حرية ـ (25/2/22025)
نشر موقع “أكسيوس” الأميركي، تفاصيل مسودة الاتفاق الأميركي الأوكراني حول صفقة “المعادن النادرة”، والتي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يرغب من خلالها باستعادة الأموال التي دعمت بها واشنطن كييف خلال الحرب التي تعيشها مع روسيا.
الاتفاق يقضي بإنشاء ما يعرف باسم “صندوق إعادة الإعمار”، وتديره الدولتان بشكل مشترك، ويستثمر في مشاريع داخل أوكرانيا ويجذب الاستثمارات لزيادة التنمية، بما في ذلك مجالات التعدين والموانئ.
ينص الاتفاق أيضا، وفق أكسيوس، على مساهمة أوكرانيا في الصندوق المقترح بمبلغ 500 مليار دولار، شرط أن تكون المساهمات الأوكرانية في الصندوق ضعف مساهمات الولايات المتحدة، لكن لا ينص على أن يُدفع هذا المبلغ للولايات المتحدة.
تدفع أوكرانيا بموجب المسودة 50 بالمئة من عائداتها (مع عدم احتساب نفقات التشغيل)، من المواد القابلة للاستخراج (مثل المعادن والنفط والغاز) إلى الصندوق.
كما يشير أحد البنود في مسودة الاتفاق التي اطلع عليها “أكسيوس”، إلى مشروعات في المناطق التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، حال تحريرها.
جدير بالذكر أن معظم الثروات المعدنية الأوكرانية تقع في مناطق شرقي البلاد، التي تمزقها الحرب الدائرة منذ نحو 3 سنوات.
حال توقيع الاتفاق، سوف تتولى وزارتا الخزانة والتجارة الأميركيتين بجانب مكتب نائب الرئيس، وضع تفاصيل الترتيبات المتعلقة به مع وزارة الاقتصاد الأوكرانية.
ومن المقرر، وفق المسودة، أن يوقع الاتفاق كل من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ونظيره الأوكراني أندريه سيبيا.
ونقل أكسيوس عن مصادر أن الاتفاق “مرجحا وقد يتم الإعلان عنه قريبا”.
ويضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أجل توقيع أوكرانيا اتفاقا يمنح واشنطن امتياز الوصول إلى احتياطاتها من المعادن النادرة مثل التيتانيوم والليثيوم.
والثلاثاء، قال الكرملين إنه يرى فرصا للتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق باحتياطات روسيا الكبيرة من المعادن النادرة، ذات الأهمية الإستراتيجية.
واحتلت روسيا أراضي في شرق أوكرانيا وجنوبها يحتوي باطنها على كميات كبيرة من الليثيوم والمعادن الأخرى.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الثلاثاء، إن روسيا “مستعدة لاتفاق مماثل مع توافر الإدارة السياسية لذلك”، وفق فرانس برس.
من جانبه، يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي، إلى الحصول على شروط أفضل في الصفقة التي تطالب بها إدارة ترامب.
واعتبر زيلينيسكي في مؤتمر صحفي، الأحد، أن العرض الأميركي الحالي “يفرض أعباء مالية مدمرة” على بلاده، مشددا على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق “ضمانات أمنية”، فضلا عن شروط مالية “أكثر عدالة”.
وقال: “لا أريد شيئا ستضطر 10 أجيال من الأوكرانيين إلى سداده”.
من جانبه، صرح وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أن الاتفاق المقترح “لا يشمل ضمانات عسكرية صريحة”، لكنه أشار إلى أن استثمار الولايات المتحدة في الاقتصاد الأوكراني سيخلق نوعا من الحماية الضمنية.
وأوضح: “نريد تشابكا اقتصاديا بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لمصلحة الطرفين. الروس يكرهون هذه الصفقة”.
فيما قال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، لبرنامج “فوكس نيوز صنداي”، إن “زيلينيسكي يجب أن يأتي إلى الطاولة، لأن هذه الشراكة الاقتصادية أمر مهم لمستقبل بلاده، ونأمل بأن يفعل ذلك قريبا جدا”.
من بين الموارد الموجودة على الكرة الأرضية، يصنف 17 معدنا ضمن مجموعة المعادن النادرة، والتي تستخدم في تصنيع المغناطيس عالي الأداء والمحركات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية، وأنظمة الصواريخ.
وتصنف هيئة المسح الجيولوجي الأميركية 50 معدنا بالغة الأهمية، بينها معادن نادرة والنيكل والليثيوم، بينما تضم قائمة الاتحاد الأوروبي 34 معدنا.
وهي تعتبر نادرة لقلتها وعدم وجود بدائل لها تؤدي نفس الوظيفة.
وحسب بيانات وزارة الاقتصاد في كييف، تمتلك أوكرانيا موارد من 22 معدنا من بين 34 معدنا التي تعتبر ذات أهمية عالية في قائمة الاتحاد الأوروبي.
وتشمل هذه الموارد، ما يستخدم في المواد الصناعية، ومواد البناء، وسبائك الحديد، وعناصر أرضية نادرة، واحتياطيات ضخمة من الفحم.