حرية ـ (2/10/2024)
أعلنت وزارة الزراعة العراقية، إطلاق حملة تشجير غير مسبوقة في جميع المحافظات بهدف تقليص مساحات التصحر في البلاد، فضلاً عن ترطيب الأجواء وتعزيز الحزام الأخضر وتخفيف درجات الحرارة.
ويقول المتحدث باسم الوزارة، محمد الخزاعي، إن الحملة التي أطلقت هي ليست الأولى بل الثالثة، فقد كانت الأولى في آذار 2023، ثم حملة تشجير بغداد في 15 أيلول، وفي 1 تشرين الأول (أمس الثلاثاء)، تم إطلاق الحملة الخاصة بجميع المحافظات العراقية، ما يعكس اهتماماً غير مسبوق من قبل الحكومة للقطاع الزراعي وانعكاساته على المجالات البيئية والمناخية وحتى الصحية”.
ويشير الخزاعي خلال حديثه له، إلى أنه “في الحملة الأولى كان المطلوب زراعة 5 ملايين شجرة، لكن تمت زراعة 6.4 ملايين شجرة مختلفة الأنواع، ما يعكس وجود اندفاع لإنجاح مثل هكذا حملات”.
ويوضح، أن “العراق ودول العالم تشهد تغيرات مناخية وارتفاعاً في درجات الحرارة وشحة مائية انعكست على اتساع مناطق التصحر ما أدى إلى زيادة العواصف الغبارية والترابية، وجانب كبير من معالجتها يأتي عن طريق التشجير الذي أولته الحكومة اهتماماً كبيراً”.
ويدعو الخزاعي، “المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها وكذلك المواطنين إلى التفاعل والاهتمام بزراعة الأشجار حسب ما يناسب الأجواء والمناخ العراقي”.
بدورها، أعلنت أمانة بغداد، المباشرة بتنفيذ حملة التشجير الوطنية التي ستتضمن زراعة أكثر من 100 ألف شجرة على طول فترة الموسم الزراعي.
وشارك في هذه الحملة مع دوائر البلديات في بغداد، أكثر من 200 فريق تطوعي، بحسب رئيس فريق نخلة وطن، سعاد الجوهري، التي بينت ، أن فريقها “شارك بـ160 شجرة من نوعي (الأكاسيا والبيزيا)، والحملة مستمرة”.
أما في كربلاء، فقد بادرت جمعية نحالي كربلاء التخصصية إحدى الجمعيات التابعة للاتحاد الفرعي للجمعيات الفلاحية في كربلاء، بحملة شراء ألف شتلة كالبتوز و 150 شتلة نوع (فرشة البطل)، وفق رئيس الجمعية، علي المرشدي.
ويبين المرشدي، أن “الغاية من هذه الحملة التطوعية نشر الأشجار الرحيقية لما فيها من منفعة لحشرة النحل، وكذلك نشر ثقافة التشجير والتشجيع على توسيع المناطق الخضراء، لما فيها من فائدة بيئية وتنقية الأجواء”.
ويلفت إلى أن “الأولوية لزراعة الشتلات ستكون لزراعة حدائق وساحات المدارس، وكذلك دور المواطنين وأراضي النحالين الزراعية”.
وفي هذا السياق، يؤكد المتحدث باسم وزارة التربية، كريم السيد، أن “الوزارة لديها جهد كبير في حملات التشجير، من خلال المشاركة بالكثير من الأنشطة اللاصيفية سواء بتشجير المدن أو بإقامة المسابقات السنوية للتنافس بين المدارس على (أجمل حديقة مدرسية)”.
وتعد حملة التشجير التي أطلقت (أمس الثلاثاء)، هي واحدة من عدة حملات سوف تنطلق مع اعتدال الأجواء، وهي تأتي استجابة لتوجيه رئيس الوزراء بزراعة 5 ملايين شجرة، نظراً لما يعاني منه العراق من تغير مناخي وجفاف وصل ربما إلى 60 بالمائة، بحسب مرصد “العراق الأخضر”، (منظمة مدنية معنية بحماية البيئة).
وينوّه عمر عبد اللطيف، وهو عضو في المرصد، خلال حديث له، إلى “ضرورة مراعاة اختيار نوع الأشجار بشكل دقيق، بأن تكون من الأشجار المعمرة والتي تنمو بشكل سريع ولا تحتاج إلى الكثير من المياه، أما سقيها فيجب أن يكون عبر مرشات ومصادر مياه بطيئة، وخلال المدة المقبلة ستكون الأمطار هي مصدر سقي هذه الأشجار”.
“ورغم أن هذه الحملة ليست كافية، حيث إن العراق يحتاج إلى زراعة 15 مليار شجرة، لكنها خطوة بالاتجاه الصحيح من أجل الاعتدال وتقليل التأثر بالتغير المناخي”، يقول عبد الطيف.
لكن في المقابل، تواجه حملات التشجير هذه انتقادات من بعض المختصين، حيث يرى الخبير الزراعي، عادل المختار، أن “في العراق، لا توجد نظرة مستقبلية، حيث إن الكل يؤكد وجود أزمة مائية في البلاد، وجميع المنظمات الدولية تحذر من الجفاف في العراق، لكن ما يحصل هو تحدي بالذهاب إلى التشجير بالري السيحي الخطير، في وقت تحذر وزارتي الزراعة والموارد المائية وكذلك الخبراء من هذه الطريقة”.
ويؤكد المختار، على “أهمية اللجوء إلى التقنيات باستخدام منظومة الري الحديثة وطاقة كهربائية أو شمسية ويكون هناك مصدر مائي دائم، والأهم هو الحفاظ على المياه، حيث إن الأهوار تعاني من نقص حاد في المياه وهناك مخاوف من جفافها، كما هناك ارتفاع لدرجات الحرارة في كل الكوكب، لذلك عمليات التشجير لتلطيف الأجواء غير صحيحة، وهي سوف تموت عند حصول فترة الجفاف”.
ويرى المختار في نهاية حديثه، أن “الإعلان عن حملات بزراعة الأشجار يأتي في سياق غير منطقي وغير مدروس، وفي حال كان الشتاء القادم جافاً عندها سوف تحصل الكارثة”.