حرية ـ (4/2/22025)
كشفت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، تفاصيل جديدة تتعلق بآخر 24 ساعة قضاها رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد، في بلاده، قبل هروبه إلى روسيا فجر الأحد، الموافق الثامن من ديسمبر الماضي.
ووفقا للتقرير التلفزيوني، فقد شهد السابع من ديسمبر، تطورات متسارعة بدأت بسقوط مدينة حمص في يد فصائل المعارضة المسلحة.
وفي ذلك اليوم، عقد الأسد اجتماعا مغلقاً مع مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني، لم يحضره أي من مساعديه المعتادين، وفق الشبكة.
وحسب مدير المكتب الإعلامي السابق في الرئاسة السورية (نظام الأسد)، كامل صقر، فإن هذا الاجتماع “كان حاسما”، إذ تبيّن خلاله أن “لا أحد مستعد للقتال دفاعا عن نظام الأسد، لا إيران، ولا حزب الله، ولا روسيا، ولا حتى الجيش السوري نفسه”.
ويشير المصدر ذاته، أن النظام السابق “فهم في هذا اليوم أن نهايته حانت”، وفي محاولة للتغطية على خطط هروبه، “أمر الأسد بإعداد مسرح في قصر المهاجرين، لإلقاء خطاب من 400 كلمة”.
وقام فريق التصوير بتجهيز كل المعدات اللازمة، لكن الخطاب لم يُلقَ أبداً.
ويقول صقر إن بوتين “وعد بتأمين مساعدات عسكرية إيرانية جوا، لكن هذه المساعدات لم تصل أبداً”.
وعاد الأسد إلى دمشق في 28 نوفمبر، لكن إيران، حليفته الأخرى، لم تهب لنجدته.
وفي 5 ديسمبر، سقطت مدينة حماة في يد المعارضة. و”حاول الأسد الاتصال ببوتين الذي كان في زيارة لبيلاروسيا، لكن الرئيس الروسي لم يجب على مكالماته”، وفقا لصقر.
وتطورت الأحداث لاحقا مع مواصلة المعارضة تقدمها، حتى الساعات الأولى من صباح الأحد 8 ديسمبر، حين انتشر خبر هروب الأسد عبر مكبرات الصوت في مساجد بالعاصمة دمشق.
ويصف عيون المشهد قائلاً، إنه “استيقظ في الثالثة صباحا على أصوات إطلاق نار، وعندما نظر من نافذته، رأى جنودا يخلعون بزاتهم العسكرية”.
وبحلول منتصف النهار، كانت المعارضة قد سيطرت بالكامل على العاصمة، ووصل قائد هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى، أحمد الشرع الملقب بـ”أبي محمد الجولاني”، إلى القصر الرئاسي، لتنتهي بذلك حقبة حكم استمرت لعقود، تاركة السوريين مع آمال بوفاء القيادة الجديدة بعهود الحرية والتغيير.
وتسعى الإدارة الجديدة في سوريا إلى ترميم علاقة البلد بمختلف دول العالم، عبر استضافة وفود والمشاركة بزيارات رسمية، كان آخرها التي قام بها الشرع إلى السعودية، والتي ينطلق منها إلى تركيا، الثلاثاء.
وتطالب السلطات الجديدة في سوريا بإزالة العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على نظام الأسد، متعهدة بحماية حقوق جميع السوريين، بما في ذلك الأقليات، وسط مخاوف عالمية مما قد يحل بتلك الأقليات.