حرية ـ (30/12/2024)
تصاعدت حدة التوترات بين حكومة طالبان المؤقتة في أفغانستان وباكستان، مع تبادل الهجمات العسكرية والاتهامات السياسية بين الطرفين.
هذه المواجهات، التي تأتي على خلفية توتر طويل الأمد على الحدود بين البلدين، أثارت قلقا واسعا وأعادت تسليط الضوء على هشاشة الأمن في المنطقة.
قالت وزارة الدفاع الأفغانية في حكومة طالبان إن “الجيش الأفغاني نفذ سلسلة هجمات محددة الأهداف استهدفت نقاطا وراء الخط الافتراضي” وهو تعبير تستخدمه الحكومات الأفغانية للإشارة إلى الحدود مع باكستان.
في مؤشر على تصاعد الموقف، قال الكاتب الأفغاني عصمت قانع لموقع “الحرة” إن “طالبان كانت مضطرة للرد بعد الهجوم الباكستاني العنيف، وهي تواجه تحديات أمنية على الحدود”.
وفي بيان صدر السبت، اعترفت طالبان “رسميا” بشن القوات الأفغانية هجمات على مناطق ومقرات تابعة لمن وصفتهم بـ”العناصر الشريرة” وداعميهم، الذين نفذوا هجمات داخل الأراضي الأفغانية.
وأكدت أن الاستهداف يأتي في إطار الرد على الغارة الباكستانية التي وقعت الخميس الماضي.
أظهرت مقاطع مصورة تداولتها حسابات موالية لطالبان اشتباكات عنيفة بين الجانبين، مع استهداف العديد من النقاط الحدودية الباكستانية.
من جهتها، نقلت قناة “جيو نيوز” الباكستانية عن مصادر أمنية تأكيدها وقوع الاشتباكات دون تقديم تفاصيل عن الخسائر.
في المقابل، أفادت قناة “طلوع نيوز” الأفغانية بمقتل أكثر من عشرة جنود باكستانيين في الهجمات الأفغانية، وهو ما نفته السلطات الباكستانية لاحقا.
وازداد التوتر بعد تصريحات المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أحمد شريف شودري، الذي اتهم طالبان بـ”الفشل” في مواجهة الجماعات المسلحة التي “تهدد أمن باكستان”
وقال شودري إن “السلطات الأفغانية تقترب من تجاوز الخطوط الحمراء الباكستانية” وتوعد باستهداف مخابئ الجماعات المسلحة داخل الأراضي الأفغانية.
الغارات الباكستانية وتداعياتها
شنت القوات الجوية الباكستانية غارات جوية عنيفة داخل الأراضي الأفغانية الخميس الماضي، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات المحلية في ولاية بكتيكا.
وأعلنت طالبان أن أكثر من أربعين مدنيا أفغانيا قتلوا في الغارات، التي استخدمت فيها باكستان طائرات حربية متطورة لاستهداف ما قالت إنها “مقرات لحركة طالبان الباكستانية”.
جاءت الغارات بالتزامن مع زيارة مبعوث باكستان الخاص لكابل، صادق خان، لإجراء مباحثات رسمية مع مسؤولي طالبان، مما أثار تساؤلات حول توقيتها ورسالتها.
ودعت الأمم المتحدة إلى تحقيق عاجل في الغارات الباكستانية، وأكدت بعثتها في أفغانستان (يوناما) تلقيها معلومات “مؤكدة” حول مقتل العشرات من المدنيين.
وأشارت البعثة الأممية إلى ضرورة احترام القانون الدولي وحماية المدنيين.
كما أعلنت منظمة اليونيسيف عن مقتل عشرين طفلا جراء الغارات، ودعت إلى التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
موقف طالبان
ونددت وزارة الدفاع في حكومة طالبان بالغارات الباكستانية ووصفتها بالعدوان “الهمجي”، وأشارت إلى أن “الدفاع عن الأرض والسيادة الأفغانية حق مضمون للإمارة الإسلامية”.
وفي ظل التصعيد المتبادل، يبقى مستقبل العلاقات بين الطرفين غامضا، مع احتمال تصاعد النزاع العسكري وزيادة التوترات في المنطقة الحدودية.