حرية ـ (29/9/2024)
ساد هدوء، اليوم الأحد، موقع الغارة الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، الجمعة، في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث سُوّيت أبنية عدة بالأرض، وفق ما أفاد مصور في «وكالة الصحافة الفرنسية».
ويعمل عدد قليل من الرجال بصمت في الحفرة الهائلة التي أحدثتها الضربة، في حين لا يزال الدخان يتصاعد منها مع أعمدة غبار رمادية.
ويجثو رجل على ركبتيه بين الأنقاض وهو يتلو آيات من القرآن إلى جانب زوجته الباكية.
وما زالت حصيلة الضربة غير دقيقة. وتحدثت السلطات اللبنانية عن عدد أوليّ بلغ ستة قتلى، في حين يتوقع أن يكون العدد الإجمالي للقتلى أعلى بكثير نظراً لحجم الدمار.
واستهدفت الضربة العنيفة المقر المركزي لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية، وفقاً لإسرائيل.
وقُتل نصر الله في الغارة، والقيادي العسكري في «حزب الله» علي كركي، ونائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان.
ولم يحدد «حزب الله»، الذي أكد مقتل أمينه العام، السبت، موعد تشييعه.
وفي سائر أنحاء الضاحية الجنوبية، التي تتعرض لقصف إسرائيلي منذ أيام، ساد هدوء غير مألوف، إذ عادةً ما تعجّ هذه المنطقة بالناس، وفق ما أفاد مصورو «وكالة الصحافة الفرنسية».
المتاجر مغلقة، والشوارع فارغة، في حين تنتشر مشاهد الدمار: أبنية مدمَّرة، وحطام سيارات متفحمة.
وفرّ الآلاف من سكان الضاحية الجنوبية على عجل، الجمعة، بعدما وجّهت إسرائيل تحذيرات داعية إلى إخلاء عدة أحياء.
وتوجهت عائلات بكاملها ليلاً إلى بيروت، على بُعد بضعة كيلومترات، وافترشت الشوارع والكورنيش.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، الأحد، أن عدد النازحين جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة على جنوب لبنان وشرقه، وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت، قد يكون وصل إلى «مليون شخص»، وعدَّ أن عملية النزوح هذه ربما هي «الأكبر» في البلاد.