حرية ـ (11/3/2025)
جولتنا في الصحف اليوم نبدأها من سوريا، التي يواجه نظامها الجديد تحديات عدة، ثم إلى غزة حيث يتأرجح اتفاق وقف إطلاق النار بعد إتمام مرحلته الأولى التي شهدت عراقيل كثيرة، وأخيرا العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، التي تشوبها خلافات سرية بحسب صحف إسرائيلية.
البداية من صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، التي تقول إن أعمال العنف التي شهدتها سوريا مؤخراً كانت “طائفية بشكل واضح”.
وترى الصحيفة في مقال تحت عنوان “على الإدارة السورية الجديدة كسر دوامة الانتقام”، أن هذه اللحظة حاسمة بالنسبة لرئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع.
وتقول إن استعادة الوضع إلى ما كان عليه يتطلب “استجابة فعّالة وحكيمة”، واصفة الأحداث بأنها “أسوأ موجة عنف منذ سقوط نظام الأسد قبل ثلاثة أشهر”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما وصفته بالحزم في تعامل الحكومة الجديدة مع ما شهدته البلاد مؤخراً، بعد تشكيل لجنة للتحقيق بعمليات القتل، وما توعّد الشرع لأي شخص على صلة بتلك العمليات.
“إن الخطوة الأولى لا بد أن تكون استعادة الأمن لجميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية، وهذا يعني ترسيخ سيادة القوات الحكومية، وحل الفصائل المسلحة المتورطة في الاستفزازات أو عمليات القتل الانتقامية، ومقاضاة من تثبت إدانتهم بارتكاب الانتهاكات”، تقول ذا ناشيونال.
وتقول الصحيفة إن النظام السياسي الجديد في دمشق لا يزال في مهده، ومن الطبيعي أن يواجه “تحدياً مباشراً من جانب الموالين للأسد، والميليشيات المارقة، والمقاتلين الأجانب، وتنظيم الدولة الإسلامية، أو قوى أخرى”.
وترى أن ترك الأمور في طرطوس وبانياس ومناطق اللاذقية “عشوائية” يؤكد على الحاجة الملحة إلى استجابة أمنية مهنية وقيادة ملتزمة بسحب ما وصفتها “سموم الكراهية الطائفية”.
وتختم ذاناشيونال مقالها بالقول إنه “لا أحد يتظاهر بوجود إجابات سهلة لتفكيك سنوات من الانقسام وانعدام الثقة”، في إشارة إلى سياسات حكم الرئيس المعزول بشار الأسد، وتنبه إلى أن السماح بنشوء دورة انتقام جديدة قد يحكم على البلاد بتكرار أخطاء وتجاوزات الماضي.
“اتفاق وقف النار في غزة لا يعني العودة إلى الوضع السابق”

في صحيفة الغارديان البريطانية، تكتب نسرين مالك مقالاً تتناول فيه وقف إطلاق النار في غزة، الذي بدأ قبل أكثر من ستة أسابيع، وترى أنه لم يكن سوى “تخفيض” للقتال بدلاً من توقفه بالكامل.
وفقاً للمقال، فإن الوضع في غزة لا يزال يشهد قتل المدنيين بشكل مستمر، حيث قتل “أكثر من 100 شخص منذ 19 يناير/كانون الثاني” حسب تصريحات المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة.
تشير مالك إلى أن إسرائيل استخدمت المساعدات الإنسانية كأداة سياسية للضغط على حركة حماس للقبول بشروط جديدة لوقف إطلاق النار.
وتضيف أن “هذا الحصار لن يؤثر فقط على عدد قليل من الفلسطينيين، بل يشمل جميع سكان غزة الذين يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية نتيجة لتدمير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية”.
وتتحدثت الكاتبة عن أن اسرائيل استغلت وقف النار في غزة، لتتحول إلى الضفة الغربية من خلال تطبيق نفس التكتيكات التي نفذتها في القطاع.
وفي هذا الإطار، توضح أن إسرائيل أطلقت عملية “الجدار الحديدي” فوراً بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة، ما يعكس استمرار سياسة “الانتقام الدائم”.
كما تشير إلى أن العمليات العسكرية في الضفة الغربية تصاعدت لدرجة أن “أكثر من 224 طفلًا قتلوا في الضفة الغربية في العام الماضي وحده”، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتختم مالك مقالها على صفحات الصحيفة البريطانية بتأكيد أن إسرائيل تتبع سياسة “القتال المستمر” على الأراضي الفلسطينية، ما يزيد معاناة الفلسطينيين بشكل غير مسبوق.
وتؤكد: “الوقف الحالي لإطلاق النار في غزة لا يعني العودة إلى الوضع السابق أو استقرار المستقبل، بل هو مجرد مرحلة جديدة من العنف المستمر، سواء في غزة أو الضفة الغربية”، بحسب مالك.
“ينبغي التعبير عن الانتقادات المتبادلة على انفراد”

“إن إسرائيل والولايات المتحدة حليفتان عظيمتان. لكنهما دولتان مختلفتان، ومصالحهما ــ رغم توافقها عموماً ــ لا تتداخل دائماً”.
العبارة السابقة هي الفكرة الرئيسية التي تطرقت إليها صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، في الحديث عن العلاقات مع أمريكا.
وفي مقال نشرته الصحيفة الثلاثاء، تقول إن السر في الحفاظ على علاقات جيدة وقوية هو معرفة كيفية التعامل مع الخلافات عندما تتباين المصالح، وأن الجدل الحالي حول المحادثات المباشرة التي أجراها المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر مع حماس هو مثال واضح على ذلك.
تسرد الصحيفة التصريحات الأخيرة لبوهلر، والتي قال فيها إن “الولايات المتحدة ليست عميلة لإسرائيل، ولكن لديهم مصالح محددة”، كما أنه وصف حركة حماس بـ “رجال طيبون للغاية”، ثم تتسأل ما الذي ينبغي لإسرائيل أن تفعله إزاء تصريحات بوهلر؟
يعرض المقال أيضاً ردود الفعل الإسرائيلية على التصريحات الأمريكية، لا سيما وزير الزراعة الذي قال إن “المبعوث ليس لديه فهم يذكر لغزة، أو حماس، أو الفرق بين ما تقوله حماس باللغة الإنجليزية وما تقوله باللغة العربية”.
كما يصف وزير المالية الإسرائيلي المبعوث الأمريكي بأنه “شخص مبتدئ لا يفهم من نتعامل معه”.
ويقول الكاتب إن على المسؤولَين الإسرائيليَّين أن يتحلوا بالحذر والتعامل مع هذه القضايا “في السر” من أجل تجنب أي تصعيد أو تأثيرات سلبية على سمعة المسؤولين والعلاقات السياسية بين البلدين.
ويرى أن إبقاء الانتقادات خاصة عند التعامل مع الولايات المتحدة تشكل قاعدة أساسية جيدة في جميع الأوقات، حتى لا يفسح الطرفان مجالاً لمن وصفهم بأعداء إسرائيل على استغلال ذلك.