حرية ـ (22/9/2024)
تبادلت إسرائيل و”حزب الله” إطلاق النار الكثيف اليوم الأحد إذ نفذت طائرات حربية أعنف قصف منذ ما يقارب عاماً من الحرب على جنوب لبنان، في حين أطلقت الجماعة اللبنانية صواريخ على عمق شمال إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب نحو 290 هدفاً أمس السبت بما في ذلك آلاف من فوهات إطلاق الصواريخ التابعة لـ”حزب الله”. وأضاف أنه سيواصل ضرب مزيد من الأهداف.
وأغلقت إسرائيل المدارس وفرضت قيوداً على التجمعات في كثير من المناطق الشمالية وأمرت المستشفيات هناك بنقل عملياتها إلى مرافق تتمتع بحماية إضافية من نيران الصواريخ والقذائف. في المقابل، لم تصدر أية توجيهات حكومية من لبنان صباح اليوم.
وتصاعد الصراع بصورة حادة خلال الأسبوع الماضي، والذي اندلع في الأساس منذ أن فتح “حزب الله” جبهة ثانية أمام إسرائيل بعد أن شنت حرباً على “حماس” في قطاع غزة رداً على هجوم قادته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ضربات قوية
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إن إسرائيل وجهت ضربات لـ”حزب الله” في الأيام الماضية بطرق لم يكن يتصورها. وأضاف بحسب بيان صادر عن مكتبه، “إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، فأنا أعدكم أنه سيفهمها. إسرائيل مصممة على إعادة السكان إلى الشمال”.
مسعفون في مستشفى بحيفا ينقل مرضى من الطوابق العليا إلى منطقة وقوف السيارات تحت الأرض
البقاء في الملاجئ
ودوت صفارات الإنذار طوال الليل بعد إطلاق عديد من الصواريخ والقذائف من لبنان والعراق. وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت معظمها.
وتعرض عدد من المباني في إسرائيل للقصف بما في ذلك منزل تضرر بشدة قرب مدينة حيفا. وعالجت فرق الإنقاذ الجرحى، لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى، وصدرت تعليمات للسكان بالبقاء قرب الملاجئ والأماكن الآمنة.
وقال “حزب الله” على قناته عبر “تيليغرام”، “قامت المقاومة الإسلامية يوم الأحد باستهداف قاعدة ومطار رامات ديفيد بعشرات من الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2، وذلك رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مختلف المناطق اللبنانية”.
وتعد الهجمات الصاروخية على رامات ديفيد أعمق ضربات يعلن “حزب الله” المسؤولية عنها، منذ بدء الأعمال القتالية.
وقال مسؤول في الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق إنها شنت هجمات بصواريخ كروز وطائرات مسيرة متفجرة على إسرائيل فجر اليوم، في إطار “مرحلة جديدة في جبهة الإسناد” مع لبنان. وأضاف المسؤول أن “التصعيد في لبنان يعني تصعيداً من العراق”.
وفي شأن المخاوف من امتداد الصراع في غزة ولبنان إلى بقية أنحاء المنطقة، قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت في منشور على منصة “إكس”، “لا يوجد حل عسكري في شأنه أن يجعل أياً من الجانبين أكثر أماناً مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة”.
تصعيد الهجمات
جاء تصعيد الهجمات قبل مرور 48 ساعة على غارة جوية إسرائيلية استهدفت قادة في “حزب الله” أول من أمس الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم إن عدد القتلى جراء الغارة ارتفع إلى 45.
وقال “حزب الله” إن القياديين إبراهيم عقيل وأحمد وهبي من بين 16 من أعضائه سقطوا قتلى في الضربة التي تعد الأعنف خلال ما يقارب عاماً من الصراع مع إسرائيل.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن الضربة استهدفت اجتماعاً تحت الأرض ضم عقيل وقادة في قوة الرضوان، وهي وحدة لقوات النخبة في “حزب الله”، وأنه فكك بصورة تامة تقريباً تسلسل القيادة العسكرية للجماعة.
وقال مصدر أمني إن الهجوم دمر مبنى سكنياً متعدد الطوابق في الضاحية الجنوبية المكتظة وألحق أضراراً بروضة أطفال مجاورة. وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن من بين القتلى ثلاثة أطفال وسبع نساء.
تتصاعد أعمدة الدخان من موقع غارة إسرائيلية استهدفت قرية الخيام في جنوب لبنان
ويمثل الهجوم ضربة أخرى للجماعة بعد هجمات على مدى يومين الأسبوع الماضي بتفجير أجهزة اتصال لاسلكية تعرف باسم (بيجر) وأجهزة لاسلكية أخرى (ووكي توكي) يستخدمها أعضاؤها. وارتفع إجمال عدد القتلى في تلك الهجمات إلى 39 بينما تجاوز عدد الجرحى 3 آلاف.
ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي التي نفذت الهجمات بتفجير أجهزة الاتصال لكنها لم تؤكد أو تنف ضلوعها في الهجمات.
مرحلة جديدة
يقول “حزب الله” إنه سيواصل قتال إسرائيل حتى توافق على وقف إطلاق النار في حربها مع حركة “حماس” داخل قطاع غزة.
ويستبعد مسؤولون أميركيون التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قريباً. وتريد إسرائيل من “حزب الله” أن يوقف إطلاق النار ويسحب مقاتليه من المنطقة الحدودية التزاماً بقرار الأمم المتحدة لعام 2006، بغض النظر عن أي اتفاق في غزة.
وفي جنوب لبنان أمس، قال أشخاص إنهم سمعوا دوي انفجارات هائلة أضاءت سماء الليل وهزت الأرض بينما كانت إسرائيل تنفذ أحدث ضرباتها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على منصة “إكس”، “سيستمر تسلسل الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى نحقق هدفنا وهو العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”. وكان غالانت قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل تشن مرحلة جديدة من الحرب على الحدود الشمالية.
وتجاوز عدد القتلى في لبنان 750 قتيلاً منذ أكتوبر 2023 بعد مقتل 84 في الأقل الأسبوع الماضي. والاشتباكات الدائرة حالياً بين إسرائيل و”حزب الله” هي الأسوأ منذ أن خاض الطرفان حرباً عام 2006.
“كارثة وشيكة”
حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان اليوم من أن المنطقة تقترب من “كارثة وشيكة”، وسط ارتفاع حدة التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل، مشددة على أن الحل العسكري لن يفيد أي طرف.
وقالت المنسقة الأممية جينين هينيس بلاسخارت على منصة “إكس”، “مع اقتراب المنطقة من كارثة وشيكة، لا يمكن التشديد بما يكفي على أنه لا يوجد حل عسكري من شأنه أن يوفر الأمان لأي طرف”.
تعليمات للمستشفيات
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية اليوم إن تعليمات صدرت للمستشفيات في شمال إسرائيل بنقل عملياتها إلى منشآت تتمتع بحماية إضافية من نيران الصواريخ والقذائف. وأضافت الوزارة أن مستشفى رمبام في مدينة حيفا سينقل مرضاه إلى منشأته الآمنة تحت الأرض.