حرية ـ (16/9/2024)
أعلن المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون اليوم الإثنين استقالته من المفوضية الأوروبية بمفعول فوري، مؤكداً أن رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين التي كان على خلاف معها طلبت من الرئيس إيمانويل ماكرون استبعاده.
وكتب بريتون في رسالة إلى فون دير لاين نشرت على منصة “إكس”، “أستقيل من منصبي كمفوض أوروبي بمفعول فوري”. وأضاف بريتون وهو مرشح رسمياً من ماكرون أن رئيسة المفوضية التي تشكل فريقها لولاية جديدة من خمس سنوات “طلبت من فرنسا سحب اسمه”. وقال، “قبل بضعة أيام، وفي المرحلة الأخيرة من المفاوضات في شأن تشكيلة المفوضية المقبلة، طلبتم من فرنسا سحب اسمي، لأسباب شخصية لم تناقشوها معي مباشرة بأية حال من الأحوال، واقترحتم كتسوية سياسية، حقيبة يعتقد أنها أكثر نفوذاً لفرنسا داخل المفوضية المقبلة”. وتابع، “هناك مرشح آخر ستقترحه عليكم فرنسا”.
وأكد المفوض الأوروبي للسوق الداخلية المستقيل أنه “خلال السنوات الخمس الماضية، بذلت قصارى جهدي للدفاع عن مصلحة أوروبا المشتركة بعيداً من المصالح الوطنية والحزبية. وهذا شرف لي”.
من جهته، اقترح الرئيس ماكرون اسم مرشح فرنسي جديد هو وزير الخارجية المستقيل ستيفان سيجورنيه، أحد المقربين منه، وهو نائب أوروبي سابق ورئيس سابق لكتلة تجديد أوروبا (رينيو) الوسطية. وشكر بريتون على عمله واصفا إياه بأنه “مفوض أوروبي مميز”.
وكانت العلاقات بين فون دير لاين وبريتون توترت منذ قاد المفوض الأوروبي في الربيع حركة احتجاج داخل المفوضية ضد أسلوب إدارة رئيسة المفوضية، والذي اعتبر أنه ليس جامعاً بما فيه الكفاية.
وفي يوليو (تموز) الماضي صوت النواب الأوروبيون خلال اقتراع سري في ستراسبورغ لمنح فون دير لاين ولاية ثانية مدتها خمسة أعوام بعدما حصلت على موافقة الدول الـ27 في يونيو (حزيران) الماضي. آنذاك، نالت المسؤولة الألمانية 401 صوت مؤيد (مقابل 284 صوتاً ضد وامتناع 15 عن التصويت و7 ورقات ملغاة)، مما يتجاوز الغالبية المطلقة التي كانت تحتاج إليها.
ووضعت رئيسة المفوضية الأوروبية في أعلى سلم أولوياتها تعزيز التنافسية والاستثمارات في الصناعات المهمة والدفاع، لكنها أيضاً حددت هدفاً مناخياً طموحاً يتمثل في خفض صاف لانبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 90 في المئة. ووعدت بخطة “صناعات نظيفة” لخفض فاتورة الطاقة و”خطة مساكن ميسورة الكلفة” للأسر المتواضعة الحال، مع تعيين مفوض يعنى بهذه المسألة للمرة الأولى.
وتدافع فون دير لاين منذ فترة طويلة عن “مفوضية جيوسياسية”، داعية في هذا الإطار إلى “أوروبا قوية” في مرحلة تتسم “بقلق وعدم يقين كبيرين”، وقالت “لن أسمح مطلقاً بأن يسود الاستقطاب الشديد في مجتمعاتنا، لن أقبل مطلقاً بأن يدمر المتطرفون أسلوب حياتنا الأوروبي”.