حرية ـ (4/3/2025)
ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، ان مصطلح “تحالف الراغبين” الذي استخدمه رئيس الوزراء البريطاني كير ستار مر، هو استعادة للمصطلح ذاته الذي أُستُخدم قبل غزو العراق العام 2003.
وأوضح التقرير البريطاني، الذي ترجمته، أن العبارات السياسية الرنانة نادرا ما تتكرر بدون سبب مقصود، مضيفا أنه ربما كان القصد من عبارة “تحالف الراغبين” التي استخدمها ستار مر قبل يومين، هي تذكير المجتمع الدبلوماسي والعسكري الأمريكي بـ”إننا ساعدناكم؛ الآن عليكم رد الجميل”.
وتابع التقرير قائلا إن “تحالف الراغبين” الشهير، او السيء الصيت، هو التحالف الذي جمع الدول الـ30 التي قدمت الدعم علنا لغزو الرئيس الأمريكي الاسبق جورج بوش للعراق في العام 2003″.
وذكر التقرير بأن تشكيل هذا التحالف من الدول، جاء بعدما قررت واشنطن ان النظام العراقي يمتلك اسلحة دمار شامل تشكل تهديدا مباشراً، وأن الغزو كان ضروريا، وذلك قبل أن يستكمل مفتشو الأسلحة التابعين للأمم المتحدة عملهم.
ولفت التقرير إلى أنه من نتائج الغزو كان الفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل، والإطاحة بنظام بصدام حسين، ودفع العراق إلى مرحلة طويلة من الفوضى الداخلية وسفك الدماء، فيما انخرط فيها أكثر من 150 ألف جندي أمريكي.
وأشار التقرير إلى أن بريطانيا، مثلما يدرك رئيس الوزراء ستارمر، كانت الشريك الأكبر في “تحالف الراغبين” ذلك، حيث ارسلت 45 الف جندي، بينما ارسلت استراليا 2000 جندي، بينما أرسلت الدول الأخرى بشكل عام أعداداً أقل من الجنود، وفي غالب الأحيان، كانت مساهمات هذه الدول مجرد مجموعة صغيرة من الجنود، أو أنها شاركت من خلال السماح باستخدام قواعدها العسكرية.
وبحسب التقرير، فإن إعادة طرح مصطلح “تحالف الراغبين” من جانب ستارمر جاءت خلال مقابلته مع قناة “بي بي سي” البريطانية أمس الأول، حيث كشف عن خطة انجلو- فرنسية للعمل مع الولايات المتحدة، من أجل التوصل الى اتفاق سلام في أوكرانيا، حيث قال انه يتوقع وجود شركاء آخرين، وهذا ليس استثناء، فكلما زاد عددهم كان أفضل، إلا أننا بحاجة إلى التحرك نحو طريقة اسرع وأكثر مرونة للتقدم، وأعتقد أن هذا هو تحالف دول الراغبين”.
وفي وقت لاحق، قال ستارمر بحسب ما نقل التقرير عنه بعد القمة التي عقدت في لندن الأحد، قوله إن: عددا من الدول الاخرى وافقت على الانضمام الى هذا التحالف، ولكنه لم يحدد اسماء الدول، مشيرا إلى أن المسألة متروكة للقادة الآخرين لتحديد ذلك.
وذكر التقرير بأنه في نهاية المطاف، فإن التحالف الذي قاده بوش وقتها، توسع من 31 دولة إلى 38 دولة بعد الغزو، بغض النظر عن غموض نوايا التحالف والفوضى التي أحدثها.
وأضاف أن ستارمر لا يبدو على وشك أن يجعل 38 دولة تنضم الى التحالف الجديد، إلا أنه يأمل بشدة ان تكون الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب من بين “الدول الراغبة”.