حرية – 28/1/2025
أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن اقتراح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتوطين سكان غزة في الدول العربية يتناقض مع مفهوم التعايش السلمي بين دولتين ذات سيادة، إسرائيل وفلسطين، والذي تدعو إليه فرنسا، واعتبرت باريس أن أيّ تهجير قسري لفلسطينيي غزة “غير مقبول”.
وقال وزير الخارجة الفرنسي عبر أثير محطة راديو “سود”: “تؤكد مصر والأردن دائماً أنهما ضد مثل هذا الحل، أما بالنسبة لفرنسا فنحن واثقون بأن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب حل الدولتين، حيث تعيش فلسطين جنباً إلى جنب مع إسرائيل”، إن تهجير الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، إذا كان يمكن أن نسمي هذا على هذا النحو، يبدو لي غير متوافق مع هذا القرار”.
وكان ترامب قد أعلن، في 25 يناير، بمحادثة مع صحافيين من مجموعته الإعلامية أنه يعتقد أن من الممكن إعادة توطين سكان قطاع غزة الذين فقدوا منازلهم جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية الحالية في الدول العربية.
ووفقا لرؤية ترامب فإن 1.5 مليون شخص يحتاجون إلى إعادة توطينهم خارج قطاع غزة، وأضاف ترامب أنه ناقش هذه القضية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
ونزح نحو 2.4 مليون نسمة من سكان قطاع غزة بسبب الحرب التي اندلعت جراء هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وكانت القاهرة وعمّان جددتا موقفهما الرافض لأي مخططات إسرائيلية أو غيرها من أجل نقل سكان القطاع، معتبرة أنها حملة تهجير ثانية، وذلك بعد إعلان الرئيس ترامب عن نيته التحدث لقيادتي البلدين حول إمكانية نقل شعب غزة.
وفي هذا الشأن، أعرب وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، أمس الاثنين، عن قلق بلاده إزاء محاولات التهجير التي تستهدف الشعوب في دول الجوار. وأشار إلى الأوضاع السياسية والإنسانية المتردية في المنطقة، بما في ذلك النزاعات والأزمات السياسية والآثار السلبية للتغيرات المناخية.
كما أكد على أن هذه العوامل تسهم في تنامي موجات النزوح والهجرة، ما يؤدي إلى زيادة تدفقات المهاجرين إلى مصر، التي تستضيف بالفعل أكثر من 9 ملايين مهاجر ولاجئ وأشخاص في أوضاع شبيهة باللجوء.
وأتت التصريحات المصرية متزامنة مع تجديد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس الاثنين، رفض المملكة أي حديث عن تهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن الأردن سيستمر في التصدي له.
وقال الصفدي، في إحاطة أمام مجلس النواب، إن كل الكلام عن الوطن البديل للفلسطينيين مرفوض، مشددا على أن بلاده لن تقبله وستستمر في التصدي له. وأضاف أن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، وحلُّ القضية الفلسطينية على التراب الفلسطيني، وفق كلامه.