حرية -27/2/2025
احمد الحمداني
مصطفى الكاظمي يعود إلى العراق في وقت دقيق ومليء بالتحديات السياسية والأمنية ابو هيا او ابو محمد الذي قاد البلاد في فترة عصيبة يواجه اليوم ملفات ساخنة يعود بها إلى الساحة لكن هل سيبقى حذراً في مواجهة الخصوم أم أن “كل من طبخ السم سيأكله” في النهاية؟
خلال فترة حكمه تعرض لانتقادات واسعة من خصومه الذين حاولوا إفشاله من خلال خطط معقدة لتحجيم دوره وتقويض جهوده في تحقيق الاستقرار هؤلاء اللاعبين الذين أعدوا الخطط ضد فريق الكاظمي وسعوا لتفتيت قدراته السياسية يواجهون اليوم نتائج سياساتهم إذ لم يستطعوا منع الكاظمي من العودة، بل يجدون أنفسهم أمام مشهد سياسي قد يرتد عليهم.
سياسيون يتحركون بهدوء وحذر لعبوا دورًا في خلط الأوراق نجد بعضهم علاقتهم بالكاظمي كانت مضطربة في أغلب الأحيان و اتسمت بالشد والجذب بين دعم للكاظمي في بعض القرارات وانتقاد حاد في أوقات أخرى.
اما على الساحة الدولية كانت علاقة الكاظمي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب ذات تأثير كبير على سياسة العراق الخارجية فقد نجح الكاظمي في المحافظة على علاقات متوازنة مع واشنطن رغم الضغوط الإيرانية والتوترات المستمرة ترامب كان يرى في الكاظمي شريكًا مهمًا لتحقيق الاستقرار في العراق والحد من النفوذ الإيراني، وهو ما جعله يمنح الحكومة العراقية دعمًا سياسيًا وعسكريًا في بعض القضايا.
وفي المرحلة الحالية، يُعد دور الكاظمي محوريًا، فهو يملك خبرة علاقات دولية وسياسية وأمنية واسعة تجعله مرشحًا قويًا لاستعادة زمام المشهد العراقي عودته تفتح الباب أمام احتمالات عديدة، منها إعادة تشكيل التوازنات الداخلية والخارجية وسيبقى التحدي الأكبر أمام الكاظمي هو هل سيتمكن من تجاوز خصومه والعمل على بناء العراق بعيدًا عن حدود الدم والصراعات؟
لكن السؤال الذي يبقى عالقاً هو هل سيستمر الكاظمي في اللعب السياسي مع الأفاعي؟ السياسة مليئة باللاعبين الذين يجيدون التحرك في المياه العكرة وخصوم الكاظمي في الساحة ليسوا أقل خطورة من “الأفاعي”.
هل سيتجنب السموم هذه المرة أم سيجد نفسه مجبرًا على اللعب وفقًا لقواعد اللعبة التي تفرضها طبيعة السياسة العراقية والخارجية؟
في نهاية المطاف فإن من أعد الخطط لتعطيل خطوات الكاظمي قد يجد نفسه أمام مواجهة مع النتائج غير المتوقعة لتلك الخطط أما مصطفى الذي نجح سابقًا في تجاوز عقبات عديدة فقد يتمكن من استغلال الفرصة المتاحة اليوم لفرض رؤيته السياسية واستعادة دوره في الساحة العراقية.