حرية -2/1/2025
حرية – خاص
تعيش العاصمة العراقية بغداد في ظل ظروف صعبة نتيجة الإخفاقات في إدارة أمانة بغداد، ما أدى إلى تدهور واضح في الخدمات الأساسية التي يتوقعها المواطنون.
المدينة التي كانت في يوم من الأيام قلب العراق النابض، أصبحت اليوم تعاني من مشاكل عديدة تؤثر على حياة سكانها اليومية.
الخدمات الأساسية
من أبرز المشاكل التي تواجه بغداد هي تدني مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث تعاني العديد من مناطق العاصمة من نقص حاد في خدمات النظافة، وتجمع النفايات في الشوارع لفترات طويلة، ما يشكل خطرًا على الصحة العامة.
هذا الوضع يعكس الفشل الواضح في إدارة عمليات جمع النفايات وتنظيف الشوارع.
إضافة إلى ذلك، تزداد مشكلة تكدس المياه في بعض الأحياء بعد هطول الأمطار، حيث تفتقر بعض المناطق إلى بنية تحتية قادرة على استيعاب كميات المياه المتزايدة، مما يؤدي إلى غرق الطرق الرئيسية والفرعية في العديد من الأحياء، وهو ما يزيد من معاناة السكان.
الاختناقات المرورية وغياب التخطيط الحضري
الاختناقات المرورية في بغداد أصبحت أزمة يومية تؤرق المواطنين. على الرغم من كون العاصمة واحدة من أكبر مدن المنطقة، إلا أن الطرق الرئيسية في بغداد تعاني من الزحام الشديد بسبب غياب مشاريع تطوير البنية التحتية للنقل، فضلاً عن افتقار المدينة إلى شبكة مواصلات عامة متكاملة وفعالة وتعاني المدينة من انعدام التنسيق بين الامانة ومديرية المرور التي ما زالت تسمح بإستيراد السيارات دون وضع ضوابط وقيود .
غابت التخطيطات الحضارية الحديثة، فالمناطق السكنية تتداخل مع المناطق التجارية، مما يؤدي إلى ازدحام الطرق وضيقها.
هذا الوضع أضاف عبئًا إضافيًا على سكان بغداد الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين مشاكل التنقل ونقص الخدمات.
الإفراط في البناء العشوائي والتوسع غير المنظم
كما أن هناك تزايدًا في ظاهرة البناء العشوائي في العديد من المناطق. مع غياب الرقابة من قبل أمانة بغداد، تم بناء مبانٍ غير قانونية في الأراضي الزراعية وعلى جوانب الطرق السريعة وتقسيم المنازل بمساحة صغيرة والبناء في المناطق المحرمة . هذا التوسع غير المنظم أسهم في تشويه المظهر الحضري للمدينة وأدى إلى ازدحامها بشكل غير قابل للتحمل.
الفساد الإداري وأثره على المشاريع العامة
واحدة من الأسباب الرئيسية التي ساهمت في تدهور الواقع في بغداد هي الفساد الإداري المستشري في أمانة بغداد. فقد تراجعت جودة تنفيذ المشاريع العامة، مع تسريبات تكشف عن تلاعب في تخصيص الميزانيات، مما أدى إلى تأخر تنفيذ مشاريع البنية التحتية المهمة مثل تحسين شبكة المجاري، مشاريع الطرق، وبناء الحدائق العامة.
هذا الوضع جعل الكثير من المشاريع تتوقف أو تنفذ بشكل جزئي دون الوصول إلى النتيجة المرجوة.
تحسين الخدمات ووقف الفساد
المواطنون في بغداد يعبرون عن استيائهم المستمر من سوء الأوضاع في العاصمة.
فهم يطالبون بتحسين الخدمات الأساسية مثل تنظيف الشوارع، تحسين شبكة النقل العام، وإصلاح الطرق. كما يطالبون بإيقاف الفساد الإداري والمالي لبعض العاملين في مفارز ولجان وبلديات أمانة بغداد، وضمان تنفيذ المشاريع بشكل سليم وفي وقتها المحدد.
واقع مدينة بغداد اليوم يعكس حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها العاصمة في ظل الإخفاق المستمر لأمانة بغداد في توفير خدمات لائقة للمواطنين.
إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة من قلل الاحزاب السياسية بالتأثير على الحكومة واختيار شخصية بغدادية ناجحة للحد من الفساد، وتحسين إدارة المدينة، فإن الأوضاع ستستمر في التدهور، مما يهدد مستقبل بغداد كعاصمة وركيزة رئيسية للعراق.
كما يذكر فقد شهدت العاصمة في الآونة الأخيرة تنفيذ عدد من المشاريع التي تهدف إلى فك الاختناقات المرورية وتحسين النظافة العامة في الشوارع هذه المشاريع، التي تشمل توسيع بعض الطرق وتنظيف الشوارع والمناطق العامة، تعتبر خطوة إيجابية لتحسين بيئة المدينة وتسهيل حركة المرور ومع ذلك، يرى العديد من الخبراء والمواطنين أن هذه الجهود قد لا تكون كافية لمواجهة التحديات المستمرة التي تعاني منها العاصمة وتم إطلاق مشاريع توسيع بعض الطرق الحيوية، إضافة إلى إنشاء جسور وأنفاق لتخفيف الضغط على الشوارع الرئيسية.
هذه المشاريع تساعد في تسهيل حركة المرور، لكن الكثير من المناطق لا تزال تشهد ازدحامًا خانقًا في ساعات الذروة وهناك جهود ملحوظة في تنظيف الشوارع وإزالة المخلفات من الأماكن العامة وقد تم تخصيص فرق عمل للقيام بتنظيف المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كما تم إطلاق حملات توعية للمواطنين للحفاظ على نظافة المدينة على الرغم من هذه الجهود، إلا أن هناك تحديات كبيرة تحتاج إلى حلول طويلة الأمد.
أبرز هذه التحديات تشمل:
زيادة عدد السكان النمو السكاني السريع في العاصمة يساهم بشكل كبير في زيادة الضغط على البنية التحتية.
الطرق المتوسعة قد لا تكون كافية لمواكبة الزيادة في عدد السيارات والمركبات.
يتطلب الأمر تنفيذ خطط بديلة ومستدامة لتنظيم حركة المرور والنقل العام بشكل أكثر فعالية. يجب أن تكون هناك استراتيجيات لتطوير نظام نقل جماعي متكامل وتشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل العامة.
حتى مع المشاريع الحالية، لا تزال بعض الشوارع تعاني من ازدحام مستمر بسبب فترات الذروة وعدم وجود بدائل ملائمة.
لذلك، يرى المختصون أن مشاريع فك الاختناقات وتنظيف العاصمة تحتاج إلى تكامل مع خطط بديلة تشمل:
تطوير شبكة النقل العام
يجب على الحكومة تعزيز النقل العام بتوسيع خطوط المترو والحافلات، وتوفير وسائل النقل الحديثة والمريحة التي تسهل التنقل داخل المدينة.
تشجيع السيارات الكهربائية
مع ازدياد عدد المركبات، من الضروري تشجيع استخدام السيارات الكهربائية لتقليل التلوث والازدحام، بالإضافة إلى تسهيل توفير محطات شحن.
إعادة تصميم المدن والمناطق السكنية
من خلال استخدام التخطيط الحضري الجيد، يجب أن يتم إعادة تصميم بعض المناطق لتخفيف التكدس السكاني وتحقيق توزيع عادل للمرافق والخدمات.
تطوير مواقف السيارات
يجب إنشاء مواقف متعددة الطوابق بالقرب من المناطق التجارية لتقليل الضغط على الشوارع.
الاستثمار في التكنولوجيا الذكية
يمكن استخدام الأنظمة الذكية لتنظيم المرور والتنبؤ بالاختناقات في الوقت الفعلي، مما يساعد على تفادي الازدحام.
رغم أن مشاريع فك الاختناقات وتنظيف العاصمة تمثل خطوات إيجابية نحو تحسين بيئة المدينة، إلا أن الحاجة إلى خطط بديلة للتنظيم باتت ملحة لكن لا بد من التفكير في حلول شاملة ومستدامة تتماشى مع النمو السكاني والتحديات البيئية والمرورية في العاصمة.