حرية ـ (18/11/2024)
كشف مدير عام دائرة حماية وتحسين البيئة في المنطقة الجنوبية، محسن عزيز ، عن حقيقة تلوث الهواء في محافظة ذي قار جنوبي العراق.
ويقول عزيز ، أن “مديرية بيئة ذي قار تقوم بمتابعة كل الأنشطة الخدمية والصناعية والزراعية في المحافظة، وهذه المتابعة تأتي بالتأكيد لغرض الوقوف على الواقع البيئي الحقيقي لتلك الأنشطة، ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الأنشطة المخالفة، والتي تتمثل بالإنذارات والغرامات المالية، ومن ثم الغلق، وأخيراً إقامة الشكاوى أمام المحاكم المختصة”.
وبين أن “هناك العديد من الأنشطة التي تؤدي إلى تلوث الهواء في محافظة ذي قار، ومن بين هذه الأنشطة، معامل الطابوق والأسفلت، فضلاً عن (مكبات النفايات) التي تحرق بين حين وآخر، مما يسبب تلوثاً كبيراً في المناطق القريبة منها. حيث يوجد في المحافظة 16 مكب نفايات، وهي مواقع غير نظامية باستثناء 2 منها تعمل بطريقة قانونية وضمن المواصفات البيئية، وهما موقعي الطمر الصحي في قضائي (الفجر وقلعة سكر)”.
مصادر تلوث أخرى
ويشير إلى أن “هناك مصادر تلوث أخرى للهواء، منها التلوث الذي ينتج عن انبعاثات السيارات داخل المدينة، وبالأخص أثناء الزحام في ذروة الصباح الباكر في بداية الدوام ونهايته. وهذه الأفعال تسبب تلوثاً كبيراً لهواء مدينة الناصرية والمدن التابعة لها”.
ويضيف مدير بيئة المنطقة الجنوبية، أن “مديرية بيئة ذي قار اتخذت كل الإجراءات القانونية بحق هذه الأنشطة للحد من التلوث الناتج عنها”، مبيناً أن “الحلول لموضوع التلوث تكمن في قيام الحكومة بوضع محارق نظامية ومنظومات حرق آلية لمعامل الأسفلت والطابوق لتقليل التأثير الناتج عنها، أو تحويل هذه المعامل بدلاً من استخدام النفط الأسود إلى استخدام الغاز أو النفط الأبيض، وبالتالي سيقل تأثير تلك المعامل على نوعية الهواء. إضافة إلى الإجراءات والحلول الأخرى المتمثلة بقيام مديريات البلديات في الناصرية والأقضية والنواحي بإيجاد مواقع بديلة للطمر الصحي الحالية ومنع عمليات الحرق العشوائي”.
حرق عشوائي
ويرى عزيز أن “التلوث الهوائي الموجود في الناصرية حالياً، أكبر معوق له في الوقت الحاضر هو (الحرق العشوائي في مواقع الطمر الـ لاصحي)”، مضيفاً أن “هناك معياراً يسمى (دليل الأيركوالتي)، وبموجب هذا الدليل يتم مقارنة القياسات الخاصة بالهواء، وهو دليل متغير بشكل مستمر في قياس جودة الهواء. فربما يكون في وقت ما من الساعات اليومية، نوعية هواء ذي قار سيئة وغير صالحة للعيش، والعكس كذلك”.
جغرافية التلوث في ذي قار
ويشير مصدر مطلع إلى الأماكن صاحبة التلوث الأكبر لهواء محافظة ذي قار، مؤكداً أن ذي قار تملك وحدها أكثر من 60 معمل طابوق.وقال المصدر، أن “جغرافية التلوث في هواء محافظة ذي قار تتوزع بين أقضية ونواحي الناصرية والإصلاح وسيد دخيل وسوق الشيوخ والرفاعي”، لافتاً إلى أن “هذه المناطق تحتوي على طمر صحي ومعامل طابوق وأسفلت وشركات نفطية ومصافي، وهي في غالبيتها مخالفة للشروط البيئية في عملها، وبعضها لم يحصل على الموافقات البيئية أصلاً”.
ويحذر المصدر، أن “الأخطر على الصحة العامة بسبب هذا التلوث في المحافظة، هو (الدايوكسينات المسرطنة)، وهي ذات ضرر أكبر على أصحاب أمراض الجهاز التنفسي. وقد وجدنا في التحليلات أن أكثر المناطق إصابة بهذه الأمراض هي مناطق (الشموخ والإسكان الصناعي وتلك القريبة من مرقد سيد خضير الديني)، وهي نتاج حرق النفايات العامة قرب مركز المحافظة”.
ويوضح المصدر، أن “من مصادر التلوث الأخرى في المحافظة وذات تأثير كبير على المواطنين، هي حرق النفط في المواقع النفطية بصورة مخالفة للضوابط البيئية، مما يؤدي إلى حصول أمراض مسرطنة. والأكثر تأثراً بذلك هي مناطق قضاء الرفاعي شمال ذي قار”.
تعليق وزارة الصحة
تعليقاً على ذلك، يقول الاختصاصي في وزارة الصحة، حيدر حنتوش، في حديثه، إن “تلوث البيئة وتأثيرها على حياة الإنسان يؤدي إلى التسبب بالعديد من المشاكل الصحية، منها تحسس الرئة التي تسبب الأمراض السرطانية، وضعف المناعة كذلك، إضافة إلى التهابات في مختلف أنحاء الجسم”، مبيناً أن “الملوثات تسبب أيضاً أمراض الأوعية الدموية والجهاز العصبي”.
ويشير حنتوش إلى أن “جميع الملوثات تعتمد قاعدة واحدة وهي (نوع التلوث)، أي بماذا نتلوث وماذا يترتب عليها؟”.