حرية – 6/2/2025 – خاص
أكدت وزيرة الهجرة والمهجرين العراقية ،إيفان جابرو، أن الحكومة العراقية تشعر بقلق كبير إزاء مساعي الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، لتفكيك مخيم الهول في شمال سوريا، والذي يضم الآلاف من عوائل تنظيم داعش.
وقالت الوزيرة، في تصريح صحفي، إن قرار الولايات المتحدة إيقاف المساعدات الخارجية سيؤثر بشكل مباشر على أوضاع المخيم، مشيرةً إلى أن هذا القرار سيعرقل برامج إعادة تأهيل أسر التنظيم المتطرف ويزيد من التحديات الأمنية التي تواجهها الدول المعنية، وعلى رأسها العراق.
![](https://huria.news/wp-content/uploads/2025/02/image-24-1024x682.png)
وأوضحت جابرو أن العراق نجح في إعادة 11 ألف شخص من المخيم، ونجح في دمج 9 آلاف منهم داخل المجتمع العراقي، في حين لا يزال 17 ألف شخص يقيمون في المخيم، بينهم أفراد يشكلون تهديدًا أمنيًا محتملاً.
مخاطر تفكيك المخيم وتهديدات أمنية محتملة
تحذر الأوساط الأمنية العراقية من أن أي خطوة غير مدروسة لتفكيك مخيم الهول قد تؤدي إلى إعادة انتشار عناصر التنظيم الإرهابي في المنطقة، ما قد يشكل تهديدًا مباشرًا للعراق.
ويُعتبر المخيم، الذي يضم آلاف النساء والأطفال من عوائل مقاتلي داعش، بؤرة لتطرف جديد بسبب الظروف الصعبة داخله وضعف الرقابة الأمنية.
وكشفت وزيرة الهجرة أن “نساء داعش اللواتي شاركن في عمليات تعنيف ضد النساء العراقيات لم يطلبن العودة حتى الآن”، وهو ما يعزز المخاوف من أن العديد منهن ما زلن يحملن أفكارًا متطرفة، مما قد يُشكّل خطرًا مستقبليًا على الأمن القومي العراقي.
![تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو image-22.png](https://huria.news/wp-content/uploads/2025/02/image-23.png)
قلق عراقي
يعتقد أن أي تفكك للمخيم دون تنسيق أمني مسبق قد يؤدي إلى رفع مستوى التأهب الأمني على الحدود وتشديد الرقابة لمنع أي عمليات تسلل محتملة.
![](https://huria.news/wp-content/uploads/2025/02/image-19.png)
تحليل سياسي وأمني
يشير محللون إلى أن التطورات المرتبطة بمخيم الهول قد تؤثر بشكل مباشر على الوضع الأمني في العراق، حيث تواجه البلاد خطر عودة خلايا داعش النائمة إلى النشاط في حال عدم السيطرة على ملف العائدين من المخيم.
كما أن التوترات الإقليمية والتغيرات السياسية في سوريا، خاصة مع تولي أحمد الشرع الرئاسة، قد تُعقّد المشهد الأمني، خصوصًا إذا لم يكن هناك تنسيق عراقي – سوري دولي واضح بشأن مصير المخيم ونزلائه.
![](https://huria.news/wp-content/uploads/2025/02/image-20.png)
في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مفتوحًا هل يستطيع العراق تحصين أمنه القومي من تداعيات تفكيك مخيم الهول أم أن الملف سيشكل تهديدًا جديدًا يتطلب استراتيجيات أمنية أكثر تشددًا في المرحلة المقبلة؟
جاهزية الحشد الشعبي واستراتيجيات المواجهة الأمنية
في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة، يبرز الحشد الشعبي كأحد أبرز القوى العسكرية القادرة على التعامل مع أي تهديدات ناشئة عن تفكيك مخيم الهول.
وعلى الرغم من أن المهام الأمنية الأساسية تقع على عاتق الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب فإن الحشد الشعبي يمتلك قدرات قتالية ولوجستية كبيرة تمكنه من لعب دور مهم في تأمين الحدود العراقية السورية والتصدي لأي عمليات تسلل محتملة لعناصر تنظيم داعش.