حرية ـ (11/1/2025)
المحامي محمد مجيد الساعدي
مع اقتراب ذكرى يوم القضاء العراقي تتجلى أهمية القضاء كركن أساسي في بناء الدولة وسيادتها فهو السند الدستوري الذي يضمن حقوق الأفراد ويحمي مبدأ سيادة القانون. لقد أثبت القضاء العراقي عبر تاريخه أنه حارس العدالة والمظلة التي يستظل بها المواطنون لتحقيق المساواة والإنصاف.
اهمية دور القضاء العراقي في تعزيز سيادة القانون القضاء العراقي ليس مجرد سلطة من بين السلطات الثلاث بل هو الحارس الأمين الذي يضمن التوازن بين هذه السلطات ويحمي الحقوق العامة والخاصة واصبح واضحا هذا الدور في تنظيم العلاقات السياسية من خلال تطبيق القانون وتوزيع العدالة بين جميع مكونات الشعب العراقي واطيافه . استقلال القضاء العراقي تجسد في مواقفه التاريخية التي أكدت حياديته المطلقة وقراراته التي تستند إلى القانون والعدالة بعيدًا عن أي تأثير سياسي أو مجتمعي.
بموجب النصوص الدستورية الداعمة حيث أرسى دستور جمهورية العراق لعام 2005 استقلالية القضاء كضمانة أساسية لتحقيق العدالة وقد نصت المادة (87) على أن
“السلطة القضائية مستقلة وتتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها وتصدر أحكامها وفقاً للقانون.
كما أكدت المادة (88) على مبدأ استقلال القضاة حيث جاء فيها ((القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون ولا يجوز لأي سلطة التدخل في القضاء أو في شؤون العدالة))
وبرز القضاء كحامي لحقوق المواطن من خلال الفصل في النزاعات وذهب إلى حماية الحقوق الدستورية للمواطنين وضمان العدالة الاجتماعية. فالقضاء هو الحصن الأخير الذي يلجأ إليه المواطن للدفاع عن حقوقه سواء في وجه التعسف الإداري أو انتهاك الحقوق الأساسية. ومن أبرز إنجازات القضاء العراقي دوره في محاسبة الفاسدين وحماية الحريات العامة ودعم سيادة القانون في أصعب الظروف التي مرت بها البلاد ورغم التحديات التي واجهها القضاء العراقي من خلال محاولات التدخلات السياسية والضغوط إلا أنه صمد وأثبت كفاءته. وقد شهد العراق في سنواته الماضية العديد من القضايا الحساسة التي عالجها القضاء بحكمة مما عزز ثقة المواطنين به كملاذ آمن لتحقيق العدالة. لذلك قمنا وبالتعاون مع الخيرين بتشكيل رابطة دعم القضاء العراقي اعتزازاً بمواقفه الشجاعة في تأمين العدالة والحقوق لأبناء هذا الشعب
و في ذكرى يوم القضاء العراقي نستذكر بفخر دور القضاء في ترسيخ مبادئ الدولة المدنية وحماية حقوق الإنسان. إن القضاء العراقي بمواقفه السيادية واستقلاليته المطلقة يظل ركيزة أساسية لبناء عراق آمن ومستقر. وإذ نحتفي بهذا اليوم فإننا نجدد دعمنا لهذا الصرح العظيم الذي يمثل الأمل في تحقيق العدالة والمساواة في كل ربوع الوطن.