حرية ـ (17/10/2024)
حذرت منظمة الصحة العالمية الأربعاء من أن خطر تفشي الكوليرا في لبنان “مرتفع جداً”، بعد تأكيد إصابة أولى بالعدوى البكتيرية الحادة في ظل الحرب بين إسرائيل و”حزب الله”.
وأشارت المنظمة إلى خطر انتشار الكوليرا بين مئات الآلاف من الذين نزحوا مذ صعّدت إسرائيل حملتها العسكرية الجوية ضد “حزب الله” وبدأت عمليات برية تهدف إلى دفع عناصر الحزب بعيداً من حدودها الشمالية.
وقال عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، للصحافيين خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو “في حال وصلت فاشية الكوليرا إلى النازحين الجدد، قد يكون انتشارها سريعاً”.
وأفادت وزارة الصحة اللبنانية عن التثبت من حالة محتملة للكوليرا لدى مواطنة لبنانية قصدت المستشفى الإثنين وهي تعاني من إسهال حاد وجفاف. وأضافت الوزارة أن المريضة من بلدة السمونية في شمال لبنان ولا يوجد تاريخ سفر عندها.
وشهد لبنان أول تفش للكوليرا خلال 30 سنة بين عامي 2022 و2023، وبخاصة في شمال البلاد.
والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا، وفق منظمة الصحة. وأضاف أبو بكر أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة حذرت منذ أشهر من أن المرض قد يعاود الظهور في ظل “تدهور حالة المياه والنظافة” بين النازحين ومجتمعاتهم المضيفة.
وكان عدد النازحين بدأ بالارتفاع حتى ما قبل التصعيد الشهر الماضي، حيث كان “حزب الله” يتبادل إطلاق النار عبر الحدود مع إسرائيل “إسناداً لغزة” منذ اندلاع الحرب بين تل أبيب وحركة “حماس” في القطاع الفلسطيني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وعلى رغم أنه جرى تطعيم النازحين في شمال لبنان أخيراً، حذر أبو بكر من أن بعض مجموعات النازحين التي انتقلت من جنوب لبنان ومنطقة بيروت لم تكتسب أي مناعة ضد الكوليرا منذ ثلاثة عقود.
ولفت إلى أنه إذا وصل المرض إلى هذه المجتمعات، فإن “خطر التفشي مرتفع جداً”.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس للصحافيين إن المنظمة عززت “المراقبة” و”التعقب”، بما في ذلك “المراقبة البيئية وأخذ عينات من المياه”. وأضاف أن وزارة الصحة اللبنانية أطلقت في أغسطس (آب) الماضي حملة تطعيم ضد الكوليرا تستهدف 350 ألف شخص يعيشون في مناطق مرتفعة الخطورة، لكنها “توقفت بسبب تصاعد العنف”.