حرية ـ (14/10/2024)
د. محمد سلام
تلوث غامض يثير الذعر ودعوات حكومية للتحقيق العاجل
تشهد العديد من مناطق العراق حاليًا انتشارًا لرائحة غير طبيعية في الهواء، تشبه رائحة الكبريت، ما أثار قلق المواطنين واستياءهم. يعزو بعض السكان هذه الظاهرة إلى التلوث البيئي، حيث تتركز المخاوف حول إمكانية ارتباط هذه الرائحة بانبعاثات صناعية أو مشكلات بيئية أخرى قد تؤثر على الصحة العامة.
أسباب محتملة لانبعاث رائحة الكبريت:
- الأنشطة الصناعية: من المعروف أن الصناعات مثل محطات توليد الكهرباء التي تعمل على الوقود الأحفوري، والمصانع التي تعتمد على عمليات كيميائية معينة، يمكن أن تنتج غازات كبريتية تنبعث في الهواء. هذه الانبعاثات غالبًا ما تكون نتيجة الاحتراق غير الكامل للوقود أو العمليات الصناعية الثقيلة.
- الحرائق والمكبات: احتراق المواد العضوية في المكبات العشوائية التي تقوم أمانة العاصمة بحرقها قد يكون مصدرًا آخر لانبعاث غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) الذي ينتج تلك الرائحة المقلقة لدى سكان بغداد وبعض المحافظات.
- التغيرات المناخية: التغيرات في أنماط الرياح أو زيادة الرطوبة قد تكون قد ساهمت في نقل الملوثات من مصادر بعيدة، ما أدى إلى تراكم الروائح غير المألوفة لدى المواطنين.
تأثيرات التلوث الكبريتي بحسب مختصين في المجال الصحي والبيئي :
- على الصحة: استنشاق غازات الكبريت مثل ثاني أكسيد الكبريت يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز التنفسي، خاصة للأفراد الذين يعانون من الربو أو مشاكل أخرى في الرئة. التعرض المطول لهذه الغازات قد يسبب تهيجًا في العيون والحنجرة.
- على البيئة: إضافة إلى التأثير على الصحة العامة، يمكن للغازات الكبريتية أن تتفاعل مع مكونات الجو الأخرى لتشكل الأمطار الحمضية التي تؤثر على التربة والمياه، مما يؤدي إلى تدهور الزراعة والحياة البرية.
المطالبات:
مع تزايد القلق العام، طالب المواطنون الحكومة والجهات البيئية المختصة بالتحقيق في مصدر هذه الرائحة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الصحة العامة. حيث ان هناك حاجة ملحة لإجراء دراسات بيئية شاملة لتحديد مصدر التلوث الكبريتي ومعالجة الأسباب جذريًا، فيما أصدرت الحكومة تعليمات صارمة إلى الجهات المعنية بالتحقيق في أسباب هذه الظاهرة وتقديم النتائج بشكل عاجل. ويأتي هذا القرار في استجابة مباشرة للشكاوى المتزايدة من المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم ومخاوفهم من احتمالات تأثير هذه الروائح على صحتهم وعلى البيئة.