حرية ـ (8/10/2024)
اكتشف العلماء في كوكبة السدسية أقدم وأبعد نموذج عن الأرض لـ مجرة قرصية دوارة، وجاء ذلك في تقرير نشرته الخدمة الصحفية للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO).
قالت لوسي رولاند الباحثة في جامعة ليدن: “إن اكتشاف مثل هذه المجرة القرصية الدوارة القديمة التي تشبه إلى حد بعيد مجرتنا درب التبانة يتحدى فهمنا للسرعة التي تحولت بها المجرات الفوضوية في الكون المبكر إلى المجرات المنظمة التي تملأ الكون في الوقت الراهن”.
أكثر الأجرام السماوية شيوعا في الكون
كما أوضحت رولاند، فإن المجرات القرصية هي واحدة من أكثر الأجرام السماوية شيوعا في الكون، وهي تمثل حوالي 60٪ من إجمالي عدد المجرات. وتشمل هذه الفئة كلا من المجرات الحلزونية والعدسية، التي تشبه في شكلها القرص المسطح الذي يتكون من عشرات أو مئات المليارات من النجوم. وتتضمن المجرات القرصية مجرة درب التبانة وأقرب جيرانها.
وبحسب شبكة «روسيا اليوم»، اعتقد العلماء في الماضي أن مثل هذه المجرات لم تكن موجودة بأعداد كبيرة في بداية الكون، حيث افترض علماء الفلك أن كثرة اندماجات المجرات وزيادة مستويات نشاط الثقوب السوداء فائقة الكتلة منعت المجرات القديمة من اكتساب البنية المنظمة المميزة للكون، ما يميز درب التبانة ونظيراتها. واكتشفت رولاند أن هذه الفكرة كانت خاطئة من خلال رصد الكون المبكر باستخدام تلسكوب ALMA العامل بموجات الميكروويف.
المجرات القرصية الدوارة في الكون
وهذا التلسكوب، كما لاحظ العلماء، قادر على رؤية حركة أبرد تدفقات الغاز والغبار، ما استخدمه العلماء لتحديد بنية المجرة القديمة REBELS-25، التي تم اكتشافها مؤخرا في كوكبة السدسية باستخدام تلسكوب المسح الأرضي “فيستا”. وأشارت صور ALMA بشكل غير متوقع إلى أن هذا الجسم الفضائي ليس مجرة إهليلجية فوضوية نموذجية للكون المبكر، ولكنه مجرة قرصية كبيرة تتجاوز كتلتها كتلة الشمس بحوالي 10 مليارات مرة.
هذا المؤشر، كما لاحظ العلماء، هو أقل قليلا من كتلة درب التبانة، مما يشير إلى وجود مجرات قرصية كبيرة في الكون المبكر، تشبه بنيتها بنية مجرتنا. ويشير هذا الاكتشاف إلى عدم اكتمال النظريات الحالية لتطور المجرات والتي بموجبها بدأت المجرات الحلزونية والعدسية الكبيرة في التشكل في وقت لاحق، عندما أصبح الكون أقل فوضوية وأكثر هدوءا.