حرية ـ (21/9/2024)
لحق مايك وزارا تيندال صيحة الأهالي الذكية المتمثلة بتتبع أطفالهم باستخدام منتج شركة أبل “أيرتاغ” AirTag البالغ سعره 35 جنيهاً إسترلينياً (45 دولاراً). يظهر منتج أيرتاغ، الفضي اللون ذا مقاس 32 مم، معلقاً بسلسلة مفاتيح مربوطة بحزام سروال ابنتهما ميا البالغة 10 سنوات، في فيديو يصورها خلال عطلة نهاية الأسبوع في مضمار سباق الخيول في بورغلي في لينكولنشير.
أثار الموضوع جدلاً في دوائر الأهالي: هل يجب استخدام أيرتاغ أم لا؟ هل هو أمر صادم؟ هل يعتبر نوعاً من المراقبة؟ تصرفاً مبالغاً فيه؟ يمكنك أن تقول عني مهووسة، ولكن بالطبع سأستخدم أيرتاغ لتتبع أطفالي – كيف يمكنني المحافظة على سلامتهم بطريقة أخرى؟
تغير العصر كثيراً، ولم يعد بإمكان الأطفال الاستمتاع باللعب في الخارج بعيداً عن تطفل عيون الكبار. وعلى رغم أنني كنت أنظر بازدراء إلى الأهل الذين يستخدمون تطبيقات مشاركة الموقع المباشر مثل “لايف 360” Life360 للتجسس على أولادهم المراهقين، فإن الحقيقة هي أنني سأستخدم أيرتاغ لتتبع أطفالي إلى أن يبلغوا سن الـ18.
وبصفتي أماً، فإنني أقرب إلى كوني أماً متساهلة من كوني أماً متطفلة ومفرطة في جميع المجالات الأخرى ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بخروج الأطفال إلى الأماكن المزدحمة. لو ابتعدت ابنتاي (لولا، ثمان سنوات، وليبرتي، ست سنوات) أكثر من بضع أمتار عني في سوبر ماركت مزدحم، فإنني أدخل في حال من الذعر الشديد. دوماً تسيطر علي فكرة أن إحداهما “قد ضاعت إلى الأبد”، حتى لو أضعتها لبضع ثوانٍ فقط.
ولهذا السبب اشتريت مجموعة من أربع قطع أيرتاغ مقابل 119 جنيهاً إسترلينياً (160 دولاراً)، إلى جانب بعض حلقات المفاتيح باللون الزهري الفاتح والأزرق ولون التوت البري والأخضر – واحدة لكل ابنة، وواحدة احتياطية للكلب.
فقدت أطفالك في الطريق إلى عرض في “ويست إند” Westend [منطقة في لندن شهيرة بكثرة المسارح والعروض]، كما حدث معي خلال الأسبوع الماضي؟ فقط قم بالنقر على خاصية أيرتاغ وستظهر رسالة تحدد الموقع بدقة مصحوبة بسهم على شاشة الهاتف. وها قد وجدتها في ثوانٍ. أضع قطعة أيرتاغ الصغيرة في حقائبهن المدرسية بسهولة كما أضع وجبات طعامهن وملابسهن الرياضية، وهكذا يتتبع الجهاز لولا وليبرتي طوال اليوم.
عندما يذهب أطفالي في رحلات مدرسية إلى متحف العلوم أو إلى حدائق كيو Kew Gardens، لم أعد أخشى أن يضيعوا في مترو الأنفاق، أو أن يتم تركهم في محطة الحافلات. عندما يختفي أطفالي حين أذهب لإحضارهم من مواعيد اللعب مع أصدقائهم، أقول: “مرحباً سيري [المساعد الشخصي الذكي بأجهزة أبل]، اعثر على لولا”. إذا كانوا يختبئون في مكان قريب – تحت السرير أو في خزانة الملابس في الغرفة المجاورة – فما عليّ سوى اتباع الصوت لأجدهم.
هذا الصباح، نسيت من طريق الخطأ طفلة صديقتي عندما أخذت أختها الكبرى، وانطلقت بسيارة محملة بالأطفال لإيصالهم إلى المدرسة – هل تُركت في الحديقة أمام المنزل؟ كنت قلقة جداً.
قالت لي والدتها من مكتبها في العمل وهي هادئة جداً: “لا تقلقي يا عزيزتي، سأقوم بتفعيل أيرتاغ. نحتفظ بواحد في النعل الداخلي لحذائها”. بعد بضع ثوانٍ قالت بمرح: “إنها بخير في مطبخنا. المربية هناك”.
تم إطلاق أيرتاغ عام 2021 وتم تصميمه للمساعدة في العثور على أشياء مثل الهواتف والمفاتيح والحقائب، لكن الأهالي مثلي يستخدمونه بصورة متزايدة لتتبع أطفالهم الأصغر من أن يمتلكوا هواتف محمولة.
لقد فكرت في شراء هاتف باربي الزهري الجديد من إنتاج شركة “إتش إم دي” HMD (99.99 جنيه إسترليني) لأطفالي الذي يسمح فقط بإجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية مع وجود بعض الألعاب، حيث اعتقدت أنه من الأفضل لهم الاتصال بي بدلاً من أن أجدهم يتجولون ويطلبون المساعدة من الغرباء إذا ضلوا طريقهم. ولكن بعد تفكير طويل، قررت أن أستخدم أيرتاغ، ولم أنظر إلى الوراء بعدها.
هل هذا يعني تعويد الأطفال الشعور بعدم الأمان في العالم وانتهاك خصوصيتهم؟ ليس في حالتي. يشعر أطفالي بالأمان عندما يعلمون أنني أراقبهم عن كثب، وأنهم ليسوا في سن يسمح لهم بالخروج من دون إشراف الكبار. والحقيقة هي أنني أفضّل أن أكون حذرة على أن أكون نادمة.
هذا المنتج يعتبر تغيراً ثورياً، لا يوجد شيء أكثر طمأنينة من أن ينبهني هاتفي برسالة “تم ترك الجهاز”، يمكنني أن أتحرك للتجول في الملعب والتأكد من أن ابنتي لم تغادر الحديقة. هذا أفضل بكثير من اتصالهم بالهواتف الذكية أو وسائل التواصل الاجتماعي، وهو أمر أريد تجنبه بأي ثمن.
أعلم أنني لا أستطيع التحكم بما يحدث لأطفالي عندما لا أكون معهم – ولكن في الأقل أشعر براحة كبيرة لأن بإمكاني معرفة مكانهم بالضبط.