حرية ـ (14/10/2024)
ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أن التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش، ما يزال يعتبر أنه من الضروري مواصلة الحرب ضد التنظيم الإرهابي وإيديولوجيته، من خلال الجهد المتعدد الأطراف، بما في ذلك مع العراق، برغم أن التنظيم فقد قدرات سيطرته على الأراضي.
وأوضحت “البنتاغون” في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن تنظيم داعش اجتاح العراق وسوريا في العام 2014 وشكل تهديداً لملايين الناس في أنحاء المنطقة من خلال حكمه الشرير الذي تبنى القتل والاغتصاب والإبادة الجماعية، بما في ذلك ضد الإيزيديين الذي قتل منهم ما لا يقل عن خمسة آلاف شخص، وأن التنظيم سيطر على الموصل وكان على مشارف بغداد بشكل مباشر.
واعتبر التقرير الأمريكي أن الفضل في تحرير الأراضي الشاسعة التي سيطر عليها داعش، يرجع إلى حد كبير لتحالف الدول الذي قادته الولايات المتحدة لهزيمة داعش والذي وصفه التقرير بأنه “كان رائداً في طريقة جديدة وفعالة لمواجهة هذا التهديد العالمي”.
ونقل التقرير عن منسق وزارة الدفاع للتحالف الدولي لهزيمة داعش، آلان ماتني قوله إن الإرهابيين لم يعودوا يحكمون الأراضي، إلا أن الإيديولوجية التي تتبناها الجماعة، متواصلة، وما تزال هناك حاجة للتحالف.
وبحسب ماتني “فإننا إذا كنا تعلمنا أي شيء خلال السنوات العشر الأخيرة من عمر التحالف، فإنني سأقول إن هذا التهديد لم يتلاشى، وهو يتغير ويتكيف”، مضيفاً أن “ما نحن فيه حالياً هو أننا في مرحلة طبيعية وصحية حيث أننا نتكيف أيضاً”.
ويشير ماتني في المقابلة إلى أن التحالف تحول طوال العقد الماضي، من الأنشطة التي تركز على استعادة الأراضي من التنظيم الإرهابي، إلى رسم التحركات التالية لداعش والضحايا التاليين، موضحاً أن “جماعات مثل داعش تقوم باستمرار بتقييم نقاط قوتها وضعفها، وتحاول إعادة التموضع للاستفادة من ذلك، ونحن نفعل الشيء نفسه”.
ونقل التقرير عن ماتني قوله إن داعش، على غرار الجماعات الإرهابية الأخرى، لديه هدف رئيسي يتمثل في توسيع نطاق عملياته، موضحاً أن داعش “يريد منا بشكل متعمد أن نبالغ في رد فعلنا أو نرد بطريقة من المستحيل الحفاظ عليها من الناحية الإستراتيجية، ويريد منا أن نستخدم الكثير من الموارد، بحيث لا تستطيع الدول منفردة أن تقوم بذلك”.
وأكد ماتني أن التحالف الدولي كان بالفعل “أداتنا الرئيسية لمواجهة هذه الإستراتيجية، وقد قمنا بشكل جماعي بتوزيع عبء معارضة داعش بشكل فعال، وما زلنا نعمل بفعالية حتى اليوم”.
وأوضح أن طريقة عمل التحالف تغيرت من التركيز على المواجهة العسكرية للعدو في الميدان، إلى عملية تبادل المعلومات الاستخبارية.
وتابع قائلاً إن مصطلح “د-داعش” الذي يشير اختصاراً إلى مصطلح “هزيمة داعش”، يتحقق من خلال تدريب الدول الشريكة على مكافحة الإرهاب، وهو عبء موزع أيضاً بين هذه الدول.
وحول العراق، نقل التقرير عن ماتني قوله إن التحالف الدولي يعمل مع قوات الأمن العراقية، مضيفاً أن العراقيين أصبحوا “يتمتعون بمهارة لا تصدق في عمليات مكافحة الإرهاب، شركاء ماهرين بالفعل”، مضيفاً “لدينا أيضاً شركاء محليون في سوريا يتمتعون بمهارات عالية وقدرات عالية”.
وبحسب ماتني، فأنه من نتائج نجاحات التحالف الدولي، فإن داعش أصبح يواجه صعوبات أكبر بكثير في نشاطه في العراق وسوريا، ويحاول حالياً العمل في غرب أفريقيا والصومال وأفغانستان وجنوب شرق آسيا، محذراً من أن التنظيم أصبح مجدداً “منظمة إرهابية غامضة” وتسلل إلى أماكن يصعب العثور عليها، وهو ما يستدعي “أساليب مختلفة لكيفية ملاحقته، وهو ما يشكل جزءاً من تكيفنا”.
وبعدما لفت ماتني إلى أن الميزات التي يوفرها وجود التحالف، خصوصا أن الولايات المتحدة لم يعد لديها الوجود نفسه الذي كانت تتمتع به من قبل في أماكن مثل أفغانستان أو غرب أفريقيا، موضحاً أنه “على الرغم من أننا لا نملك درجة كبيرة من المعرفة حول ما يجري يوماً بعد يوم، إلا أن لدينا 87 شريكاً ونمتلك نقاط قوة جماعية”.
وأشار إلى أن التحالف يمثل “منظمة فريدة متعددة الأطراف، وهي لا تعمل وفق الإجماع مثل الأمم المتحدة أو حلف الناتو”، لافتاً بذلك إلى أن متطلبات مثل هذا الإجماع يمكن أن يكون على حساب سرعة الحركة والمرونة، لكن التحالف الدولي ضد داعش، أكثر ذكاء وسرعة بكثير، وليس هناك من دولة عضو لديها حق “الفيتو”.
وتابع قائلاً “لا حرج في ألا تكون دولة ما جزءاً من عملية ما. لكن سيكون هناك 9 أو 15 أو 20 شريكاً سيكونون جزءاً منها. لقد كان هذا أمراً قوياً حقاً”.