حرية ـ (12/1/22025)
يجد من يزور متحف الإعلام العراقي، نفسه امام زمن ماضٍ تجسده مقتنيات خاصة بالفن والإعلام كانت تستخدم خلال عقود طويلة.
يتحرك الزمن القديم عبر الوثائق والكاميرات وأجهزة التصوير وآلات الطباعة والملفات والأرشيفات التي تتوزع في أروقة المتحف، وقد كتب اسم كل واحدة منها اسمها وتاريخ استعمالها.
جاءت فكرة تأسيس المتحف عند زيارة الفنان نصير شمه عام 2018 وكان بتمويل ودعم من رابطة المصارف الخاصة.
تولت الفنانة التشكيلية مينا الحلو ادارة هذا المتحف منذ افتتاحه عام 2022، وبذلت جهوداً كبيرة مع فنانين وإعلاميين لتزويدها بمقتنيات الإعلام السابق وحصلت على بعض التحفيات الاعلامية التي يعود زمنها الى عام 1910
ووفق الحلو تم تأهيل مبنى التدريب الإذاعي سابقاً ليكون قاعة لعرض محتويات الإعلام العراقي بمختلف معداته.
وتشير الحلو،الى تفاعل بعض المؤسسات والجمعيات الحكومية والأهلية مع مبادرة تأسيس المتحف الذي يتألف حالياً من 3 قاعات، واحدة منها للصحافة وأخرى للأجهزة التلفزيونية وقاعة للإذاعة، فيما خصصت القاعة الثالثة لعرض اجهزة متنوعة.
وفضلا عن ذلك، هناك ثمة قاعات في الطابق العلوي، إحداها للعروض، اما الاخرى فقد صممت لمحاكاة استوديو البرنامج الشهير “الرياضة في اسبوع” بكل معداته.
شعار المتحف وأبرز مقتنياته
يضم المتحف حاليا مقتنيات نادرة، منها نحت بلبل بقفص ذهبي كان الزعيم الالماني أدولف هتلر اهداه الى الملك غازي في ثلاثينيات القرن الماضي، لكنه تعرض للسرقة، وتمكن المخرج الإذاعي خطاب عمر من شرائه من السارق ليهديه بعد ذلك الى متحف الإعلام، ويحتوي على ميكسر صوت خاص بـ الملحن طالب القره غولي الذي كان خبيراً في استخدام الأجهزة الصوتية.
وتتوزع في قاعة المتحف كاميرات تصوير تلفزيونية مختلفة الانواع والاحجام وميكسرات صوت مختلفة وأجهزة مونتاج وكاميرات صور فوتوغرافية واجهزة راديو وتلفزيونات قديمة ومجسمات لفنانين وإعلاميين ومجلات قديمة منها مجلة الاذاعة والتلفزيون وغير ذلك من المقتنيات النادرة.
واستنبطت الحلو تصميم شعار المتحف من كلمة “ايكي” المسمارية والتي تعني العين أو البصيرة في لغة بلاد الرافدين القديمة.
وكان متحف الإعلام في أربعينيات القرن الماضي مدرسة ابتدائية، وأصبح بعد ذلك معهداً للتدريب الإذاعي تخرج منه نخبة من الإعلاميين، ووفق الحلو فإن 90 بالمئة من الإعلاميين والمذيعين في ذلك الوقت كانوا قد حصلوا على تدريبات مختلفة بمجال الإعلام لتطوير قدراتهم، قبل أن يستخدم كمبنى بديل لاستوديو العراق.
في العام 2003 تعرض مبنى الاذاعة والتلفزيون اسوة بجميع المؤسسات الحكومية الى الحرق والتدمير والنهب وسرقة محتويات المبنى بما فيها معدات الإذاعة والتلفزيون والأستوديوهات والأرشيف والتحف الفنية .
مصادر المقتنيات
تعد مخازن شبكة الإعلام العراقي المصدر الرئيسي للحصول على مقتنيات المتحف، اضافة الى تبرعات من شخصيات إعلامية وسياسية ومواطنين، وفق موظف المتحف مازن رحيم.
ويشير رحيم في حديثه له، إلى وجود أجهزة كانت موجودة في قصر المؤتمرات التابع لوزارة الثقافة وأجهزة أخرى في مجلس النواب تعود لعهد النظام السابق، ومنها جهاز يستخدم بعمليات المونتاج خلال ثمانينيات القرن الماضي.
تم جمع أكثر من 200 جهاز من مقتنيات الإعلام العراقي خلال عام واحد، يضيف رحيم، وتم تشكيل لجنة من الخبراء والاستعانة بمهندسين متقاعدين لجمع الأجهزة ومعرفة وظيفة كل جهاز منها، ولم يكن ذلك سهلا بسبب خوف بعض المتبرعين من عدم عرض ما تبرعوا به من أجهزة ومقتنيات بطريقة صحيحة.
ويؤكد، ان بعض الاعلاميين والفنانين تبرعوا بصحف ومجلات يعود تاريخها إلى أكثر من 5 عقود، وتبرع الممثل سامي قفطان بجوائزه، فيما تبرعت عائلة المخرج والممثل الراحل يوسف العاني بصندوق يحتوي على أعماله مكتوبة بخط يده.
كما اهدى المصوران الاخوان عبدالله حسون وحسين حسون الاستوديو الخاص بهما للمتحف بكامل معداته .
وخلال سؤالنا لمينا الحلو عن مدى إقبال السائحين على المتحف أجابت بأنه لا يوجد تعاون بين المؤسسات المختصة لتنظيم زيارة الوفود العربية والأجنبية على الرغم من اختيار بغداد عاصمة للسياحة 2025 فكان الاجدر بوزارة الثقافة والمؤسسات المعنية بإدراج جولة الى متحف الإعلام العراقي ضمن برنامج السائحين.
واختتمت الحلو حديثها عن وجود فكرة لتوسيع واضافة قاعات جديدة للمتحف وهي قاعة لمقتنيات رواد الثقافة والفن العراقي، كذلك قاعة خاصة للسينما العراقية، وتأمل الى جمع أرشيف للكاريكاتير والكومكس لعمل جدار خاص لأعمالهم.