حرية ـ (6/10/2024)
في الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والحرب التي اندلعت بعدها في غزة، يجدر بنا التوقف عند تلك اللحظة المفصلية التي غيرت مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. العودة إلى تفاصيل هذه الأحداث تسلط الضوء على عمق تأثيرها ودورها في تشكيل مرحلة جديدة من النزاع. فالحرب التي خلفت إلى حد الآن دمارا هائلا و حوالي42 ألف قتيلا و96910 مصابا. بالإضافة إلى اغتيالات كبار قادة حماس وحزب الله. لتتوسع الحرب وتشمل عمليات محدودة في لبنان والضاحية الشمالية في بيروت، من الضروري العودة على أبرز محطاتها
في ذلك اليوم، نفذت حماس هجوما مفاجئا وغير مسبوق على إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص، وهو العدد الأكبر في تاريخ الهجمات ضد إسرائيل. بدأت العملية بإطلاق آلاف الصواريخ على المناطق الإسرائيلية، بالتزامن مع تسلل مقاتلين عبر البر والبحر والجو، مما أدى إلى حالة فوضى غير مسبوقة في المناطق المستهدفة.
الهجوم تم خلال احتفالات عيد “سمحات توراه”، وهو ما زاد من عدد الضحايا المدنيين، حيث كانت معظم التجمعات السكانية في حالة من عدم التأهب. بالإضافة إلى عدد القتلى الكبير، اختطفت حماس حوالي 250 شخصا، من بينهم مدنيون وجنود، وتم اقتيادهم إلى قطاع غزة، مما أثار أزمة رهائن كبيرة لم تحل بشكل كامل حتى اليوم.
كان رد إسرائيل سريعا وحاسما، حيث شنت ضربات جوية مكثفة على قطاع غزة وبعدها بدأت التحضير لهجوم بري. ووصفت حينها الحكومة الإسرائيلية الهجوم بأنه إعلان حرب، وشرعت في تعبئة قوات الاحتياط وإعداد الجيش لمعركة قد تطول. مع تقدم العمليات العسكرية، ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين بشكل كبير، إذ وصلت أعداد القتلى إلى الآلاف، بينما نزح مئات الآلاف من سكان غزة بسبب القصف المتواصل
وعلى الصعيد الدولي، أثار الهجوم ورد الفعل الإسرائيلي اهتماما عالميا واسعا. إذ عبرت الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة عن دعمها الكامل لإسرائيل في “حقها في الدفاع عن نفسها”، بينما دعت دول مثل تركيا وقطر إلى وقف التصعيد وفتح ممرات إنسانية عاجلة. كذلك، تواصلت الجهود الدولية لحل أزمة الرهائن، حيث كانت هناك مفاوضات مستمرة عبر وساطات دولية لإطلاق سراحهم، لكن التقدم كان بطيئا وظل العديد منهم في الأسر.
بالإضافة إلى التأثير المباشر للهجوم والحرب، فقد أدى النزاع إلى زيادة التوترات في المنطقة بشكل عام. إسرائيل أصبحت أكثر تصميما على القضاء على القدرات العسكرية لحماس، بينما تواجه غزة أزمة إنسانية متفاقمة بسبب الحصار والقصف المستمر. هذا النزاع، الذي أعاد تذكير العالم بتعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يظل نقطة محورية في السياسة الإقليمية والدولية. وتبعا للأحداث التي لا تهدأ، أصبح حزب الله اللبناني يساند حماس في هذه الحرب ويقوم بعمليات عسكرية على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حين اشتد الصراع واغتالت إسرائيل الأمين العام للحزب حسن نصر الله بعد أن أن اغتالت العديد من قادة الحركة بتفجيرات نوعية في عمليات استخباراتية للأجهزة اللاسلكية “البيجر”. هذه الأحداث تسارعت لتتحول جزئيا إلى حرب في لبنان او ما تسميه إسرائيل عمليات نوعية تعقبا لقادة حماس وحزب الله والموالين لإيران.
من جانب آخر، عمد الحوثيون في اليمن إلى التعرض للسفن التجارية في البحر الأحمر التي تتجه من وإلى إسرائيل ، بالإضافة إلى ضربات صاروخية أو بمسيرات على مواقع في إسرائيل ، تضامنا مع غزة
ومع مرور عام على هذه الأحداث، لا يزال الوضع في غزة وفي المنطقة برمتها هشا، مع استمرار الاشتباكات المتقطعة والجهود الدبلوماسية لحل النزاع دون تحقيق نتائج ملموسة حتى الآن.
إعداد: مونت كارلو الدولية