حرية ـ (5/10/2024)
شبّهت صحيفة “ذا ناشيونال” الصادرة بالانكليزية، الغارات التي تعرض لها لبنان من جانب اسرائيل، بتكتيكات هجوم “الصدمة والترويع” التي طبقتها الولايات المتحدة في بداية غزو العراق العام 2003، على الرغم من التفاوت الكبير في مساحة البلدين، وعديد القوات الوطنية المنخرطة في الحربين.
وبعدما لفت التقرير، إلى ان الجيش الإسرائيلي يقول إنه شن 1600 غارة جوية في اليوم الاول من الحملة الجوية للتحضير للهجوم البري، اوضح ان قوة القصف الاسرائيلي للبنان تكاد تتطابق مع الهجوم الجوي الأمريكي على العراق في العام 2003 أثناء الغزو للاطاحة بصدام حسين، وفقا لتقييمات سلاح الجوي الاسرائيلي.
وقال التقرير إن الغارات على العراق كان هدفها ارغام قوات نظام صدام حسين على الاستسلام بشكل سريع، وقد صورها المخططون بتسمية هجوم “الصدمة والترويع”، من خلال الجو بشكل رئيسي قبل بداية الغزو البري.
ونقل التقرير عن الخبير الاستراتيجي هارلان أولمان الذي يقف خلف عبارة “الصدمة والترويع”، قوله، إن “الهدف هو استخدام قوة ساحقة من أجل اشعار العدو بأنه عاجز”.
وبرغم ان التقرير قال إن ذلك الهجوم على العراق، لا يزال يعتبر احد اكثر حملات القصف كثافة في التاريخ، إلا انه لفت الى ان حملة القصف استهدفت نحو 700 الف جندي عراقي، كان العديد منهم اختاروا الا يقاتلوا، و طالت منطقة تقارب في حجمها مساحة فرنسا، أي حوالي 400 ألف كيلومتر مربع.
وفي المقابل، قال التقرير إن مساحة لبنان حوالي 10 آلاف كيلومتر مربع فقط، بينما يتركز معظم القصف الاسرائيلي على مناطق الجنوب وبيروت، في حين يعتقد العديد من الخبراء أن عدد مقاتلي حزب الله يتراوح بين 20 ألفاً و50 الف مقاتل.
وحتى الآن، قال التقرير إن ما لا يقل عن 2000 شخص قتلوا في لبنان منذ الثامن من اكتوبر/تشرين الاول من العام الماضي.
وفي حين تلفت السلطات الصحية إلى أن الحصيلة تشمل 127 طفلا و73 عاملا طبيا، فان اسرائيل تقول انها تستهدف مقاتلي حزب الله، الا ان اعداد القتلى تتزايد بشكل حاد.
وذكر التقرير بان الخطة الأولية حول العراق، كانت تستهدف ضرب 3000 هدف خلال الـ 24 ساعة الاولى من الهجوم، الا ان الطيارين الاميركيين قالوا بعد الحرب أن المشاكل بما في ذلك العواصف الرملية وتشتت القوات العراقية بسرعة، جعلت من الصعب العثور على اهداف، ولهذا فقد بلغ متوسط العدد نحو 500 يوميا خلال الايام الاربعة الاولى.
وتابع التقرير أن عمليات القصف الشاملة في إطار الغزو، تصاعدت بما فيها تلك التي نفذتها القوات البريطانية، ومع احتدام الاشتباكات، بلغت ذروة السقف بحوالي 2000 قنبلة يوميا.
لكن سلاح الجو الاسرائيلي كان اعلن انه شن عدة أيام من الضربات شملت أكثر من 4600 هدف تم قصفها في الفترة ما بين 20 سبتمبر/ايلول و3 اكتوبر/تشرين الاول.
وتابع التقرير موضحا أنه في حين يبلغ متوسط الضربات 383 هدفا يوميا، فان سلاح الجو الاسرائيلي اشار الى انه تم ضرب 1600 هدف في الساعات ال24 الاولى من الهجوم، وهو رقم يقترب كثيرا من أرقام ذروة “الصدمة الترويع” العراقية.