حرية ـ (11/3/2025)
جابد أحمد
تحدث مبتكر مقطع الفيديو الغريب الذي أنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي ويظهر رؤية دونالد ترمب لقطاع غزة، قائلاً إن الفيديو كان يهدف إلى السخرية.
ففي الشهر الماضي، استخدم الرئيس الأميركي منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال” لمشاركة مقطع فيديو مدته 35 ثانية، يظهر فيه ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهما يحتسيان المشروبات ويسترخيان عاريي الصدر بجانب حمام السباحة.
ويبدأ الفيديو بمشهد لرجال ملثمين مسلحين وأطفال صغار يتجولون وسط الأنقاض داخل المدينة، قبل أن تظهر على الشاشة عبارة “غزة 2025″ و”ماذا بعد؟” بأحرف حمراء وبيضاء وزرقاء عريضة.
يظهر في الفيديو المنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي تمثالاً ذهبياً لدونالد ترمب في غزة (@realDonaldTrump/ تروث سوشيال)
ويعلو صوت موسيقى الخلفية عن غزة الجديدة مردداً: “دونالد قادم لتحريركم وجلب النور والحياة للجميع… لا مزيد من الأنفاق، لا مزيد من الخوف، غزة الخاصة بترمب تحققت أخيراً”.
وفي هذا السياق، صرح سولو أفيتال وهو مخرج أفلام وفنان أميركي قائلاً بأنه قام بصنع الفيديو أثناء قيامه بتجارب على برمجيات خاصة بالذكاء الاصطناعي في أوائل فبراير (شباط)، وأضاف بأنه “تفاجأ” عندما انتشر الفيديو كالنار في الهشيم ولقي انتشاراً واسعاً.
وفي حديثٍ لصحيفة “غارديان”، قال: “نحن نروي القصص ولسنا دعاة تحريض. نقوم أحياناً بتأليف مقاطع ساخرة مثل ذلك الفيديو الذي كان هدفه السخرية والتهكم”. وأضاف بأن “السخرية سيف ذو حدين، فالأمر يعتمد على السياق الذي تستخدمه لصنع النكتة أو السخرية. وفي هذه الحالة لم يكن هناك سياق وتم نشرها من دون موافقتنا أو علمنا”.

يظهر في الفيديو المنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي تمثالاً ذهبياً لدونالد ترمب في غزة
وفي هذا الإطار، قال أفيتال وهو مواطن أميركي من أصل إسرائيلي، إنه كان يقوم بتجربة منصة “أركانا” Arcana الخاصة بالذكاء الاصطناعي وقرر إنشاء “مقطع ساخر حول هذه الفكرة الناجمة عن جنون العظمة والمرتبطة بوضع تماثيل [في غزة]” لمعرفة ما يمكن أن تفعله هذه الأداة”.
وفي سياقٍ متصل، نشر شريكه في العمل أرييل فرومين، الفيديو على صفحته على موقع “إنستغرام” قبل أن يقنعه أفيتال بحذفه لأنه “قد ينم عن انعدامٍ للإحساس ولأننا لا نريد أن ننحاز إلى أي طرف”. وينفي فرومين مشاركة الفيديو مع الرئيس.
وانتشر مقطع الفيديو الذي أنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي بعد وقت قصير من كشف الرئيس الأميركي عن خطته لتطوير العقارات في غزة، والتي قال فيها إنه يريد “تطهير” غزة من سكانها البالغ عددهم نحو 2 مليون شخص من أجل إنشاء “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وفي مكانٍ آخر في الفيديو، تبدو الطرقات مرصوفة بتماثيل ذهبية لترمب فضلاً عن متاجر تعرض للبيع نسخاً مصغرة لرأس الرئيس ويظهر في الفيديو أيضاً طفل يمشي في الشارع وهو يحمل بالوناً ضخماً على صورة رأس ترمب. وتبدو عبارة “غزة الخاصة بترمب” في كل مكان في المقطع محفورة على اللافتات والمباني.
وبعدها تظهر مجموعة من الراقصات الشرقيات الملتحيات ترقصن على الشاطئ بشعرهن الطويل، ثم يظهر ترمب مجدداً وهو يرتدي بدلة رسمية ويرقص مع راقصة شرقية أخرى داخل إحدى القاعات ويرمقها بنظراته. ثم يظهر ترمب ونتنياهو يستجمان إلى جانب حمام السباحة بينما يرتديان سروالين قصيرين ويحتسيان المشروبات فيما تحيط بهما أبراج سكنية فخمة.