حرية ـ (5/3/2025)
ألقى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطابا مطولا أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، للمرة الأولى بعد عودته إلى البيت الأبيض.
وحمل هذا الخطاب بعض الدلالات الهامة.
قال ترامب في بداية خطابه: “لقد عادت أميركا”.. ومن المفارقة أن هذا هو نفس السطر الذي استخدمه جو بايدن أيضا في بداية ولايته في عام 2021بعد السنوات الأربع الأولى لترامب.
وتؤكد إعادة هذه العبارة أن البلاد منقسمة بشدة بشأن الاتجاه الذي يجب أن تسلكه ومستقبلها، وهو ما تظهره استطلاعات الرأي الأخيرة.
وحطم خطاب الرئيس الجمهوري الرقم القياسي السابق الذي سجله الرئيس الديمقراطي، بيل كلينتون، في خطابه عن حالة الاتحاد عام 2000.
واستغرق خطاب ترامب ساعة و40 دقيقة، ليصبح بذلك أطول خطاب على الإطلاق يلقيه رئيس أميركي خلال جلسة مشتركة للكونغرس، وفقا لمشروع الرئاسة الأميركية في جامعة كاليفورنيا.
وكان أطول خطاب مسجل سابقا لكلينتون، عندما تحدث لمدة ساعة و28 دقيقة خلال خطاب حالة الاتحاد عام 2000.
وربما ما زاد من مدة الخطاب الوقفات المتعددة للتصفيق، ومقاطعة النواب لكلمته.
وبدا واضحا أن الجمهور الذي حضر في القاعة قد انقسم إلى فريقين، الأول بدا متجهما ولم يتفاعل مع كلمته، والآخر كان متحمسا ويصفق بقوة للرئيس.
ويبدو أن ترامب كان يدرك ذلك الانقسام، ووجه انتقادات ضمنية أثناء خطابه إلى الديمقراطيين المعترضين على سياساته.
وما أن بدأ ترامب بإلقاء خطابه حتى انبرى عدد من المشرعين الديمقراطيين إلى إطلاق صيحات استهجان لمقاطعته، بينما رفع آخرون لافتات تندد بسياساته.
وفي حين هاجم ترامب الديمقراطيين الذين حضروا خطابه، قائلا إنه “لا يوجد شيء يمكنه فعله لإسعادهم”، تواصلت صيحات الاستهجان، وهدد رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، بإخراج مطلقيها من القاعة إذا لم يكفوا عنها.
ورفض النائب الديمقراطي، من ولاية تكساس، آل غرين الاستجابة، ووقف رافعا عصاه وصاح بوجه الرئيس، فطلب جونسون منه الصمت، لكن غرين استمر في الصراخ، وأمر جونسون بإخراجه من القاعة وسط صيحات “يو أس إيه” من الجمهور المؤيد لترامب.
ورفع بعض الديمقراطيين لافتات أثناء تصريحات ترامب، كتب عليها “أكاذيب” “وكاذب” وماسك يسرق”، “أنقذوا الرعاية الطبية”.
وارتدت بعض المشرعات الديمقراطيات بزات وردية احتجاجا على سياسات ترامب التي يرون أنها معادية للمرأة.
وفي حين واجه الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، الذي كان من بين الضيوف، هجوما صامتا من النواب الديمقراطيين، فإنه يحظى بترحيب حار من الجمهوريين.
وأشار ترامب خلال الخطاب إلى الملياردير الذي يترأس وكالة الكفاءة قائلا: “شكرًا لك، إيلون. أنت تعمل بجد… نحن نقدر ذلك”، ثم أشار إلى الجانب الديمقراطي من القاعة، قائلا: “أعتقد أن الجميع هنا، حتى هذا الجانب، يقدر ذلك. إنهم لا يريدون الاعتراف بذلك”.
وجلس ماسك في مقعد بارز بالقرب من السيدة الأولى، ميلانيا، لكنه لم يكن بعيدا عن بعض الموظفين الفيدرالين المفصولين بتوجيه من اللجنة التي يشرف عليها ماسك، والذين أحضرهم نواب ديمقراطيون.