حرية ـ (2/10/2024)
قررت محكمة في كاليفورنيا قبول دعوى التشهير التي رفعتها على “نتفليكس” امرأة بريطانية قالت إنها المقصودة بشخصية امرأة عنيفة تطارد رجلاً في مسلسل “بيبي ريندير” (Baby Reindeer)، ورد القاضي طلب منصة البث التدفقي كف التعقبات.
ويجسد الممثل الاسكتلندي ريتشارد غاد في هذا المسلسل الذي حقق نجاحاً عالمياً واسعاً، شخصيته الفعلية كنادل في حانة لندنية يتعرض لمضايقات وملاحقة من امرأة تدعى “مارثا” تكبره بـ20 سنة.
وكان الممثل الكوميدي استوحى من قصته أولاً عرضاً كان يعرف عنه على أنه “مبني على قصة حقيقية”.
أما مسلسل “نتفليكس” القصير المكون من سبع حلقات الذي وفرته المنصة في أبريل (نيسان) الماضي، فوردت فيه عبارة “قصة حقيقية” لوصف المسلسل، وهو ما يمكن أن يجعل طابعه تشهيرياً، بحسب القرار الذي خلص إليه القاضي في لوس أنجليس الجمعة الماضي.
تعويض بالملايين
وعلل القاضي قراره بأن “الحلقة الأولى من المسلسل تفيد بطريقة لا لبس فيها بأنه قصة حقيقية، وتدعو الجمهور تالياً إلى اعتبار المزاعم (التي تظهر على الشاشة) وقائع” حقيقية.
وخرجت فيونا هارفي إلى العلن بعدما كشف متابعون للمسلسل أنها الشخص الحقيقي الذي استوحيت منه شخصية “مارثا”. وقالت، إنها تلقت تهديدات بالقتل، وعانت الاكتئاب، مطالبة “نتفليكس” بتعويضات بملايين الدولارات.
وعلى عكس الأحداث التي يرويها المسلسل، أكدت هارفي أنها لم تعتد جنسياً على الممثل الكوميدي بإمساكها بخصيتيه، ونفت أن تكون كسرت قنينة زجاجية على رأسه أو أن تكون حاولت فقء عينيه.
كذلك أوضحت أنها لم تدن مطلقاً بمضايقة ضابط شرطة، على عكس “مارثا” التي قضت خمسة أعوام في السجن.
“نتفليكس” متمسكة بموقفها
أما “نتفليكس” فأكدت أن الأحداث التي يتناولها العمل “صحيحة إلى حد كبير” وأن المشاهدين يمكن أن يفهموا من تلقاء أنفسهم أن فيه عنصراً من الخيال لأنه عبارة عن مسلسل.
وذكرت المنصة أن هارفي خضعت للتحقيق بتهمة التحرش، ولمست أرداف غاد ودفعته.
لكن القاضي شدد على أن “ثمة فرقاً كبيراً بين التحرش والإدانة بالتحرش من قبل محكمة”. وأضاف، “ثمة اختلافات كبيرة كذلك بين اللمس غير اللائق والاعتداء الجنسي، وكذلك بين دفع شخص ما واقتلاع عينيه”.
واعتبر القاضي أن الأحداث التي يتناولها المسلسل “قد تصل إلى حد” التشهير، بالتالي فإن الشكوى مقبولة. ورأى أن التعريف الذي اعتمدته “نتفليكس” يوحي بـ”تجاهل” الحقائق.
ولاحظ أن المنصة “لم تبذل أي جهد للتحقق من دقة هذه التصريحات… أو لاتخاذ تدابير أخرى لإخفاء هوية” هارفي.
وفي اتصال مع وكالة “الصحافة الفرنسية”، أكدت “نتفليكس” أنها مستعدة لخوض مواجهة قانونية في كاليفورنيا. وعلقت الشركة، “نعتزم الدفاع عن أنفسنا بقوة في هذا الأمر والدفاع عن حق ريتشارد غاد في رواية قصته”.