حرية ـ (5/12/2024)
لم تحدث المعجزة، سقطت حكومة ميشيل بارنييه في الجمعية الوطنية بعد تصويت النواب بأغلبية كبيرة في تحالف نادر بين اليسار واليمين المتطرف. لأول مرة منذ عام 1962 لصالح اقتراح اللوم الذي قدمه اليسار لتصبح حكومة بارنييه التي لم تستمر سوى لواحد وتسعين يوما الأقصر عمرًا في تاريخ حكومات فرنسا، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعكف على اختيار رئيس جديد للوزراء وسيتوجه إلى الأمة مساء اليوم الخميس.
وجاء التصويت بعد أن لجأت حكومة بارنييه إلى المادة تسعة وأربعين ثلاثة من الدستور أي دون تصويت برلماني لتمرير ميزانية اقترحت خفضًا في الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو بحلول ألفين وخمسة وعشرين ما أثار غضب المعارضة بسبب تأثيرها على ضرائب الكهرباء وتعويضات الأدوية وطالب اليسار الراديكالي الرئيس ماكرون بالاستقالة فيما اعتمدت زعيمة اليمين المتشدد مارين لوبن موقفا أكثر اعتدالا مؤكدة أنها ستفسح المجال أمام رئيس الحكومة المقبل لبناء ميزانية مقبولة قائلة إنها لا تطالب باستقالة الرئيس
الباحث في الاقتصاد السياسي الدكتور حسان القبي
المستشار السياسي لإذاعة مونت كارلو الدولية خطار أبو دياب
للإجابة على الاسئلة:
هل دخلت فرنسا في هذيان سياسي واقتصادي حاد أم علينا الاستماع لما قاله رئيس الدولة بأنه يجب عدم إخافة الناس مضيفا ان فرنسا لديها اقتصاد قوي وهي دولة غنية ومتينة، قامت بالعديد من الإصلاحات وتحافظ عليها، وتتمتع بمؤسسات مستقرة ودستور مستقر
يجد إيمانويل ماكرون نفسه مرة أخرى على خط المواجهة، كما حدث في مساء الانتخابات التشريعية في 7 يوليو/تموز، هذه المرة مضطرًا إلى تعيين رئيس للوزراء بسرعة إذا كان يريد تجنب فترة طويلة جدًا من عدم اليقين هل يمتلك إيمانويل ماكرون بين يديه ورقة حل للمعضلة التي يواجهها في قصر بوربون خصوصا أنه هذه المرة إذا لم يتمكن إيمانويل ماكرون من العثور على رئيس للوزراء بسرعة كبيرة، فسوف تطرح مسألة استدامته في الإليزيه؟
الاشتراكيون اقترحوا نقاشا بين الكتل البرلمانية، لإيجاد شروط عدم الرقابة على الحكومة المقبلة، ومحاصرة اقصى اليمين هل يمكن لماكرون أن يبحث عن شخصية من اليسار رغم أن لوباريسيان أوردت أسماء مرشحين كسيباستيان لوكورنو أو فرانسوا بايرو أو برنار كازينوف أو حتى فرانسوا باروان.. هل تعتقد أنه لا بد أن يكون الاختيار معروفاً وسريعا؟
الماكرونيون تاريخيا أغلبهم من صفوف الاشتراكيين فضلا عن ماكرون خاطب كل الأحزاب مطالبا إياهم بتفضيل مصلحة الفرنسيين على مصلحة أحزابهم هل سيفعلها ماكرون ويبدأ من نفسه مثلا.. يعني لا نقول عودة الابن الضال إلى حزبه ولكن على الأقل نزولا عند رغبة المقترعين في الانتخابات الأخيرة.. هل هنالك طلاق تام بين الجمهوريين والاشتراكيين.. لماذا لا يستطيع هذان الحزبان الأخذ بزمام المبادرة وقطع الطريق على المتطرفين يسارا ويمينا؟
خيار حكومة فنية تتولى إدارة الشؤون الجارية، ريثما يستقر الوضع السياسي يشبه وضع غطاء فني من الكرتون أو القماش فوق طنجرة ضغط سياسي يمكن أن ينجح لفترة من الوقت لكنه ليس حلا وبالتالي هذه الحالة من عدم القدرة على الحكم قد لا تكون مجرد حادث، بل مستقبل الجمهورية الخامسة هل هي متعبة هل مسألة تغيير المؤسسات باتت ضرورة وهل تكون الجمهورية السادسة بسلطة برأسين علاجاً للضيق الديمقراطي الذي تمر به البلاد وحكم الرئيس الذي يعتني بكل شيء كمنح البرلمان المزيد من السلطات وهذا يتطلب مداولات برلمانية ونقاشات وتوافقات والطبقة السياسية الحالية غير قادرة على ذلك؟
في ظل عدم إقرار الميزانية يستبعد مراقبون أن تغلق الإدارة أبوابها ويرجحون سيناريو صدور قانون خاص يسمح بتجديد موازنة العام الماضي بما يسمح للدولة بتحصيل الضرائب العام المقبل بشروط موازنة العام الماضي دون تغيير يقارب التضخم الجديد وأيضا تجديد إنفاق الوزارات بشكل مماثل للعام الماضي وهذا يؤدي إلى دفع الفرنسيين المزيد من الضرائب؟
هل هنالك مخاوف من سيناريوهات دراماتيكية لفوضى اقتصادية أو خطر حدوث سيناريو على غرار اليونان؟
هل سيؤدي الوضع الحالي إلى تعقيد وعود فرنسا للاتحاد الأوروبي بترتيب حساباتها وهي تواجه تحت إجراء العجز المفرط، غرامة نهاية العام المقبل بما يقارب ثلاثة مليارات إذا فشلت في الوفاء بالتزاماتها؟ وهل ستتعرض سمعة فرنسا المالية للضرر ما يمكن أن يغذي انعدام ثقة المستثمرين؟