الحرب، والمخاوف من اتساع نطاق هذه الحرب، تباينت تقارير الصحف الإقليمية والدولية على ما يجري في الشرق الأوسط وما تشهده من تطورات لحرب غزة الدائرة منذ 11 شهرا.
تحدث مقال بصحيفة تايمز أوف إسرائيل عن طريق يمنح إسرائيل الفوز بالحرب التي تخوضها “على عدة جبهات” منذ 11 شهرا، مشيرا إلى أن توسيع اتفاقيات أبراهام وعقد سلام مع دول أخرى بالمنطقة سيحقق هذا الهدف.
وقال الكاتب الإسرائيلي هارلي ليبمان، إن إيران تعمل على “إفشال” هذه الخطوة، وأنها تخشى أن تصبح العلاقات بين إسرائيل والسعودية حتمية، لذلك “أمرت وكلاءها بمهاجمة” إسرائيل. والآن يجب على إسرائيل أن تعمل من أجل “سلام إقليمي أكثر استدامة”.
وأضاف أن مشاركة السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة ريما بنت بندر آل سعود، إلى جانب مسؤولين إسرائيليين، في قمة الحوار بين الشرق الأوسط وأمريكا في واشنطن العاصمة، كانت عرضا عاما نادرا لما قد يبدو عليه المستقبل عندما يتم توسيع اتفاقيات أبراهام.
وأوضح الكاتب أن العديد من الإسرائيليين، ينظرون إلى الصراع الجاري على أنه “مواجهة مباشرة” بين إسرائيل وإيران، مدعومة بوكلائها، لكن هناك حقيقة أخرى تقول إن لدى إسرائيل شركاء في المنطقة “ينتظرون الفرصة لتعميق العلاقات”.
ويرى ليبمان أنه على الرغم من “تأجيل التطبيع بين إسرائيل والسعودية، فإن البلدين لا يزالان يتقاسمان العديد من المصالح. ولابد أن يشكل هذا أولوية استراتيجية لإسرائيل تتمثل في عزل إيران وردعها من خلال توقيع معاهدة سلام مع السعودية”.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ركز الإسرائيليون فقط على مواجهة التهديدات الصادرة عن وكلاء إيران، حماس وحزب الله. وحدد مجلس الوزراء الإسرائيلي هدفين رئيسيين: العودة الآمنة لجميع الرهائن الإسرائيليين والقضاء على حماس باعتبارها تشكل تهديدا عسكريا. وفي حين أن هذه أهداف أمنية حاسمة، فإنها لا تعالج بشكل كامل الاحتياجات الاستراتيجية الأوسع لإسرائيل، حسب المقال.
إن ما تتطلبه إسرائيل حقا هو تعميق علاقاتها الإقليمية من خلال البنية الأمنية الناشئة وتعزيز العلاقات الاقتصادية القوية مع الدول العربية والإسلامية، يقول الكاتب.
وربط الكاتب بين هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول وبين محاولات إيران وقف التطبيع، وقال إن الهجوم جاء بعد أسبوعين من تصريح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في سبتمبر/أيلول 2023، وقال فيها إن إسرائيل “على أعتاب سلام تاريخي” مع السعودية. وقد ردد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هذا الشعور، حيث صرح بأن بلاده تقترب بثبات من تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال بعد مرور ما يقرب من عام، يبدو التطبيع الإسرائيلي السعودي و”كأنه خيال”. لكن “البناء” على اتفاقيات أبراهام لتعزيز العلاقات الاقتصادية والترابط العسكري بين الدول العربية، من شأنه أن “يعزز” التعاون الأمني بين الدول العربية وإسرائيل.
“الحرب سرقت مستقبلنا”
سلط تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على معاناة أطفال غزة وعدم حصولهم على التعليم المناسب بسبب الحرب الدائرة في القطاع.
وقالت الكاتبة بيثان ماكرنان، من القدس، في تقريرها بالصحيفة تحت عنوان “الحرب سرقت مستقبلنا: أطفال غزة يبدأون العام الدراسي الثاني دون تعليم”، إن هناك مبادرات صغيرة تحاول الحفاظ على بعض التعلم، لكن الموارد شحيحة ويتعرض العديد من الأطفال لخطر الموت.
وأضافت أن بعض المدارس تحولت إلى ملاجئ بعد نزوح حوالي مليونين ونصف مليون مواطن من منازلهم في غزة، كما أن 90 في المئة من مدارس القطاع البالغة 307 مدارس و 12 جامعة تضررت أو تعرضت لدمار كامل، بحسب مجموعة من جماعات المساعدة تقودها منظمة اليونسيف و”أنقذوا الأطفال”.
