حرية ـ (14/10/2024)
قالت الولايات المتحدة الأحد إنها سترسل منظومة متطورة مضادة للصواريخ إلى إسرائيل مع قوات أميركية لتشغيلها، في مسعى إلى تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية في أعقاب هجمات صاروخية شنتها إيران.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بات رايدر في بيان إنه بتوجيه من الرئيس الأميركي جو بايدن سمح وزير الدفاع لويد أوستن “بنشر بطارية صواريخ من طراز ثاد (THAAD) والطاقم العسكري الأميركي الخاص بها في إسرائيل لمساعدتها على تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد هجمات إيران غير المسبوقة ضد إسرائيل في الـ13 من أبريل (نيسان) ومجدداً في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري”.
وقال بايدن إنه سيرسل المنظومة “للدفاع عن إسرائيل” التي تدرس رداً متوقعاً على إيران، بعد شن طهران هجوماً صاروخياً عليها في الأول من أكتوبر الجاري استخدمت فيه أكثر من 180 صاروخاً.
ويقول مسؤولون إن الولايات المتحدة حثت إسرائيل على معايرة ردها لتجنب إشعال حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، إذ أعرب بايدن علناً عن معارضته هجوماً إسرائيلياً على المواقع النووية الإيرانية ومخاوفه في شأن توجيه ضربة للبنية التحتية للطاقة في إيران.
ووصف رايدر عملية النشر بأنها جزء من “التعديلات الأوسع التي أجراها الجيش الأميركي في الأشهر القليلة الماضية” لدعم إسرائيل والدفاع عن الجنود الأميركيين من هجمات إيران والجماعات المدعومة من إيران.
أمر نادر
لكن نشر قوات عسكرية أميركية في إسرائيل أمر نادر خارج نطاق التدريبات، نظراً إلى القدرات العسكرية الإسرائيلية. فقد ساعدت القوات الأميركية في الأشهر القليلة الماضية إسرائيل في الدفاع عن نفسها من السفن الحربية والطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط عندما تعرضت لهجوم إيراني، لكن هذه القوات كانت متمركزة خارج إسرائيل.
وتشكل منظومة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية “ثاد” جزءاً أساسياً من أنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات للجيش الأميركي، وتضاف إلى دفاعات إسرائيل الصاروخية القوية بالفعل.
تحتاج بطارية “ثاد” عادة إلى نحو 100 جندي لتشغيلها. وهي تحتوي على ست منصات إطلاق محمولة على شاحنات مع ثمانية صواريخ اعتراضية على كل منصة ورادار قوي.
أميركا تعتقد أن إيران لم تقرر بعد تصنيع سلاح نووي
والأحد، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الولايات المتحدة تعرض حياة جنودها “للخطر من خلال نشرهم تشغيل أنظمة الصواريخ الأميركية في إسرائيل”.
وفي منشور على منصة “إكس” قال عراقجي “بذلنا جهوداً كبيرة في الأيام القليلة الماضية لاحتواء حرب شاملة في منطقتنا، أقول بوضوح ليس لدينا خطوط حمراء في الدفاع عن شعبنا ومصالحنا”.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن إيران تسعى إلى تجنب الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة، مما يجعل نشر القوات الأميركية في إسرائيل عاملاً آخر في حساباتها في المستقبل.
وأطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي. وفي الأول من أكتوبر الجاري، أطلقت طهران أكثر من 180 صاروخاً باليستياً على إسرائيل وسط تصعيد في القتال بين إسرائيل وجماعة “حزب الله” المدعومة من إيران في لبنان. وتم اعتراض كثير من تلك الصواريخ في الجو ولكن بعضها اخترق الدفاعات الصاروخية.
ماكرون يدعو بزشكيان إلى دعم تهدئة شاملة
دبلوماسياً، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد نظيره الإيراني مسعود بزشكيان إلى “دعم تهدئة شاملة” في قطاع غزة، ولبنان حيث يقاتل الجيش الإسرائيلي “حزب الله”.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون أكد خلال اتصال هاتفي مع بزشكيان “مسؤولية إيران في دعم تهدئة شاملة واستخدام نفوذها في هذا الاتجاه لدى الأطراف المزعزعين للاستقرار الذين يتلقون دعمها”.
من جانبه، قال مكتب الرئيس الإيراني إن الزعيمين ناقشا كيفية تأمين “وقف لإطلاق النار بين (حزب الله) وإسرائيل”.
وأضاف المكتب أن بزشكيان “طلب من الرئيس الفرنسي العمل مع دول أوروبية أخرى” لـ”إرغام” إسرائيل على وضع حد لـ”الإبادة الجماعية والجرائم المرتكبة في غزة ولبنان”.