حرية ـ (15/3/2025)
بدأ بعض سكان الساحل السوري الذين لجأوا إلى قاعدة جوية روسية هربا من أعمال قتل على أساس طائفي في العودة إلى قراهم المدمرة بينما لا يزال البعض الآخر داخل القاعدة خوفا على حياتهم.
ولجأ الآلاف إلى قاعدة حميميم الجوية بعد أعمال عنف اجتاحت منطقة الساحل السوري الأسبوع الماضي واستُهدفت خلالها بلدات وقرى ذات أغلبية علوية في هجمات أسفرت عن مقتل المئات.
وقالت رنا (34 عاما) إنها توجهت إلى القاعدة مع عائلتها بعد فرارها من منزلها في قرية الصنوبر ذات الأغلبية العلوية. وأضافت أنهم استيقظوا على دوي إطلاق نار فهربوا أولا إلى منطقة أخرى من القرية قبل التوجه مع سكان آخرين إلى حميميم الواقعة على بُعد 11 كيلومترا.
وعادت رنا إلى قرية الصنوبر يوم الخميس بعدما أكد لها شقيقها أن الوضع هادئ وأن قوات الأمن الحكومية متواجدة. ويخشى آخرون المغادرة.
وقالت “الصراحة في خوف.. في خوف أكيد.. بس إن شاء الله بتكون الأمور للأمام أحسن… أملنا كبير إنه تكون أحسن”.
وتصاعد العنف الأسبوع الماضي بعد أن أعلنت السلطات السورية بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة سنية، أن قواتها الأمنية تعرضت لهجوم على يد مسلحين موالين للرئيس السابق بشار الأسد الذي تعود أصول عائلته العلوية إلى المنطقة الساحلية.
وأدى الهجوم إلى عمليات قتل واسعة النطاق استهدفت العلويين في أسوأ أعمال العنف منذ الإطاحة بالأسد في ديسمبر كانون الأول بعد حرب أهلية استمرت 14 عاما. وقال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، الذي كان قياديا في تنظيم القاعدة قبل أن يقطع علاقاته بالتنظيم في 2016، إن المسؤولين عن أعمال العنف سيُحاسبون.
وفر بعض العلويين إلى لبنان المجاور.
وفي الساحل السوري شاهد صحفيو رويترز العديد من المنازل والمتاجر التي تعرضت للحرق والنهب وقرى مهجورة إلى حد كبير، وذلك خلال زيارة للمنطقة يوم الخميس رافقهم فيها أفراد من قوات الأمن الحكومية.
واصطحب رجل كان قد عاد لتوه إلى قرية الصنوبر الصحفيين إلى منزل قال إنه عثر فيه على جثتي أخيه وابن أخيه. ورفض ذكر اسمه حرصا على سلامته.
وشوهد اسم جماعة مسلحة سنية عربية متحالفة مع الحكومة مكتوبا على الجدران في عدة أماكن.
كما كتب على أحد الجدران رسالة تقول إنتم من جلبتم ذلك على أنفسكم.