حرية ـ (11/3/2025)
انطلقت، الثلاثاء، محادثات تستضيفها مدينة جدة السعودية، بين مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا، لإيجاد مسار لإنهاء الحرب التي تخوضها الأخيرة مع روسيا.
ويأمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن تؤدي المحادثات في جدة إلى إحياء العلاقات “البراغماتية” مع الولايات المتحدة، وذلك بعد لقاء في البيت الأبيض، الشهر الماضي، شهد مشادة كلامية بين زعيمي البلدين.
وأكّد مستشار للرئيس الأوكراني، أن بلاده “تريد السلام ومستعدة للتفاوض” لإنهاء الحرب، فيما كان يستعد للمشاركة في المحادثات مع نظرائه الأميركيين في السعودية.
وقال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندري يرماك للصحفيين: “نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام”.
وكان زيلينسكي قد اقترح البدء بهدنة مع روسيا في الجو والبحر.
ويهدف اقتراح الرئيس الأوكراني إلى إظهار أنه يعمل نحو تحقيق هدف نظيره الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب سريعا، بعد أن اتهمه بأنه غير مستعد للسلام، وواصل المحادثات المباشرة مع روسيا.
وتبدلت سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية، إذ أجرت واشنطن محادثات مع موسكو، وسعت إلى الضغط على كييف للدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي في منشور على حسابه بمنصة إكس: “نأمل في نتائج عملية، موقف أوكرانيا في هذه المحادثات سيكون بناء للغاية”.
“الهجوم الأكبر”
وتبدأ المفاوضات في جدة بعيد هجوم أوكراني على موسكو، الليلة الماضية، ذكر مسؤولون روس أنه “الأكبر بطائرات مسيرة”.
واستهدفت 91 طائرة مسيرة على الأقل العاصمة الروسية، مما أسفر عن مقتل شخص على الأقل وإصابة 18 آخرين، وإشعال حرائق وإغلاق مطارات واضطرار عشرات الرحلات الجوية إلى تحويل مسارها.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت إجمالي 337 طائرة مسيرة أوكرانية فوق البلاد.
ويهدف توقيت الهجوم فيما يبدو إلى إظهار أن كييف لا تزال قادرة على شن هجمات كبيرة، بعد سلسلة هجمات صاروخية روسية أسفرت إحداها عن مقتل 14 شخصا على الأقل، السبت.
وزيلينسكي، الذي أرسل منذ زيارته المخيبة إلى البيت الأبيض رسالة اعتذار إلى ترامب، سافر إلى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر للقاء وليّ عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، لكنه ترك المحادثات مع الأميركيين لثلاثة من كبار مساعديه.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي ينضم إليه في المحادثات مستشار الأمن القومي لترامب، مايك والتز، إن تعليق المساعدات “شيء آمل أن نتمكن من حلّه” في محادثات الثلاثاء.
وأضاف: “نأمل بأن يكون لدينا اجتماع جيد وأخبار جيدة لنبلغكم بها”.
ومنذ المشادة بين ترامب وزيلينسكي، علّقت واشنطن المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وكذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية والوصول إلى صور الأقمار الاصطناعية، في محاولة للضغط على كييف للجلوس على طاولة المفاوضات.
وقال روبيو إن الولايات المتحدة لم تقطع المعلومات الاستخباراتية عن العمليات الدفاعية.
وغادر زيلينسكي البيت الأبيض دون التوقيع على اتفاق طالب به ترامب من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى قدر كبير من الثروة المعدنية في أوكرانيا كتعويض عن إمدادات الأسلحة السابقة.
وقال زيلينسكي إنه لا يزال على استعداد للتوقيع، رغم أن روبيو قال إنّ الأمر لن يكون محور محادثات الثلاثاء.
وفيما يتعلق باجتماع زيلينسكي وبن سلمان، ذكر بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية، الثلاثاء، أن الاثنين استعرضا الجهود المبذولة لتحقيق سلام “دائم وعادل وشامل” في أوكرانيا.
وأشار البيان المشترك إلى أنهما “أكدا عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية، من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين، بما فيها قطاع الطاقة، والصناعات الغذائية، والبنى التحتية”.
وأضاف: “عبر الجانبان عن تطلعهما لبحث فرص التعاون المشتركة في مجالات النفط، والغاز، ومشتقاتهما، والبتروكيماويات”.