ورغم أن العام الدراسي الجديد بدأ الأسبوع الماضي، إلا أن الأطفال لم يتمكنوا من الذهاب إلى مدارسهم بسبب الأوضاع المتردية في جميع أرجاء القطاع.
وبسبب “الأوضاع المأساوية” وفقدان العديد من الأسر لموارد الدخل التي اعتمدوا عليها قبل الحرب، فقد اضطر العديد من الأطفال إلى التخلي عن “أحلام الدراسة” والعمل بأي شيء متاح سعيا لكسب الرزق.
ورصدت الكاتبة عدة إحصائيات عن وضع التعليم في قطاع غزة في ظل الحرب، منها حرمان ما يقرب من 625 ألف طفل من الالتحاق بالدراسة للعام الثاني على التوالي، فضلا عن مقتل وإصابة ما يقرب من 25 ألف طفل فلسطيني، طبقا لإحصائيات وزارة الصحة بالقطاع والتي تم التحقق منها بواسطة منظمة الصحة العالمية.
وختمت الكاتبة التقرير بالقول إنه في الوقت الحالي، ومع تعثر المحادثات التي تتم بوساطة دولية مرة أخرى، لا يبدو أن هناك أي فرصة لوقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد في استعادة الحياة الطبيعية. ولا يملك الكثير من أطفال غزة “خيارا سوى التشبث بالأمل” في أن تنتهي الحرب قريباً وأن يتمكنوا من العودة إلى حياة أكثر طبيعية.
“لبنان.. الأردن.. سوريا: إصلاح أم إفناء؟”
رصد مقال في صحيفة الشرق الأوسط، التي تصدر من لندن، للكاتب حازم صاغية “ثلاثة نماذج”، في منطقة المشرق العربي في التعامل مع الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة.
النموذج الأول، هو النموذج اللبناني، ويرى الكاتب أنه يتمثل في الاندراج المباشر في الحرب منذ يومها الثاني، ورفض كل حل سياسيّ لوقفها.
لكنه يشير إلى أن هذا الاندراج لم يترك أي أثر ملموس على “السلوك الحربي” الإسرائيلي، خصوصاً وقد “صعّد عدوانيّته” ووسع نطاقها من غزة إلى الضفّة الغربيّة.
أما النموذج الثاني بحسب الكاتب فهو النموذج الأردني، ويحاول في موازاة “دفاع سياسي ودبلوماسي” متواصل عن غزة والحقّ الفلسطينيّ، “تجنب” الاندراج في الحرب، مع ما يستدعيه ذلك من إلغاء لمعاهدة وادي عربة السلميّة.
أما النموذج الثالث والأخير هو النموذج السوري، إذ “يتصرّف” النظام السوري وكأن ما من حرب تحدث في غزّة أصلا، علماً بأنّ “الضربات الإسرائيليّة” داخل سوريّا نفسها، وهي باتت ممارسة مزمنة، شرعت مع الحرب الراهنة تتصاعد نوعيا، على حد تعبير الكاتب.
وأضاف الكاتب أنه وفق تقليد عريق أسسه اليساريون واستأنفه الإسلاميّون، فإن النظامين الأردني واللبناني، “ليسا عادلين وليسا وطنيّين”، وهما تقليدياً حليفان للغرب. وهذا ما يجعل زجهما في الصراع المفتوح مع إسرائيل بنداً في برنامج تحرري أشمل وأعرض.
أما في سوريا فالنظام، وفقا للقاموس الضمني نفسه، “وطني ومعادٍ للإمبريالية، وهو وريث تقليد عسكري وأمني صلب ومتواصل في مكافحة النفوذ الغربيّ وفي إحداث تغييرات اجتماعية لصالح الجماهير العريضة”.
واستطرد الكاتب قائلا إن هناك بالتأكيد “مآخذ جدية” كثيرة على النظامين اللبناني والأردني، “لكن أصحاب المآخذ الحربيّين لا يملكون في التعامل معها سوى التخلّص من البلدين نفسيهما عبر زجّهما في الحرب القاتلة”.
أما في سوريّا، حيث تولى النظام مهمة “التخلّص من سوريا”، بعد تجويفها المديد من داخلها، فقد أُنجزت المهمة، ولم تعد ثمة حاجة إلى زجها في حرب، وفق الكاتب.