حرية ـ (2/11/2024)
اعتبر “معهد واشنطن” الامريكي ان ايران قد تلجأ الى “دورة ثالثة” من الهجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك من خلال اللجوء الى “الخيار العراقي” باستخدام “صواريخ الارقب” انطلاقا من الأراضي العراقية وهو ما قد يلحق إصابات باسرائيل باعتبار أن المسافة الجغرافية ستكون نحو 400 كلم فقط، مقترحا على واشنطن عدة خطوات للتعامل مع هذه السيناريوهات المحتملة.
وأشار التقرير الأمريكي, الى ان طهران لا تشارك التقييم الأميركي بأن الهجومين اللذين نفذتهما في نيسان/ابريل وتشرين الأول/أكتوبر الماضيين، كانا محدودي التأثير على إسرائيل، ولهذا فانه من المحتمل أن تقرر ايران الهجوم مرة ثالثة، وربما بوقت وشيك.
واستعرض التقرير تصريحات ومواقف لمسؤولين إيرانيين، بما في ذلك من الحرس الثوري، حول حتمية الرد والانتقام من إسرائيل بسبب هجومها على إيران في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بما في ذلك قدرة ايران على “استهداف كل ما يعتز به الصهاينة، من خلال عملية واحدة”، وكلام مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي أن إيران “يجب أن تجعل إسرائيل تفهم قوتها”.
وبعد الاشارة الى “خيار العراق”، لفت التقرير الى ما اورده موقع “اكسيوس” الامريكي قبل يومين بان العراق يمكن ان يكون منصة انطلاق للانتقام الايراني قبل الانتخابات الامريكية الثلاثاء المقبل.
وتابع التقرير أن “شركاء طهران” في العراق كثفوا من الهجمات بطائرات مسيرة ضد اسرائيل في الآونة الاخيرة، حيث وقعت 6 هجمات في أغسطس/آب، ثم 37 في أيلول/سبتمبر و111 في تشرين الاول/اكتوبر. ولفت التقرير إلى أن الفصائل العراقية تستخدم ايضا صاروخ كروز جديدا قدمته إيران يسمى “الارقب”، حيث اطلقت 26 صاروخا منه على إسرائيل بين 5 كانون الثاني/يناير و5 تشرين الأول/أكتوبر.
واوضح التقرير ان “ما لم تفعله إيران حتى الآن هو دعم هجوم صاروخي باليستي من العراق”، مضيفا انها في حال قررت اللجوء الى هذا الخيار، فإن بمقدورها بسهولة وضع مثل هذه الصواريخ مسبقا في مناطق العراق التي يسيطر عليها “وكلاؤها”.
واضاف ان تقارير منشورة منذ العام 2019 تشير الى ان ايران ربما تكون قد قامت بذلك بالفعل. واشار الى ان هذا السيناريو قد يؤدي الى تعقيد جهود الدفاع الصاروخي الإسرائيلية والامريكية من خلال خلق مناطق اطلاق جديدة وواسعة يتحتم مراقبتها، وهو ايضا ما سيقلل من أوقات التحذير والاعتراض.
ولفت التقرير إلى أن مواقع الاطلاق من العراق ستكون على بعد 420 كيلومترا من حدود اسرائيل، مقارنة بحوالي 1000 كيلومتر لأقرب مسار ايراني للهجوم الصاروخي.
واعتبر التقرير أنه من خلال توجيه أوامر للميليشيات اما باستخدام سلاح لم تطلقه على اسرائيل من قبل أو القيام بهجوم جماعي باستخدام قدرات معترف بها (الطائرات المسيرة وصواريخ كروز)، فإنه سيكون بامكان ايران ان تؤكد على توسيع الصراع وتعزيز “وحدة الجبهات”.
ورأى التقرير أنه في حال ادى مثل هذا الهجوم انطلاقا من العراق، إلى حدوث انتقام اسرائيلي قوي ضد العراق، فإنه من المرجح أن تعتبر الفصائل العراقية أن الولايات المتحدة هي التي قامت بتسهيل الهجوم أو رفضت منع حدوثه، وهو بدوره سيؤدي الى تفاقم الاعتراضات الحادة على الوجود العسكري الامريكي على الاراضي العراقية، مما سيدفع الى تسريع جهود بغداد لضمان الانسحاب الأمريكي الكامل.
الخيارات الأمريكية
وذكر التقرير؛ أنه رغم قدرة واشنطن المحدودة على التأثير على كيفية فهم القادة الايرانيين لنتائج افعالهم، الا انها لا تزال مهتمة بالقيام بما هو في وسعها. وتابع قائلا إن بإمكان واشنطن نشر أكبر قدر ممكن من الادلة بعد الاحداث المتمثلة بالضربات الايرانية والاسرائيلية، بما في ذلك صور الأقمار الاصطناعية والتقديرات الاستخباراتية.
وتابع التقرير؛ أن بإمكان المسؤولين الأميركيين ايضا تقديم إحاطات مكثفة للحكومات التي تستمع طهران لها، مثل بغداد ودول الخليج.
وأضاف أن بإمكان واشنطن أن تصف للقادة العراقيين التداعيات الجسيمة التي سيواجهها بلدهم في حال لم يفعلوا شيئا فيما امام تصعيد “وكلاء إيران” هجماتهم على حلفاء الولايات المتحدة ومنشآتها.
وألمح التقرير الى الخيار المالي ضد بغداد، حيث قال انه في الماضي، كان التهديد بخسارة الوصول الى الشحنات الكبيرة من الأموال بالدولار، بمثابة وسيلة فعالة لتأمين التحرك العراقي، وهو ما سيكون بحسب ما تدركه الميليشيات نفسها، بمثابة كارثة للعراق.
وتابع التقرير بأن بإمكان واشنطن إيصال رسالة مفادها أنه في حالة وقوع ضربات ايرانية جديدة، فإنها لن تعارض بعد الآن قيام إسرائيل بمهاجمة أهداف إيرانية بما فيها البنية التحتية النفطية او حتى المواقع النووية.